الهجوم السافر لوزير خارجية الجزائر على المغرب … نظام مسعور

3 أسئلة إلى محمد بنحمو* < كيف تقرأ سياق الهجوم السافر لوزير خارجية الجزائر على المغرب؟ < لا بد من وضع تصريحات عبد القادر مساهل في سياق الوضع التي تمر منه الجزائر اليوم، فهي تغرق اقتصاديا، وتلتهب اجتماعيا، وتسير نحو المجهول سياسيا. هذا الوضع الداخلي يجعل البلاد تعيش فوق فوهة بركان، ينضاف إلى ذلك حالة اختناق وحصار على الصعيد الخارجي، كل ذلك بسبب سياساتها الفاشلة، والتي أفقدتها مصداقيتها وثقة الشركاء فيها، ولم تعد لها أي أوراق جديدة تلعبها. وأعتقد أن السعار الذي أصاب دبلوماسيتها يعكس هذه الأزمة الشاملة، وهي الوضعية التي يجب التعاطي معها بكثير من الحيطة والحذر، لأن النظام الجزائري يحاول تصدير أزماته الداخلية، وإشعال فتيل نيران لحرق كل المبادرات المغربية الهادفة إلى إيجاد تسويات سياسية للنزاع في المنطقة والقارة الإفريقية عموما. < تزامنت الخرجة المسعورة للوزير الجزائري مع زيارة المبعوث الأممي للمنطقة حول ملف الصحراء. ما دلالات هذا التزامن ؟ < صحيح، هذه الخرجة تزامنت مع زيارة كوهلر إلى المنطقة وتصريحاته بتندوف، التي أكد خلالها أن حل النزاع لا يمكن إلا أن يكون سياسيا، وعن طريق التفاوض، وهو توجه أزعج خصوم الوحدة الترابية، لأنه يسير في اتجاه العرض المغربي ومنظور الأمم المتحدة والدول الكبرى بشأن الحل السياسي. كما يقوض خيارات الجزائر وبوليساريو، المراهنة على الطرح الانفصالي، والذي لم يعد له أفق، أمام جدية المقترح المغربي، واستحالة العودة إلى خيار الاستفتاء الذي اقتنعت الأمم المتحدة باستحالة تنظيمه. وأعتبر أن تصريحات مساهل المسعورة حاولت النيل من المغرب، لكن شملت أيضا مصر وليبيا وتونس، حيث ذكرها بالاسم، ناهيك عن اتهام قيادات إفريقية والصق بها تهم هلوساته، ليخلص إلى أن الجزائر هي المدخل الوحيد في شمال إفريقيا المؤهل لقيادة إفريقيا. ومن الناحية الدبلوماسية، أعتبر أن خرجة مساهل تؤكد مرة أخرى أن النظام الجزائري فقد صوابه، وبات يبحث عن عدو خارجي لتصفية حساباته الداخلية من خلاله، وبناء وحدة باتت مفقودة أمام الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تنخر البلاد، والتي دخلت مرحلة الإفلاس، ولم يعد لها هامش كبير للمناورة، بعد أن لم يعد له ما يقدمه لبلدان القارة الإفريقية. < هل هناك بوادر لتطويق الأزمة ووقف عدوان دبلوماسية الجزائر على مؤسسات وسياسة المغرب الإفريقية؟ < أعتبر أن تصريحات مساهل تعتبر خرقا سافرا للأعراف الدبلوماسية، وتسيء إلى المغرب والعديد من البلدان الإفريقية، التي ألصق بها اتهاماته للمغرب، وأظن أن رد فعل المغرب يحمل إشارات قوية إلى النظام الجزائري، وأتمنى أن تبادر المؤسسات الاقتصادية والمالية التي شملها تهجم رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى مقاضاته دوليا، لما تحمله من مس خطير بنشاط البنوك المغربية وشركة الخطوط الملكية. واعتبر أن استدعاء السفير المغربي للتشاور رسالة دبلوماسية إلى حكام الجزائر، مفادها أن المغرب لن يقبل هذه الممارسات الرعناء، وأن الأمر وصل حدا لا يمكن السكوت عنه. والأكيد أنه ستكون تداعيات لذلك، إن المغرب يجب أن يواجه بحزم وقوة هذه التصريحات وغيرها، دون السقوط في الفخ الذي يسعى إليه النظام الجزائري، بجر المغرب إلى المواجهة، من أجل تصريف أزمته الداخلية، ومحاولة بناء جبهة داخلية مفككة، بصرف أنظار الشعب الجزائري عن الأزمة الداخلية، وجره إلى الانزلاق في استعداء المغرب. وأؤكد أن مساهل لم تكن له الجرأة لتحمل مسؤولية اتهاماته للمغرب، لينسبها إلى قادة أفارقة، في سلوك يفتقد أخلاقيات العمل الدبلوماسي واللباقة التي يجب توفرها في وزير خارجية دولة تدعي أنها أفضل دولة في شمال إفريقيا. أجرى الحوار: برحو بوزياني * رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية مواضيع الملف: هذيان جزائري بسبب المغرب الإفريقي انتفاضة البنوك و”لارام” التضليـل بـ”دوينـغ بيزنـس” الخارجية تفضح الافتراء والتغليط

الهجوم السافر لوزير خارجية الجزائر على المغرب … نظام مسعور

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدرك يطلق النار على "مقرقب"

حواجز الرقابة البرلمانية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات