فشل بان كي مون وروس

نزاع الصحراء... الرواية الأخرى يستعيد البشير الدخيل، أحد مؤسسي جبهة بوليساريو، شريط أحداث أزيد من 40 سنة على تأسيس الجبهة، ويقرأ تطورات ملف أطول نزاع في القارة الإفريقية، والعوامل الجيو إستراتيجية التي ظلت تتحكم فيه على مدى أربعة عقود، وقراءة ما يسميه الأخطاء التي مورست في تدبير الملف. البشير الدخيل يعيد قراءة صفحات الملف الحلقة العاشرة < كيف تقيم تجربتي بيكر وروس لتدبير ملف الصحراء؟ < فشل كريستوفر روس في مهمته في تقريب وجهات النظر بين بوليساريو والمغرب والجزائر بشأن التوصل إلى حل سياسي. إن ما يهم الأمم المتحدة هو تصفية الاستعمار من الساقية الحمراء ووادي الذهب، وإعطاء الفرصة للسكان للتعبير عن رأيهم بخصوص مستقبل المنطقة، والحال أن سكان الصحراء تغيرت بنيتهم منذ 1975، الشيء الذي اعترف به المبعوث الأممي الأسبق جانسن، حين أكد أن استحالة تنظيم الاستفتاء، لأن الهيأة الناخبة المفترض مشاركتها في الاستفتاء لا يمكن تحديدها في ظل الصعوبات التي واجهت مسلسل تحديد الهوية. وجاء مخطط بيكر بفكرة غير قابلة للتطبيق، ما طرح على الأمم المتحدة إعادة صياغة المقاربة بناء على تحديد المفاوضين والأطراف المعنية. وأصبح الوضع يتطلب طرحا ثالثا ينطلق من التفاوض، بإشراك الدول المغاربية المعنية، واعتبار أن أغلبية السكان المعنيين بالملف، هم موجودون في الأراضي الصحراوية ويشاركون في المؤسسات المنتخبة المحلية منها والجهوية والبرلمانية، بمعنى أن بوليساريو اليوم لا تمثل طرفا في مقابل المغرب، كما تدعي الجزائر ذلك، بل هناك أطراف أخرى يجب إشراكها في إيجاد حل وسط. < ما هي حظوظ نجاح مخطط الحكم الذاتي في إنهاء النزاع؟ < أعتبر أن الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب، يبقى الأقرب إلى الحل، لأن الصحراويين في تندوف، هم صحراويون من المغرب ومن موريتانيا والجزائر، وهناك صحراويون من إسبانيا. وأرى أن الحكم الذاتي هو الذي سيمكن سكان الصحراء من تسيير شؤونهم فوق أرض الصحراء، وممارسة حقوقهم باعتبارهم مواطنين، ودعم الاختيار الديمقراطي بالمنطقة، في إطار احترام الحدود بين دول المنطقة. أما ما دون ذلك، مما تطالب به الجزائر وبوليساريو، فلن يؤدي سوى إلى تشجيع الانفصال في شمال موريتانيا، وفي المغرب وفي الجزائر أيضا. < كيف تنظر إلى دور العائدين في تدبير ملف الصحراء؟ < يجب ألا ننسى أن حوالي 12 ألف صحراوي يمثلون مخالف الفئات والأطر عادوا إلى المغرب، وبقيت جبهة بوليساريو تردد الشعارات القديمة، من خلال أصوات داخل الأقاليم الجنوبية تدعي الدفاع حقوق الإنسان، والحال أن الحقوقي هو من يدافع عن الحق في التعبير لكل أبناء الصحراء بمعزل عن الموقف السياسي، وهي محاولة من الجبهة خلق توترات في الصحراء، باسم الدفاع عن فكرة الانفصال عن المغرب، وقد فشلوا في هذه الخطة، لأن أجيال اليوم من أبناء الصحراء ليست هي أجيال السبعينات التي اعتمدت على العاطفة والإيديولوجيا لتبني المشروع الانفصالي. واليوم هناك أجيال واعية وتدافع عن مصالحها وترغب في العيش الكريم وعن حقها في الشغل والحرية، ولا تقبل اللهاث وراء شعارات جوفاء. وعلى الدولة المغربية أن تشتغل على هذه الفئة، وتغير من منظورها وتعاملها مع مطالب فئات الشباب في الشغل والتعليم، عوض وصفها بالانفصال أو الارتزاق، وهو ما لا يتماشى مع دستور 2011.

فشل بان كي مون وروس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نصائح لإطالة عمر الورود

اختيار الحقيبة بداية عطلة مريحة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات