مرادجـي… قصـة نجـاح

״فرانس 24״ سلطت الضوء على أسرار وحكايات مصور الملوك الثلاثة خصصت قناة "فرانس 24" الفرنسية حلقة خاصة من برنامج " ضيف ومسيرة" للمصور المغربي محمد مرادجي، مصور الملوك الثلاثة، استعرضت خلالها مسيرته المهنية، التي توثق لستة عقود، وثق خلالها تاريخ المغرب من خلال آلاف الصور التي التقطتها عدسته لملوك المغرب، بدءا من محمد الخامس، مرورا بفترة حكم الحسن الثاني، وصولا إلى عهد محمد السادس. وتعرف مشاهدو القناة الفرنسية على ضيف من نوع خاص، جاء إلى مهنة التصوير صدفة في سن مبكرة لا تتجاوز 16 سنة، قبل أن يتحول إلى المصور الرسمي لثلاثة ملوك، ما مكنه من التحليق عاليا في مجال الصورة، واللقاء بشخصيات ومشاهير من عالم الفن والسياسة عبر العالم. لم يدرس مرادجي، سوى أربعة أشهر في إحدى المدارس بالبيضاء، ليغادر المدرسة ويمارس العديد من المهن من خياطة ونجارة وميكانيك وصباغة، قبل أن يجد نفسه في مهنة التصوير بشوارع البيضاء، خلال سنوات الخمسينات من القرن الماضي. يقول مرادجي "تعلمت الكثير من الشارع. تعلمت كيف أقرأ ملامح الناس قبل التقاط صور لهم، وفهم نفسياتهم، كما تعلمت آداب التعامل والعمل بابتسامة دائمة في العلاقة مع الناس، وهي نصيحة والدتي"، موضحا أن انتقاله إلى العمل بجانب الملك الراحل محمد الخامس، كان صدفة، من خلال سعيه إلى التقاط صور للملك خلال زيارته بالبيضاء، في الوقت الذي كان أغلب المصورين أجانب، وهو ما أثار انتباه حاشية الملك، التي اقترحت عليه مرافقة الملك في الزيارات لالتقاط صور له، وبيعها للمجلات والجرائد. نجح مرادجي في اكتساب ثقة القصر بفضل الولاء والإخلاص، وهي خصال مكنته من ضمان استمرارية عمله إلى جانب الملوك الثلاثة. وسيكون للرجل تحول في حياته المهنية بعد السفر إلى باريس سنة 1959، من أجل التكوين في المهنة، بعد أن اقترح عليه مصور فرنسي فكرة العمل إلى جانب الوكالة الفرنسية، حيث قضى ستة أشهر بباريس، التقط خلالها آلاف الصور لمشاهير من عالم السياسة والفن، ولشوارع باريس وملاهيها، مكنته من دخول عالم التصوير الاحترافي. تحدث مرادجي أيضا عن علاقته بكبار الفنانين العرب، وصداقته بعبد الحليم حافظ، ولقائه بأم كلثوم، وقصة صورة سقوطها فوق الخشبة بباريس، والتي لم ينشرها إلا بعد وفاتها، واحتفاظه بمنديلها، مقابل تقديم ألبوم مصور لها، ورفضه الحصول منها على مبلغ مالي عرضته عليه، والاكتفاء بأخذ صورة معها. في 1961، أسس مرادجي أول وكالة للتصوير، وكان آنذاك مقربا من الحسن الثاني وهو أمير، يلتقط له مجموعة من الصور ويحملها إليه، إلى أن اعتلى العرش، ليبدأ بالعمل رسميا مصورا للملك. يحكي مرادجي كيف أنه كان وراء قصة صورة قادة المغرب العربي في زيرالدة، حيث طلب من الحسن الثاني ورؤساء بلدان المغرب العربي، بوضع اليد في اليد، لالتقاط صورة جماعية عند خروجهم من القمة، وهي الصورة التي سيكون لها ما بعدها، بتكرار لقطة مماثلة بمراكش لمناسبة تأسيس اتحاد المغرب العربي. تحدث مرادجي عن سفره من باريس إلى إسرائيل، لتغطية زيارة أنور السادات، وهي الواقعة التي تعرض خلالها للتفتيش والتحقيق لنصف ساعة في المطار، قبل أن يسمح له بنقل زيارة الرئيس المصري لإسرائيل، والتقاط صور للمتظاهرين ضده في شوارع القدس. مرادجي مصور مخضرم عايش ثلاثة ملوك، ويواصل اليوم توثيق تاريخ المغرب المعاصر من خلال صور الملك محمد السادس. برحو بوزياني

مرادجـي… قصـة نجـاح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سكان بأزيلال يحتجون

الرصاص لإيقاف لص بأكادير

مقالات ذات صلة