نخب عاجزة و50 وقفة في اليوم

الغليان الاجتماعي يزحف نحو الأحياء الهامشية بالمدن الكبرى تسبب عجز النخبة السياسية والإدارية والمالية في حدوث انفجار احتجاجي في مدن كثيرة، من الحسيمة إلى جرادة، مرورا بتنغير وزاكورة وسيدي افني، وتازة والعرائش، والأحياء الهامشية بطنجة، وبمراكش طيلة 7 سنوات على الأقل، دون احتساب أنواع الاحتجاجات الأخرى في العديد من المدن الكبرى، إذ وصلت إلى 50 وقفة ومظاهرة في اليوم بكل تراب المغرب، للمطالبة بالحقوق، كما أن الملك محمد السادس، انتقد في خطاباته الكثيرة بيروقراطية وسوء عمل الإدارة المغربية وضعف أداء القضاء المغربي، وسيادة الرشوة والفساد، وانتعاش المفسدين، وكساد المجالس الجهوية للاستثمار، ما جعله يسأل أين الثروة؟. وعوض أن ينكب المسؤولون جهويا ومحليا ومركزيا على حل مشاكل المواطنين التي تعد بسيطة، مثل بناء مستشفى، لأنه يوجد مواطنون يحتاجون إلى علاج، وبناء مدرسة لتعليم أبنائهم، وطرق لضمان تنقلهم، ومناطق صناعية لأنهم يحتاجون إلى شغل، تفنن أعضاء النخبة المالية والإدارية والسياسية، في إمطار المواطنين، بخطابات لا تقنع حتى أصحابها، وزادوا في إشعال فتيل الصراعات السياسية الفارغة، بأن هذا المنتخب أو المسؤول أو الموظف أو الوزير ينال الرضى، والآخر لا، ما يستوجب عرقلة نشاطه وعمله، لأسباب غير مفهومة، أو لأمور ذات طبيعة إيدليوجية أو إثنية، أو قبلية أو علاقات قرابة أو محسوبية أو زبونية، أو حزبية أو نقابية أو جمعوية، ما ضيع سنين من التنمية، وساهم في تأجيج الاحتجاجات التي يتهرب من تحمل مسؤوليتها أولئك الذين ساهموا فيها، لذلك لا تنمية في ظل وجود جشع النخبة المستفيدة من الريع و"لهموز" ومن التلاعب في الصفقات، ومن الغنى الفاحش، إذ لم يستطع المجلس الأعلى للحسابات، الذي يعري واقع فساد هؤلاء في تقاريره النارية، من إجراء مقارنة بين ما كان يمتلكه أي زعيم حزب سياسي أو رئيس جماعة، أو قيادي حزبي أو نقابي، أو رئيس بلدية، أو رئيس جهة، أو رئيس مجلس إقليمي أو برلماني أو وزير، أو مسؤول في مؤسسة عمومية، قبل تولي المهمة التي انتدب لها، وبعدها، أو خلال 10 سنوات من ظهور أسماء بعضهم، بسؤال "من أين لك هذا؟"، علما أن 99 في المائة من هؤلاء المفسدين، لا يتوفرون على شركات تصنع حواسيب أو هواتف ذكية، أو برمجيات وآليات صناعة الأقمار الاصطناعية، حتى يراكموا الملايير في سنوات قليلة، فيما عباقرة العالم يشتغلون لعقود ويطورون صناعاتهم كي يربحوا قليلا. إن المغاربة ملوا من سماع خطابات الكذب والبهتان من نخبة تعلمت كيف تأكل ولا تشبع، وتحرم الآخرين من أبسط الحقوق، فحذار من ثورة الجياع، فإنها قادمة، إن لم يتم حل الجزء الأكبر من المشاكل البسيطة، إذ ينتظر 12 مليون مغربي بالقرى والجبال، السياسة الجديدة للحكومة التي أكدت أنها ستضمن الالتقائية في البرامج بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبرامج صندوق التنمية القروية، والتجهيز الجماعي، والتماسك الاجتماعي، والتكافل العائلي، والتأهيل الحضري، والتضامن بين الجهات. إن استمرار الاحتجاجات في الأقاليم للمطالبة بأبسط الحقوق التي تضمن الحق الأدنى للحياة، يؤكد فشل مؤسسات الوساطة من البرلمان ومجالس الحكامة والمجالس الوطنية، والمنتخبين الجهويين والمحليين، والحكومة، والمصالح الخارجية للوزارات، ومؤسسة العمال والولاة، وهي المؤسسات التي تلتهم سنويا الملايير من الدراهم، دون أن تقوم بواجبها إزاء المسؤوليات التي تتحملها، وعليها أن تنجزها في الوقت المناسب بعيدا عن التراخي الذي أضحى سلوكا عاديا، ما تسبب في تأخير المشاريع التنموية التي أعاقت تطوير الاقتصاد الوطني. أحمد الأرقام المزيد من الاحتجاجات فشلت المؤسسات في لعب دور الوساطة لحل مشاكل المواطنين عن قرب ما ينذر بالمزيد من الاحتجاجات، لأنه ومنذ فجر استقلال المغرب وجلاء الاستعمارين الفرنسي والاسباني لأزيد من نصف قرن، لم تتطور البلاد كما كان ينبغي، إذ من العار أن لا يتم تمديد طريق السكك الحديدية من البيضاء إلى أكادير، وظلت متوقفة عند مراكش، منذ عهد الاستعمار إلى الآن بل لم يتم فتح نفق تيشكا الذي أنجزت حوله العشرات من الدراسات، وارتفعت تكاليفه المالية، إلى 15 مليار درهم وهو ما يوازي بناء 4 مستشفيات جامعية، وطرق سيارة ومناطق صناعية.

نخب عاجزة و50 وقفة في اليوم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رقم: 3 نصائح لتثبيت العطر

تنغير تشتكي التهميش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات