الطاهري اختصاصي في علاج السرطان قال إن رمضان الأمثل للانقطاع عن التدخين شدد علي الطاهري، اختصاصي في علاج السرطان، على ضرورة استغلال رمضان لتحفيز المدخنين على الإقلاع عن العادة، منبها إلى أنه عكس المتوقع، ترتفع معدلات التدخين، ظنا من أغلب المدخنين أن سلوكات مماثلة من شأنها تعويض الحرمان من النيكوتين الذي يعانونه خلال فترة الصيام. تفاصيل أكثر عن تأثير التبغ على المدخنين خلال رمضان، وإجراءات بديلة لتعويضهم عن الحرمان من النيكوتين نهارا في الحوار التالي: < لماذا يكثر التدخين خلال رمضان، عوض أن يتراجع كما هو المتوقع؟ < نظرا لحاجة جسم المدخن إلى مادة النيكوتين، خاصة الجرعات التي اعتاد المدخن تأمينها في باقي أيام السنة، لدرجة أن الجسم يكون "تابعا" للسيجارة، بمجرد أذان المغرب، أول ما يفكر فيه الصائم المدخن تناول سيجارة لتعويض النقص المتراكم طيلة اليوم، ويقضي طيلة الفترة التي تليه، وأحيانا ينهي وجبة السحور بسيجارة، ظنا منه أن ذلك يعوضه أو يضمن حاجته الكافية من النيكوتين خلال رمضان. < ما تأثير كثرة التدخين على الصائم المدخن خلال النهار؟ < سواء أكثر الصائم من التدخين ليلا أو لا، فإنه بمجرد نزول مستوى النيكوتين في الدم عن المستوى المعتاد، يدخل في نوبات من النرفزة والعصبية والتوتر والقلق، الذي يفسر ارتفاع معدل الخصومات والشجارات بين المواطنين، لأن السيجارة بمثابة مخدر خفيف. تجدر الإشارة أيضا إلى أن الإكثار من التدخين، أضراره مضاعفة أكثر، لأن النيكوتين أصلا من المواد المسرطنة، وبالتالي الإكثار منه يرفع احتمالات الإصابة بالسرطان، ويضاعف أيضا المشاكل الصحية. < هل هناك إجراءات تساعد على تعويض النيكوتين للتقليل من التدخين؟ < رمضان يجب أن يكون مناسبة للإقلاع عن التدخين أصلا، وليس فقط التقليل منه لأنه بمثابة تمرين يومي عن الانقطاع عن التدخين، نهارا على الأقل، ولأن أصعب مرحلة في التخلص من الإدمان هي الشهر الأول من الانقطاع، بعدها يتعود الجسم، ويدرك المدخن المنافع الصحية للإقلاع. ولبلوغ هذا الهدف هناك العديد من السبل والاختيارات. المشكل الأساسي في التدخين فضلا عن التبعية لمادة النيكوتين، الاعتياد على حركة مادية، (حركة اليد باتجاه الفم). ولتحقيق هذا الهدف لا بد أولا من ضرورة اقتناع المعني بأهمية وجدوى الإقلاع عن التدخين، بعدها يمكن اللجوء إلى تقنيات جديدة لتعويض مادة النيكوتين، إذ توجد أنواع من الحلويات و"الباتش" (لصقة) غنية بالنيكوتين، تعوض الحرمان من المادة التي أدمن عليها الجسم. وبخلاف الحلوى، يمكن للصائم وضع لصقة، علما أن هناك نوعين منها، نوع مفعوله يدوم لـ24 ساعة وآخر ل48 ساعة، هذه الأخير يمد الجسم بالنيكوتين المعتاد، ويجنبه من أضرار ومخاطر التدخين، في أفق الانقطاع التدريجي والإقلاع عن التدخين في نهاية المطاف، بالاستعانة طبعا بالعلاج النفسي، نظرا لصعوبة التخلص من الإدمان على التدخين. < لكن في الوقت الذي يجب أن يكون رمضان شهر الإقلاع عن التدخين، نلاحظ أنه قد يكون شهر الإدمان أو بدايته، لماذا برأيك؟ < ملاحظة صحيحة، وهذا راجع بالأساس لغياب نوع من الانضباط داخل الأسرة، بسبب كثرة الزيارات العائلية خلال رمضان، وخرجات الشباب والمراهقين بالأساس. هذا يفتح المجال طبعا لتجريب كل شيء، علما أن أسوأ الأخطاء، إن صح القول، التي يرتكبها الشباب والمراهقون، غالبا ما تتم خلال رمضان نظرا لغياب رقابة الأهل. ما يساعد على ذلك أيضا هو المقاهي التي تظل مفتوحة منذ أذان المغرب إلى طلوع الفجر، وتعرف إقبالا كبيرا، ونظرا لغياب قانون منع التدخين بالأماكن العمومية، فالمقاهي تعد ملجأ لجميع المدخنين، وأحيانا كثيرة منطلقا لتجربة التدخين. أجرت الحوار: هجر المغلي