سعادة...حكايات من ريو (2) كان حسن سعادة البطل المغربي في رياضة الملاكمة الحدث الأبرز خلال أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل، أسالت قضيته الكثير من المداد خصوصا أنه قضى عشرة أشهر بالديار البرازيلية قبل أن تقرر السلطات القضائية السماح له بالعودة إلى المغرب. كيف قضى سعادة هذه المدة بالبرازيل؟ وكيف كانت فترة سجنه خصوصا إذا علمنا أن سجون البرازيل الأخطر في العالم؟ أحمد نعيم ظل حسن، الشاب ابن درب السلطان، طيلة سنوات يناضل من أجل مكان بإحدى فئات المنتخب الوطني، لم لا وهو الواثق في خطواته والقادر على تخطي أي عقبات كيفما كان نوعها. لكن الحظ عاكسه في الكثير من المرات، فرغم أنه فائز ببطولتي المغرب فتيان واثنتين للشباب وواحدة للأمل وأخرى للكبار، إضافة إلى كأس العرش، إلا أنه مازال لم يذق طعم إحساس الانضمام إلى المنتخب الوطني وحمل قميص يتوسطه العلم المغربي. يقول بن داوود "لم يكن محظوظا فرغم أنه كان الأبرز في كل الفئات التي لعب لها إلا أنه لم يتلق اتصالا يدعوه إلى إحدى فئات المنتخب الوطني، إلا بعد جهد جهيد وفي فئة الأمل بعد فوزه بلقب البطولة الوطنية. حينها بدأ الحديث عن سعادة الملاكم المغربي القادم من حي شعبي اسمه درب السادني بدرب السلطان". والأمر نفسه بالنسبة إلى حسن "كانت فرحة لا توصف فلقد تحقق حلم كبير. حلم طالما راودني، حلم الانضمام إلى المنتخب الوطني لأمثل بلدي في المنافسات الرياضية العربية والإفريقية والعالمية". ورغم أن الحلم تحقق وبدأ اسم حسن سعادة يقتحم قاعات رياضة الملاكمة بالمغرب، إلا أن المنافسة لم تكن سهلة بل كانت شرسة إلى أبعد الحدود، فالأسماء المنادى عليها كانت كبيرة ومن عدد من الأندية الكبرى بالمغرب والجميع كان يحلم ويرغب في تحقيق الحلم، لكن سعادة كان الأبرز والأقوى وتمكن من أن يخطف مكانا استحقه عن جدارة واستحقاق. "بالنسبة إلي كانت هذه الخطوة هي الأبرز لأنها فتحت لي أبواب لعب الملاكمة على أعلى مستوى في معسكرات للمنتخبات الوطنية وفي المركز الوطني، أي أن الاهتمام ازداد وبدأت الأمور تأخذ أبعادا آخرى، أبعاد خارج مدار الحي الذي أقطنه والمدينة إلى الجهة والقارة والعالم كبطولة إفريقيا وبطولة العالم والألعاب الأولمبية" وخلال أول حضور رفقة المنتخب الوطني أظهر سعادة أنه على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه وبأنه سيكون نجما وخليفة لأسماء أثثت فضاء الملاكمة المغربية لسنوات طويلة.