جلسة”البزناسة”و”مساخيط الوالدين”

رئيس غرفة بابتدائية مكناس لمتهم عاق"كنت تبوس للوالدة راسها ويديها في الدار ماشي حتى وصلتيها للمحكمة" الساعة تشير إلى الواحدة و15 دقيقة زوال الثلاثاء الماضي، عندما رن جرس القاعة رقم1 بالمحكمة الابتدائية بمكناس، إيذانا بافتتاح جلسة القطب الجنحي التلبسي. دخول أعضاء الهيأة، المكونة من رئيس الغرفة وممثل النيابة العامة وكاتب الضبط، وضع حدا للضجيج الذي ساد أرجاء القاعة قبيل انطلاق الجلسة. وقف الجميع احتراما للهيأة، قبل أن يأخذوا أماكنهم من جديد، في حين ظل أغلب مؤثثي القاعة واقفين في الخلف وعلى الأطراف، وحتى في الممر الفاصل بين مقاعد الرجال والنساء، بما أن مقاعد القاعة لا تسمح باحتضان عشرات الراغبين في متابعة أطوار الجلسة، أغلبهم لا تربطهم بالملفات المدرجة إلا أحزمة الفضول وتقصي أخبار الناس، علما أن بعضهم لا يتأخر في حضور جميع الجلسات المنعقدة من الاثنين إلى الجمعة. أمر رئيس الهيأة من رجال الأمن المكلفين بالسهر على السير العادي للجلسة بإدخال المتهمين المعتقلين إلى القاعة، وهي الفرصة التي استغلها بعضهم لتبادل التحايا مع أفراد عائلاتهم وأقاربهم وأصدقائهم من خلال التلويح بالأيدي، فيما فضل آخرون عدم الالتفات إلى الوراء لعدم رضاهم على الوضع. شرع رئيس الجلسة في فتح صفحات الملفات المدرجة، بعضها تم تجهيزه ومناقشته وحجزه للتأمل إما لآخر الجلسة أو لأخرى مقبلة، وبعضها أرجئ البت فيه إلى تواريخ مختلفة مقبلة لعدم جاهزيتها، لأسباب ودواع متعددة. أهم ما ميز جلسة الثلاثاء الماضي، التي حضرتها»الصباح»، هو تصدر الملفات المتعلقة بـ»البزناسة» و»مساخيط الوالدين» لائحة القضايا المدرجة، والتي بلغت في مجملها 16 قضية، ضمنها خمس تتعلق بجنحتي العنف والسرقة في حق الأصول. كانت أهم قضية تفاعل معها الحضور، تتعلق بأربعيني متابع من أجل العنف ضد والدته. نادى رئيس الجلسة على الظنين وانتظر التحاقه بقفص الاتهام، كان شابا أبيض البشرة، طويل القامة. وبعد التأكد من هويته، التي جاءت مطابقة لما هو مضمن بمحضر الضابطة القضائية، أشعر بحقه في انتداب محام للدفاع عنه فتنازل عنه مفضلا الدفاع عن نفسه. وحول المنسوب إليه أجاب أن تحت تأثير المخدرات والخمر، سب والدته وشتمها ونعتها بأقبح النعوت، نافيا أن يكون عنفها، متراجعا بذلك عن اعترافاته التمهيدية التي ووجه بها فأكد أنها غير صادرة عنه، مبرزا أنه رفض التوقيع على محضر الاستماع إليه. في الوقت الذي حضرت والدته، الطاعنة في السن، وصرحت أنها ضاقت ذرعا من تصرفات ابنها، موضحة أنه عنفها وبات يشكل خطرا عليها وعلى شقيقته الصغرى، رافضة أن تصفح عنه هذه المرة، ملتمسة من المحكمة إدانته بعقوبة حبسية، وتابعت» ما بغا يتوب ولا يتقى الله فيا، مات باه وخلاه صغير، خدمت عليه بالكراطة والجفاف عند اللي يسوى واللي ما يسواش، أنا مزاوكة فيك أسيد القاضي إيلا ما ربيه وقادو مزيان»، حينها حاول المتهم تقبيل رأسها طالبا منها الصفح عنه، قبل أن يتدخل رئيس الغرفة الذي خاطبه قائلا «كنت تبوس للوالدة راسها ويديها في الدار ماشي حتى وصلتيها للمحكمة». المخدرات وراء ارتكاب الجرائم حسب إفادة الأستاذة زكية زاهير، عضو هيأة المحامين بمكناس، فإن القضايا الرائجة بجلسات القطب الزجري تتوزع على قسمين، قسم كبير تتصدر لائحته الملفات المتعلقة بجنحة استهلاك وحيازة وترويج المخدرات بشتى أنواعها(الشيرا والقنب الهندي والمعجون والكوكايين والأقراص المهلوسة...)، وآخر يرتبط بقضايا متنوعة تتعلق عموما بجنح العنف في حق الأصول والسرقة والخيانة الزوجية والمشاركة فيها والإرشاء أو الارتشاء والضرب والجرح بالسلاح الأبيض وعدم توفير مؤونة شيكات عند تقديمها للأداء والنصب والاحتيال وخيانة الأمانة وإهمال الأسرة وإهانة موظفين أثناء مزاولتهم لمهامهم وحيازة بضاعة أجنبية خاضعة لمبرر الأصل وحماية ممارسة البغاء... خليل المنوني (مكناس)

جلسة”البزناسة”و”مساخيط الوالدين”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحكومة تنعي "راميد"

أتمنـى العـودة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات