حرب الإفطار في رمضان

مبروكي: التيار المحافظ خائف من تغيير المجتمع وفقدان سلطته الأبوية يتجدد الجدل بين المغاربة حول الإفطار العلني في رمضان مع حلول الشهر كل سنة، بين تيار يرى أن الصيام شأن شخصي، يلزم صاحبه فقط، ولا يجب فرضه على باقي المواطنين، الذين ينطلقون من مرجعيات مختلفة، وتعتبر الإفطار حرية شخصية، وتيار محافظ يرفض هذا السلوك، ويعتبره فعلا مشينا، يسيء إلى الدين والمتدينين، ويزعزع عقيدة المؤمنين، وجل دعاة هذا التيار من الحرس القديم، الذي يحاول فرض الوصاية على المواطنين، بسلطة الدين والقانون اللذين يجرمان الإفطار العلني في رمضان، وهو المناخ الذي آثار عدة حركات تحررية تدعو إلى إلغاء الفصل 222 من القانون الجنائي، الذي يجرم الإفطار. لكن فاتورة الدعوة إلى الإفطار نكاية بالمحافظين باهظة الثمن، إذ تعرض عدد من الأشخاص إلى الضرب والسحل من قبل المتشددين بسبب إفطارهم أمام الملء. ويقول جواد مبروكي، الخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي، إن السبب الذي يجعل صراع الإفطار العلني يطفو على السطح مع اقتراب موعد رمضان، هو أن المجتمع المغربي يمر من مرحلة انتقالية اجتماعية كبيرة، وكأنه في مرحلة المراهقة، موضحا أن هناك تيارا محافظا يريد فرض "سلطة الأب"، ويخاف من التغيير وفقدان سلطته، كما أنه لا يثق في التيار "الحداثي المراهق" الذي يرغب في تغيير المجتمع، ونيل نصيبه من مسؤولية قيادة المجتمع، من خلال طرحه مشاريع وأفكار جديدة للتغيير، تؤدي إلى حرية اتخاذ القرارات دون وصاية، ولعل هذا أكثر ما يخيف القوى المحافظة التي تمثل "السلطة الأبوية" في المجتمع. وأضاف مبروكي، أنه بما أن الدين هو مرجعية المجتمع، وكذا شريعة الله «السلطة العليا»، التي يخضع لها الجميع، فإن التيار المحافظ يستعمل هذا المؤشر لإخضاع «المتحررين»، غير أن الداعين إلى الإفطار يرفضون بقوة تلك السلطة، إذ يتحدونها مثل المراهقين الذين يرفضون الخضوع لسلطة الآباء، ويعبرون عنه بالفرار من المنزل، أو الوشم على الجسد أو محاولة الانتحار، موجهين رسائل للآباء مفادها أن لا سلطة لكم علينا، مبرزا أن هذا التيار المتحرر يريد أيضا تحدي السلطة العليا أو الإلهية المتجسدة في الدين، من أجل الضغط على المحافظين، وذلك ببعث رسائل مشفرة من خلال الإفطار في رمضان، الذي يعتبر رمزا دينيا قويا سواء بالنسبة إلى المحافظين أو الدولة، التي تجبر الجميع على الصيام في الفضاء العام. وتابع الطبيب والمحلل النفسي، أن تيار "الحداثيين" مثل المراهق الذي يرفض النفاق والظلم ويميل إلى العدل المثالي، فهو ليس ضد رمضان أو الصوم ولكنه يرفض السلطة الأبوية الديكتاتورية. وتابع في السياق ذاته، أن التيار المحافظ لا يهمه من يصوم أو يفطر بقدر ما يهمه فرض سلطته ووضع حواجز أمام أي تغيير قد يحل بالمجتمع، ويتضح ذلك أكثر من خلال تأكيد رموز هذا التيار في أحاديثهم وخرجاتهم الإعلامية، على أن المغاربة مجتمع محافظ ومتدين، رغم أننا نجد في الوقت نفسه كل مظاهر الانحلال شائعة بين المغاربة، موضحا أن رهان المحافظين هو أن يمارس الفرد الجنس ويشرب الخمر مختبئا، بحيث أن الحانة مملوءة بالسكارى، ولكن بالمقابل لا يحق لهم الشرب بعيدا عن طاولة الحانة. عصام الناصيري

حرب الإفطار في رمضان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ترتيب البطولة بعد الدورة 26

الجهل أساس التكفير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات