يوم دراسي بفاس حول “الزواج المبكر”

المشاركون أوضحوا أن هذه الزيجات تكثر في البوادي ودعوا إلى إصلاح مدونة الأسرة نظم مركز «إيزيس» لقضايا المرأة والتنمية ومركز جنوب شمال لحوار الثقافات بتعاون مع الاتحاد الوطني للمنظمات النسائية ومنظمة أصوات حيوية، يوما دراسيا حول موضوع «تطبيق المدونة والزواج المبكر».وفي السياق ذاته، تطرق الأكاديمي موحى الناجي، منسق اللقاء، إلى تفشي ظاهرة تزويج القاصرات، سيما في البوادي والمناطق النائية، «ما يعد انتهاكا للطفولة وتجاوزا لقوانين مدونة الأسرة»، مؤكدا أنه ينبغي معاقبة كل من يساهم في هذا الممارسة «المشينة»، فيما أشارت فاطمة صديقي، أستاذة باحثة إلى أن أسباب الزواج المبكر، تنحصر في الفقر والجهل الذي تعانيه كثير من الأسر المغربية، أما عواقبه الوخيمة فتتجلى في «الانقطاع عن الدراسة والعنف الأسري والاضطرابات النفسية، وقد تصل أحيانا، إلى الطلاق أو الانتحار». ومن جهتها أوردت سعاد سلاوي، باحثة بجامعة فاس، أن هناك عددا من العائلات تتحايل على القانون وتخرقه من أجل تزويج قاصرات، لأنها تخاف من الرذيلة والفساد والضياع حفاظا على عرض وشرف العائلة، غير أنه أحيانا ينتهي هذا النوع من الزواج بالطلاق بطفل أو اثنين.وأبانت مداخلة حكيمة حطري، أستاذة باحثة بكلية الشريعة بفاس، الإجراءات الإدارية المتعلقة بزواج القاصر والضوابط القانونية والواقع المعيش، موضحة أن مدونة الأسرة لا تسمح بزواج القاصر إلا بإذن القاضي، إذ مكنت هذه الثغرة آلاف الأسر من تزويج بناتها قبل السن القانوني.وأشار الحسن حجيج، أستاذ باحث بكلية الآداب سايس فاس، إلى الخصوصيات الثقافية والعادات والتقاليد وبعض الإكراهات المادية التي تدفع بعض الأسر في منطقة الأطلس المتوسط إلى تزويج الفتاة القاصر عن طريق الزواج بالفاتحة، مشيدا بالمجهودات التي يقوم بها المجتمع المدني للحد من هذه المعضلة الاجتماعية.وفي الوقت الذي اعتبرت فخيتة حيدان، مستشارة قضائية بالرباط، إلى أن مدونة الأسرة المغربية رائدة على الصعيدين الجهوي والعالمي، نبهت إلى أنه ينبغي مراجعتها لتجريم تزويج الطفل القاصر الذي له عواقب وخيمة مدى الحياة على الفرد والمجتمع اقتصاديا واجتماعيا.وتطرقت أسماء النبط، عن الاتحاد الوطني للمنظمات النسائية، إلى وضعية المرأة بأقاليم الشمال التي تعرف أيضا تزويج القاصرات بأثرياء مسنين في عمر الجد، معتبرة أنه آن الأوان لمحاربة هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة بزجر هكذا سلوكات وتغيير العقليات. وتطرقت مداخلة سهام فاضل، إطار بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالرباط، إلى المشاكل التي تحول دون تطبيق المدونة منها الفهم الخاطئ للدين عند العامة، مما يعرض الفتاة للظلم والقهر والتعنيف ويجردها من كل حقوقها بدعوى الحفاظ على التقاليد والأعراف البالية.إلى ذلك، خلص اللقاء التحسيسي، إلى عدد من التوصيات نصت على ضرورة وضع إستراتيجية وطنية مندمجة لإشراك المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وتوفير مشاريع مدرة للدخل للأسر الموجودة في وضعية اجتماعية صعبة، فضلا عن نشر ثقافة المساواة بين الجنسين ومعاقبة كل من يساهم في تزويج القاصرات من آباء وأمهات ووسطاء، والقيام بحملات توعوية وتحسيسية على الصعيد الوطني من طرف وزارات العدل والتعليم والصحة والإعلام والثقافة والأوقاف والشؤون الإسلامية، فيما شدد المشاركون على أهمية إشراك مرصد الطفل وبرلمان الطفل في هذه الحملات التحسيسية وتوفير الحماية والوقاية للأطفال، وصيانة حقوقهم في التعليم والتكوين والتغطية الصحية، علاوة على تعزيز نشاط المجتمع المدني لمحاربة تزويج الفتاة القاصر وتدعيم وتشجيع الأبحاث الميدانية حول هذا الموضوع ونشرها، مرفوقا بإصلاح مدونة الأسرة، وسد ثغراتها وتوحيد المساطر في جميع المحاكم على الصعيد الوطني. هجر المغلي

يوم دراسي بفاس حول “الزواج المبكر”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عمال حمام بالبيضاء يعتصمون

عمدة سلا يُمهل "تيكميد" شهرا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات