3 أسئلة حول حوادث النصب عبر الأنترنيت

انعدام القدرة على المواجهة سعيد الشريف الكتاني * < لماذا برأيك كثرت حوادث النصب عبر الأنترنيت من قبل أشخاص يدعون أنهم يدعمون الضحايا «إعلاميا» وقادرون على إنصافهم؟ < النصابون موجودون منذ القدم، وسيظلون أكيد، ومتى وجدوا وسيلة حديثة تمكنهم من بلوغ أهدافهم سيقومون بتجربتها ويمارسون نصبهم، إذ كما ظهر نصابون عن طريق الدين، في وقت سابق، فاليوم، وبالنظر لأن الأنترنيت صار وسيلة حديثة وما تتيحه من إمكانيات، عبر الوسائط الاجتماعية ومواقع التواصل الاجتماعي، سهلت، إن جاز القول، طرق النصب، إذ صار بإمكان النصاب الوصول إلى مبتغاه، ودون عناء التنقل، ومن داخل بيته، بإمكانه التوصل بمبالغ مالية. من جهة أخرى يمكن القول إن البنية السيكولوجية للنصاب، أيا كانت الوسيلة التي يستند إليها، هي بنية إجرامية، لا ينضبط معها لأي ضوابط وأخلاق، كانت دينية أو عرفية، تمنعه من سلب أشياء أو القيام بأمور لا تحق له، لدرجة يمكننا معها القول إن النصاب شبيه ب»الحيوان المفترس» ينتظر الانقضاض على فريسته/ الضحية. هذه البنية هي نفسها، الذي تغير هو فقط الوسيلة، التي أصبحت اليوم الأنترنيت، في انتظار تنامي الوعي بها حتى تتراجع وتظهر وسيلة أخرى ربما. < ما الذي يدفع المواطن إلى بث شكاواه عبر الأنترنيت، إلى درجة أن مواقع التواصل الاجتماعي أضحت أشبه بالمحاكم؟ < أعتقد أنه، عكس من يدفع بذريعة فقدان الثقة في القضاء، فالأمر لا يتجاوز كون هذه الوسيلة هي سهلة مقارنة بالمسطرة القضائية التي تتطلب جهدا ومصاريف ليست دائما في متناول الجميع، أتحدث من المنطلقين المادي والمعنوي. من جهة أخرى، والتي أعتبرها مهمة جدا، هي أن تلك الشكاية المزعومة، لا تتوفر على الشروط القانونية، فرغم أن الشخص ينقل تظلماته عبر الفيسبوك مثلا، ويوحي أنه مظلوم، إلا أنه عند إعمال المنطق في شكايته، تجد أن هناك أمورا خفية، وحتى أنه أحيانا غير مظلوم وليس له الحق في الشكوى، إذا غالبا ما يحاول المشتكي طمس بعض الحقائق التي لا تخدم قضيته، والتي يساعده الأنترنيت على إخفائها، مادام لن يسائله أحد، وما دام بإمكانه في الآن ذاته، مخاطبة شخصيات ووزراء ومسؤولين سيعجز عن الوصول إليهم بالطرق العادية. معطى آخر هو أن من يلجأ إلى الأنترنيت لعرض شكاياته، هو في الغالب شخص غير قادر على المواجهة، يجنح إلى الطريقة اليسيرة، التي تمكنه في الآن ذاته من قول وإخفاء ما يريد. وهذا دليل على عدم النضج النفساني، الذي تعانيه شريحة واسعة من المجتمع المغربي. < من هم أكثر الضحايا الذكور أو الإناث، بالنظر إلى التركيبة السيكولوجية لكل من الجنسين إن صح القول؟ < عموما ليست هناك قاعدة عامة، لكن انطلاقا من مقاربتي الخاصة، يمكنني القول إن الذكور يمكن أن يشكلوا أكثر الضحايا، لأنه ثبت أن الإناث لديهن القدرة على بلوغ نضج نفساني أكبر وأسرع من نضج الذكور، بالنظر إلى قواعد التربية المعتمدة داخل الأسرة التي تمنح أفضلية للذكور وتدللهم، تجعل الإناث أكثر قدرة على النضج، وبلوغ مستويات عالية من الوعي، كما أنه في الغالب النساء لهن وسائلهن لتحقيق أغراضهن، عكس الرجال الذين لا يقدر بعضهم على المواجهة، كما أن النساء يكن أكثر موضوعية، لتحديد أين تتجلى بالضبط حقوقهن. أجرت الحوار: هجر المغلي * طبيب ومعالج نفساني

3 أسئلة حول حوادث النصب عبر الأنترنيت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

معضلة

التشرميل الإلكتروني: شهادات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات