منع الحمل “تقليديا”… وسائل عصية على الزوال

مغربيات يفضلن الحساب والرضاعة وميزان الحرارة على العقاقير وأطباء يؤكدون محدودية نجاعتها تستمر العديد من النساء في اللجوء إلى وسائل لمنع حدوث حمل تصنف في خانة الوسائل التقليدية، أكثرها شهرة واستعمالا "الحساب"، الذي تعتقد العديد ممن تستعملنه أنه وسيلة آمنة إلى جانب القذف خارج الجهاز التناسلي للمرأة، ويجنبهن حدوث عمل غير مرغوب فيه. وسيلتان ضمن أخرى، أكد خبراء وأطباء مختصون أنها ليست بالنجاعة التي يروج لها النساء. في الورقة التالية تفاصيل أكثر عن أهم الوسائل التي تستعملها المغربيات، وأبرز العوامل التي تدفعهن إلى اختيار وسائل تقليدية، رغم تطور الوسائل الطبية المتاحة وتنوعها، يعرضها أطباء واختصاصيون. 25 % من المغربيات يخترن الطرق القديمة كشف البروفيسور توفيق الشرايبي، المتخصص في أمراض النساء والتوليد، أن من بين 70 في المائة من المغربيات اللواتي يستعملن وسائل منح العمل، 25 في المائة على الأكثر يخترن استعمال الوسائل التقليدية. وبعد أن استعرض أهم أنواعها، أكد أن نسبة فشلها تبقى مرتفعة مقارنة مع الوسائل الطبية، محددا شروطا خاصة لرفع فعاليتها. تفاصيل أكثر في الحوار التالي: < لماذا مازال ينتشر اللجوء إلى وسائل منع الحمل التقليدية في أوساط المغربيات؟ < قبل الحديث عن الأسباب التي تدفع النساء إلى اللجوء إلى وسائل منع الحمل التقليدية، تجدر الإشارة إلى أن 70 في المائة من النساء فقط من تستعملن وسائل تنظيم الحمل، من بينهن نسبة لا تتعدى 25 في المائة فقط هن اللواتي يلجأن إلى استعمال الوسائل التقليدية. السبب الرئيسي وراء استعمال هذه الوسائل لتنظيم النسل هو الخوف من تأثيرات استعمال الوسائل الطبية، سيما تلك التي تعتمد على الهرمونات في تركيبتها، أساسا حبوب منع الحمل، التي يعتقدون أنها تسبب الإصابة بالسرطان، وهو أمر خاطئ. أنا لا أقول أنها لا تشكل خطرا، إلا أن نسبة مساهمتها في الإصابة ضئيلة، فإذا كان احتمال الإصابة عند جميع النساء يبقى متوقفا عند نسبة 1 في المائة ترتفع هذه النسبة عند النساء اللواتي يستعملن إحدى هاته الوسائل إلى 1.3، أي أن خطر الإصابة لا يتجاوز 0.3 في المائة، وهي نسبة لا يعتد بها. < وماذا عن اللولب؟ < هناك أيضا من النساء من يرفضن استعمال اللولب، للإزعاج الذي يعتقدن أنه يسببه أثناء الممارسة الجنسية، الأمر ذاته ينطبق على من يرفضن القيام بعمليات ربط القنوات وغيرها من الوسائل الطبية المعتمدة. إلى جانب هذا، هناك اعتقاد سائد بأن هاته الوسائل مكلفة، ويجب استعمالها شهريا، وبالتالي شريحة من النساء لا يستعملنها لعدم قدرتهن على تأمين تكاليفها، علما أن الشريحة نفسها تجهل أن حبوب منع الحمل متاحة بالمجان في المستشفيات العمومية والمراكز الصحية والمستوصفات. < ما هي أبرز الوسائل؟ < أكثر الوسائل انتشارا، هي وسيلة «الحساب»، الذي يقوم على امتناع المرأة خلال فترة الإباضة عن ممارسة علاقة جنسية، وهناك أيضا وسيلة الامتناع عن القذف داخل الجهاز التناسلي للمرأة. هناك أيضا وسيلة ميزان الحرارة، القائمة على قياس درجة الحرارة كل صباح، وبمجرد أن يرتفع ميزان الحرارة من 36.5 إلى 37.5، تعرف المرأة أنها بلغت مرحلة الإباضة، وبالتالي تقوم بالامتناع عن ممارسة العلاقة الجنسية. من النساء من يعتقدن أيضا أن الرضاعة تحميهن من الحمل، وهو أمر خاطئ. < هل هاته الوسائل ناجعة؟ < يمكنني القول إن كل الوسائل التقليدية المستعملة نسبة فشلها كبيرة، واستنادا إلى تجربتي الشخصية يمكنني التأكيد على أن نسبة كبيرة من النساء اللواتي يفدن من أجل استشارة طبية، يصبحن حوامل رغم استعمالهن لإحدى هاته الوسائل. < هل من شروط لنجاح الوسائل التقليدية في منع الحمل؟ < بالنسبة إلى وسيلة الحساب، لتكون ناجحة، يجب أن تكون الدورة الشهرية للمرأة منتظمة بدقة، كما يجب ألا تمارس العلاقة الجنسية مع زوجها على الأقل من اليوم الحادي عشر بعد نزول دم الحيض إلى اليوم الثامن عشر، وعدم الاكتفاء بالامتناع ثلاثة أيام، يوما قبل الإباضة، ويوما بعد الإباضة، لأن الحيوانات المنوية تبقى في الجهاز التناسلي للمرأة لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام، كما أن 40 في المائة من النساء فقط من تحدث الإباضة لديهن في اليوم الرابع عشر بعد نزول الحيض، أي أنه لا يمكن تحديد فترة الإباضة بدقة. وبالنسبة إلى وسيلة الامتناع عن القذف في الجهاز التناسلي للمرأة، تجدر الإشارة إلى أنه يمكن أن يحدث حمل إذا تمت ممارسة الجنس مرتين متتاليتين، ذلك أن بعض الحيوانات المنوية تظل عالقة في الجهاز البولي للرجل، ويمكنها أن تتسرب وتؤدي إلى حمل خلال الممارسة الثانية. وحتى تكون للرضاعة فعالية في منع الحمل، يجب أن تكون المرأة في فترة لم تنزل فيها بعد دم الحيض بعد الولادة، فضلا عن أنها يجب أن ترضع طفلها رضاعة طبيعية فقط، على الأقل ست مرات يوميا، لا تقل مدة كل واحدة منها عن نصف ساعة. < هل توجد حالات لنساء يكون استعمال وسائل منع الحمل التقليدية الوسيلة المتاحة لهن فقط من أجل تنظيم النسل؟ < أكيد هناك العديد من الحالات، يتعلق الأمر بالنساء اللواتي لا يستطعن تحمل أي وسيلة من الوسائل الطبية، لأنها تشكل خطرا عليهن. من بين هاته النساء، من سببت لهن الإصابة بسرطان الثدي، أو تكبدا في الدم على مستوى الرجل، أو من يعانين أمراض القلب. كما أن هناك نساء يتعرضن إلى الإصابة بالتهابات جراء استعمال اللولب، أو يعانين من فترة حيض قوية جدا. في هاته الحالات يمكن للنساء اللجوء إلى استعمال وسائل المنع التقليدية، مع تعزيز الحماية عبر استعمال العازل الطبي أو أدوية لقتل الحيوانات المنوية للرجل تأخذ قبل العلاقة الزوجية. في سطور: - من مواليد 1956 بفاس - تخرج من كلية الطب بالرباط سنة 1984 - أصبح أستاذا جامعيا بكلية الطب بالرباط منذ 1992 - طبيب جامعي بمستشفى الليمون للولادة بالرباط - رئيس الجمعية المغربية لمحاربة الإجهاض السري - رئيس الجمعية المغربية لأمراض الثدي أجرت الحوار: هجر المغلي

منع الحمل “تقليديا”… وسائل عصية على الزوال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

زامبيا تجدد سحب اعترافها بالجمهورية الوهمية

منع الحمل ... الرضاعة الطبيعية غير فعالة

مقالات ذات صلة