زعامات تواجه الورقة الحمراء

قادة أحزاب يختارون الاستقالة وآخرون مجبرون على الانسحاب عاشت أحزاب الاستقلال والحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري، على إيقاع الزعامات لسنوات، فيما يشبه الخلود، ولم تكن تثير أي خلاف في ظل علاقات الشيخ والمريد التي سادت في المشهد الحزبي. واليوم، تعيش أغلب الأحزاب على إيقاع اشتداد الصراع حول الزعامة، وبات القادة يواجهون حركات تمرد داخلي، وغليان تنظيمي، مدعومة أحيانا من خارج الحزب، لإرغام من انتخبوا بالأمس على رأس الحزب بالتصفيق والاقتراع، على الانسحاب والاستقالة، بحثا عن تجديد قسري للنخب، من بوابة الأمانة العامة أولا، وباقي الهياكل التقريرية والتنفيذية ثانيا. "حراك"يزلزل الأحزاب التنافس حول الزعامة يشعل الحرب في الكواليس ولى زمن الزعامات الكاريزمية التي كانت تتحكم في المؤسسات الدستورية الحكومية والبرلمانية والنقابية والحزبية، وساد الاعتقاد أن رحيل زعيم سيؤدي إلى نهاية المؤسسة الحزبية برمتها، وكأن العالم متوقف على الرئيس أو الأمين العام. وبالنظر إلى التغييرات الحاصلة في المجتمع المغربي التي أدت إلى حصول احتكاك بين المغاربة وباقي الدول العريقة في الديمقراطية، بدأت تتحرك أصوات تنادي بتداول النخب على السلطة، ولو تعلق الأمر بحزب أو نقابة أو جمعية، فيما الذين روجوا عن أنفسهم الخلود السياسي سيتعرضون للطرد بالورقة الحمراء. واعتقد قادة المركزيات النقابية والأحزاب أنهم مالكو تلك المؤسسات، وحينما نادى بعض الشباب بضرورة تداول السلطة والسماح بدوران النخب، كان الرد قويا من قبل "حياحة" الزعماء، بمبرر أنه لم يحن بعد وقت قيادة من يصفونهم بـالأطفال للمؤسسات الحزبية، والذين عليهم الانتظار، إلى غاية أن ينتقل الزعماء إلى الرفيق الأعلى، مبررين استمرارهم، بأنهم الوحيدون القادرون على مواجهة إدارة المخزن، والدفاع عن حقوق الشعب والفئات المسحوقة. لم يجد الشباب بدا من الخضوع لتعليمات القادة، إذ اشتغلت الأحزاب ونقاباتها على شاكلة الزوايا عبر ترسيخ ثقافة الشيخ والمريد، ما جعل المجالس الوطنية واللجان الإدارية تخضع وبقوة الضغط إلى تعليمات قادة المكاتب السياسية واللجان التنفيذية، فأصبح لكل زعيم أتباعه الذين يطبلون له، وحينما يسعى إلى تقديم استقالته يرفضون في إطار مسرحية رديئة الإخراج، إذ يرفعون شعار موت موت يا لعدو، الزعيم الفلاني عندو شعبو. ورغم أن كافة الأحزاب ترفع شعار إقرار الديمقراطية في المغرب، وتكافؤ الفرص في التعيينات بالمؤسسات العمومية، وإخضاع الجميع للمراقبة بربط المسؤولية بالمحاسبة، ترسخت ثقافة بأن الزعيم لا يموت، وأنه الوحيد القادر على قيادة الحزب، وأن عبقريته تضاهي كل المنتمين إلى الحزب، حتى لو كان تكوينهم العلمي أكبر من ثقافة الزعيم، فتهيأ للزعماء أنهم خالدون مقدسون، وأن سياستهم تدخل في ما يطلقون عليه صف الممانعة من الرافضين لسياسة الدولة، فاعتقدوا أنهم صوت من لا صوت له. فلا عجب أن تقع في بداية الألفية الثالثة صراعات قوية بين قادة الأحزاب لخلافة الزعماء في المؤتمرات الوطنية، والتي وصلت إلى حد تبادل الاتهامات ونشر الغسيل في وسائل الإعلام، وتشكيل الحركات التصحيحية، ولجان وتوقيع عرائض، وبذلك تقهقرت الأحزاب. قادة يرفضون التناوب اعتقد الباحثون في السياسة أن المخزن هو الوحيد الذي شق الأحزاب والنقابات، لكن حقيقة الأمر أبرزت أن الإدارة استفادت من الشرخ الداخلي وسط الأحزاب ونقاباتها، لأن القادة يرفضون التناوب الداخلي، والتداول في رئاسة الأجهزة المسيرة لها. وأثرت التحولات العالمية على سير الأحزاب، إذ انتفض الشباب ضد قادة أحزابهم، حاثين إياهم على استيراد تجارب الدول الغربية التي يغادر فيها الأمين العام حزبه، سواء دبر الشأن الحكومي، لولاية واحدة، أو ولايتين، أو انهزم انتخابيا، وقرر أمام فشله الذريع تخليه عن رئاسة الحزب، لأنه لم يستطع تنفيذ وعوده بالفوز، وجراء تداعيات الحراك الشعبي لـ 20 فبراير، الذي دعا المحتجون فيه إلى إسقاط الفساد والاستبداد. أحمد الأرقام شباط… السقوط المريع بنكيران يرفض التداول العماري… أسرع استقالة

زعامات تواجه الورقة الحمراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اختفاء مقررات يربك الأسر والكتبيين

"ترانسبرانسي" تستغرب إقصاءها من هيآت محاربة الفساد

مقالات ذات صلة