البوليس اقتحم عيادة بالرباط وأوقف عشيقين ووسيطة في الدعارة والبحث عن طبيب هارب وحجز أدلة تكشف الإجهاض السري تنظر هيأة قضايا الجنحي التلبسي بابتدائية الرباط، اليوم (الجمعة)، في ملف مثير كشفه أطباء، وتوبع فيه طبيب مختص في الولادة بالمركز الاستشفائي الجهوي بالرشيدية وطبيب تخدير، فيما أمرت النيابة العامة بالاستماع إلى طبيب ثالث فور عودته من عطلة بفرنسا، بعد مداهمة عيادته بحي يعقوب المنصور وضبط طبيب متلبسا بإجراء عملية إجهاض لفتاة كانت بمعية عشيقها. ووجهت النيابة العامة إلى الطبيب الأول تهمة الإجهاض بصفة اعتيادية بمقابل، كما وجهت إلى طبيب التخدير تهمة المشاركة في الفعل الجرمي، فيما توبعت وسيطة دعارة بتهمة إعداد محل للفساد، وكانت تنقل الفتيات الحوامل إلى العيادة للتخلص من الأجنة في ظروف تفتقد لأبسط شروط الصحة والسلامة، مايشكل خطرا عليهن. وكشف مصدر مطلع على سير الملف أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية أنجزت تقريرا إخباريا أحالته على النيابة العامة أكدت فيه أن عيادة طبيب، قضى أزيد من 40 سنة في المهنة، باتت مختصة في عمليات إجهاض سرية، وأمر وكيل الملك بإجراء بحث سري في الموضوع. واستنادا إلى المصدر ذاته قامت عناصر من المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراقبة مكثفة على العيادة موضوع الأبحاث انتهت بالانتقال قبل ثلاثة أيام، إلى حي يعقوب المنصور فور التأكد من وجود شابة في العيادة المشبوهة، وفور خروجها أوقفها المحققون بمعية خليلها، ودون عناء وبكل تلقائية صرحت أنها قامت بعملية إجهاض بالعيادة، لتقوم عناصر الضابطة القضائية بمداهمتها وأوقفت طبيبا حديث التخرج يشتغل بمستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية، كما أوقفت طبيب التخدير ووضعتهما رهن الحراسة النظرية. والمثير أن التحريات التي قامت بها الضابطة القضائية كشفت وسيطة في الدعارة كانت تستقبل الباحثين عن اللذة الجنسية، وفي حال وقوع حمل، تستعين بالطبيب الموجود حاليا بفرنسا للقيام بعمليات إجهاض، وتابعتها النيابة العامة بإعداد وكر للدعارة. وحجزت الضابطة القضائية جذاذات بأسماء ثماني نسوة زرن الطبيب المعتقل لأغراض صحية، وتشتبه الضابطة القضائية في قيام بعضهن بعمليات إجهاض، وستستدعي المحكمة لائحة النساء المحجوزة للتأكد من قيامهن بعمليات إجهاض، كما أثار غياب لائحة الفتيات اللائي زرن الطبيب صاحب العيادة تساؤلات كثيرة وسط المتتبعين، في الوقت الذي كان فيه معنيا بالأبحاث السرية من قبل الضابطة القضائية. إلى ذلك، أقر طبيب الرشيدية أن الطبيب الموجود حاليا بفرنسا صديق والده وربط به الاتصال وطلب منه الاشتغال بعيادته أسبوعين إلى حين عودته من عطلة، دون أن يكون له علم بأنه موضوع بحث قضائي، مضيفا أنه حديث التخرج قبل سنتين وكان ينوي قضاء أسبوعين عطلة بالرباط، لكنه لبى طلب صديق والده بالنيابة عنه في العيادة. عبدالحليم لعريبي