خرج فلاحون بدواوير فشتالة بتاونات، صباح السبت الماضي، في مسيرة في اتجاه مقر دائرة قرية با محمد، إذ نفذوا وقفة احتجاجية للفت انتباه المسؤولين إلى معاناتهم اليومية مع ندرة الماء الشروب، في أول صرخة غضب من ضحايا العطش بمناطق متفرقة بالإقليم الأغنى بموارده المائية. انطلقت المسيرة باكرا وسارت على طول كيلومترات قبل الوصول لوجهتها، إذ تجمع الغاضبون من قاطني دوار القطار وطالبوا بتزويدهم بصهاريج الماء وبناء سقايات للتخفيف من معاناتهم، خاصة أنهم يضطرون لقطع مسافات طويلة للحصول على كمية قليلة من مادة حيوية في صيف حارق. الفعاليات الحقوقية كانت حاضرة في هذا الشكل الاحتجاجي، سيما ممثلي فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بقرية با محمد وحركة القرية لأجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، الذين بدوا غاضبين من أزمة عطش تضرب مناطق مختلفة بهذه الدائرة ومختلف دوائر إقليم تاونات المتوفر على عدة سدود وأنهار. ويتفاوت حجم المعاناة من منطقة قروية إلى أخرى، وتزداد قتامة ببعض المناطق القروية البعيدة التي جفت عيونها كليا أو جزئيا، ما يضطر سكانها إلى استعمال البهائم للتنقل لمسافات طويلة لأجل الحصول على الماء إن من الأنهار القريبة أو من عيون أخرى مجاورة. وفي وقت ابتهج سكان قرية با محمد لتزودهم بالماء الصالح للشرب من نهر ورغة عوض سبو الملوث، انطلق مسلسل المعاناة بمناطق قروية متفرقة سيما بدوار بني عيسى بجماعة طهر السوق مرنيسة ممن ما زال سكانه في انتظار تفعيل مشروع تزويدهم بهذه المادة. مرت تسع سنوات على إجراء دراسة تقنية من قبل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، لكن أمل السكان تبخر بعدما تحول المشروع إلى مجرد حلم قد يتحول إلى كابوس حقيقي مع مرور السنوات في انتظار التفاتة جدية مثل التي قرب بها محسن ماء ورغة وسد أسفالو إليهم في الاستعمالات اليومية. المعاناة نفسها وبدرجة أكبر يعيشها سكان دوار بني زكيان بجماعة الرتبة، الذين ينتظرون التفاتة حقيقية لتزويدهم بالمادة وتلافي طوابير الانتظار أمام شاحنات صهريجية للتزود بكميات من الماء غير كافية للوفاء بحاجياتهم للشرب وغيره، كما دواوير أخرى برأس الواد ينتظر سكانها تفعيل وعود عسلية. وراسل زبناء الوكالة الوطنية للماء والكهرباء بدائرة تيسة، المسؤول الأول عن قطاع الماء بالبيضاء، أملا في تدخله للحد من قطع الاستفادة بالمادة على السكان والمصالح والمستثمرين وأصحاب المقاهي، ملوحين بعدم تأدية الفواتير احتجاجا على ذلك. حميد الأبيض (فاس)