جمعيات مراكش…مقاولات للصيانة

توجد بمراكش فدرالية جهوية لجمعيات آباء وأمهات التلاميذ، عضو بالمجلس الإداري لأكاديمية مراكش تانسيفت الحوز، كما تأسست بالمدينة رابطة آباء وأمهات التلاميذ والتي تعمل في إطار المجتمع المدني. وتعد كلا الهيأتين من الركائز الأساسية في حياة المؤسسات التعليمية، بل تحولتا أحيانا إلى "مقاولات" لصيانة مؤسسات الطور الأول من التعليم الأساسي على الخصوص. وفي الوقت الذي يعتبر الميثاق الوطني للتربية والتكوين جمعيات آباء وأولياء التلاميذ شريكا أساسيا في العملية التعليمية التربوية، يختزلها البعض في مجرد "طاشرون" مكلف بتهيئة ساحات المؤسسات وطاولاتها، وإصلاح المراحيض والشبكة الكهربائية، واقتناء مستلزمات النظافة والزجاج وأحيانا بناء قاعات وتجهيزها، كما أن وزارة التربية الوطنية والأكاديميات ما زالت تتعامل مع هذه الجمعيات شريكا ثانويا، حين يتم تغييبه عن المشاركة في اتخاذ القرارات الأســاسية.في المقابل، شدد أعضاء في الفدرالية والرابطة على دور جمعيات الآباء مؤسسات اقتراحية تشارك فعليا في مجال تدبير المؤسسات التعليمية والترشيد التربوي، وبلورة مشاريع ذات صبغة اجتماعية وثقافية وتربوية.وطالب نور الدين عكوري، رئيس الفدرالية الجهوية، الأسر المغربية ببذل أقصى جهدهم للمحافظة على المدرسة العمومية، لأنها ملك الجميع، وتفعيل الأدوار المنوطة بالجمعيات، مشددا على قيمتي الحوار والتشارك والابتعاد عن تأزيم الأوضاع داخل هذه المؤسسات، لأنها غالبا ما تنعكس سلبا على المسار الدراسي للتلاميذ والتلميذات. من جهته، يرى مصطفى عبد المولى، نائب الرئيس، أن هذه الجمعيات ما زالت تعاني إكراهات بنيوية تتعلق بـالذهنيات والعقليات التي ما زالت تتعامل مع ملف جمعيات الآباء كملفات اختيارية بدل أن تكون شراكات ملزمة واستراتيجية من باب تحمل المسؤولية وتخفيف العبء والإحساس بالوطنية وفهم الأدوار الحقيقية للأسرة المغربية في النهوض بقطاع التربية والتكوين ومنها أدوار وعلاقات وحجم التمثيلية لجمعيات الآباء بالمؤسسات التعليمية.ودعا بيان لرابطة جمعيات أمهات وآباء التلاميذ بمراكش إلى المراجعة القانونية والتنظيمية للجمعيات المدرسية (جمعية مدرسة النجاح، الجمعية الرياضية، والمجالس التعليمية والتربوية) وجعلها أكثر فعالية، في الوقت الذي يثمن مجهودات الوزارة الوصية من أجل الرفع من جودة التعليم، داعيا إلى حل معضلة الخصاص في الموارد البشرية الذي يعانيه عدد من المؤسسات التعليمية بالجهة والاكتظاظ الذي يؤثر بشكل سلبي على التحصيل وظروف الاشتغال، وكذا النقص في التجهيزات الأساسية والبنية التحتية .كما ثمن البيان مجهودات مديري المؤسسات التعليمية الذين يساندون جمعيات الأمهات والآباء لتحقيق برامجها ورفع جودة الحياة المدرسية، وفي المقابل يندد بسلوكات البعض الآخر الذي يحاصر جمعيات الأمهات والآباء، التي تتعارض مع اعتبار هذه الجمعيات شريكا استراتيجيا ويضرب في العمق استقلاليتها، كما دعا كافة المتدخلين إلى العمل على الانخراط في البحث عن الحلول الكفيلة بإخراجه من هذه الوضعية المتأزمة قبل استفحال الوضع، وإلى تفعيل المذكرات الخاصة بجمعيات الأمهات والآباء وتمكينها من مقرات داخل المؤسسات ومساعدتها على تحقيق مشاريعها وتنشيط الحياة المدرسية. محمد السريدي (مراكش)

جمعيات مراكش…مقاولات للصيانة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جدل حول الكتاب الفرنسي بالمدارس الخصوصية

جمعيات بأكادير "يسوط فيها البرد"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات