الزوجة وعشيقها فشلا في إتلاف الأدلة

مقتل مرداس ... ثلاثية الجنس والمال والغدر نسجت قضية مقتل عبد اللطيف مرداس، برلماني الاتحاد الدستوري، قصصا كثيرة، كما طرحت طريقة تنفيذها رميا بالرصاص علامات استفهام كثيرة، خصوصا حول دواعي القتل البشع وباستعمال الذخيرة الحية. الحلقة الأخيرة أدرك المشتراي أن ثمة أخطاء ارتكبت قد تقود إليه، فعمد إلى تعقب تلك الأخطاء، وهي أخطاء ظهرت له بجلاء أثناء تتبع ما تكتبه الصحافة عن القضية، فعمل كل ما في وسعه لمحو كل الأدلة التي قد تقود إليه، بدءا باسترجاع هاتف سلمه لزوجة مرداس، ومرورا بمحو العلامة المميزة التي تلتصق بخراطيش بندقية الصيد، أو ما يطلق عليه البصمة، وانتهاء بتدمير جهاز تخزين أشرطة كاميرا مثبتة بمنزله. كان يسابق الزمن ورجال الأمن للبقاء بعيدا، خصوصا أنه تأكد من أن عناصر الشرطة القضائية ظلوا متمسكين بخيوط تحوم حول علاقات الضحية مرداس، ومن ضمنها علاقته بزوجته بعد التأكد من أن المعني بالأمر كان فعلا يمر بمشاكل أسرية، أثبتتها وقائع مثل وجود صديقة لمرداس كان ينوي الاقتران بها ووقوف الزوجة سدا منيعا ضد هذا الاختراق، وأخيرا الكلمات التي لم يعثر لها إلا على تفسير واحد، وهي العبارات المكتوبة على حائط الضحية في فيسبوك وتحمل معاني الخيانة والغدر وتشير بأصابع الاتهام إلى الزوجة ضمن فرضيتي بنت الناس وبنت الحرام. الغريب في قصة مرداس وزوجته، أن البرلماني كان على علاقة بالشابة المتحدرة من ابن أحمد والتي توجهت أول شكوك ارتكاب الجريمة إلى شقيقها، وهي العلاقة التي كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تتكلل بالزواج لولا الحرب الشرسة التي خاضتها زوجة مرداس، للوقوف سدا منيعا ضد التعدد، ومن ضمن وسائل الحرب التي استعملتها الزوجة، شريط وصور حميمية للاثنين، عمدت إلى سرقتها من هاتف البرلماني قبل أن تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي فكان لصداها ما بعده، إذ راجت بقوة داخل المدينة الصغيرة ابن أحمد. ولم تكن الزوجة تدرك أنها ستسقط في الفخ نفسه، وأنها ستقع في شباك المشتراي، ليصورها في وضع حميمي، ويظهر لها الشريط في ما بعد، ورغم احتجاجها وتشنج العلاقة بينهما، أفلح في إسقاطها بالادعاء بأنه فعل ذلك خوفا من تخليها عنه لأنه أصبح يحبها وأنه سيعمل على تطليق زوجته حتى يكون لها وحدها، فوثقت في كلامه وسايرته إيقاع شهواته. عمد المتهم عندما بدأت الأبحاث تتوسع وأدرك أن المحققين سيصلون إلى أي دليل يقودهم إليه أو إلى عشيقته، (عمد) إلى محاولة طمس أي علاقة له بمحيط مرداس، وهو ما دفعه إلى التخلص من الصور الإباحية التي سبق له أن التقطها لزوجة البرلماني، كما دفعته إلى تدمير جهاز تخزين الأشرطة الخاص بكاميرات المراقبة المثبتة بمقر سكنه، والذي يحتوي على تسجيلات مرئية تصور تردد الزوجة على منزله، أكثر من ذلك اهتدت مصالح الشرطة القضائية إلى الشخص الذي كلفه بالتخلص من الجهاز بمطرح النفايات، وهو الشخص نفسه الذي اعترف بوجود الأشرطة الجنسية التي تجمع الطرفين. كلما كان يسارع الزمن لمحو الأدلة، كانت أبحاث الشرطة القضائية تسير بخطى ثابتة نحو حل الغز، بعيدا عن الشريط الإباحي والعلاقة الجنسية التي جمعت بين الاثنين، بل عن طريق أخطاء رقمية ارتكبت في غفلة من الاثنين، ومكالمات ليلية فضحت العلاقة، ناهيك عن أسرار تحتفظ بها العرافة. جرى تطويق الجميع في وقت واحد، ونقلهم إلى مقر الفرقة الوطنية للإعلان عن انتهاء مسلسل التخفي والتنكر، وإشهار الأدلة التي خارت معها الزوجة وهي تعترف بأنها فعلا كانت تخون من تحدثت طويلا عنه في مواقع الأنترنت بالأب والزوج الحنون، فهي تقبل أن تنزل عليها أي عقوبة إلا أن تمرغ بين معارفها وتعرف بأنها شريكة في أبشع جريمة تعرض لها زوج. التحقيق التفصيلي مازال مستمرا، والمتهم الرابع ألقي عليه القبض بعد أن تسلمه المغرب من تركيا. والضحية في كل ما وقع، هم أطفال أبرياء لم يدركوا بعد أسرار وجبة لم يأكلوها... المصطفى صفر

الزوجة وعشيقها فشلا في إتلاف الأدلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

موسم كيف "السبليون" بشفشاون

الصوم يخلص الجسم من السموم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات