قتلت زوجها بمساعدة عشيقها

نساء قاتلات نساء مخضبة أياديهن الناعمة بالدم، وجدن أنفسهن خلف أسوار السجن الشامخة لتورطهن في جرائم قتل بتفاصيل مختلفة ومتباينة، في حق الأصول والفروع والأزواج والأقارب والأحباب والمغتصبين، في حكايات وقصص مثيرة أقرب إلى الخيال. الحلقة العاشرة هشمت رأسه وألقت بالجثة خارج الشقة وأمن أزرو فك اللغز فوق فرن تقليدي بحي سيدي عسو بأزرو، عثر مواطن، صدفة، في ساعة مبكرة، ذات سبت صباحا، على جثة شاب ملفوفة بغطاء. دنا منها، فكانت دهشته كبيرة باكتشاف هويته، قبل أن يصيح مستغيثا بأبناء حيه ويتجمهر العشرات منهم للتأكد من الخبر الصادم، قبل دقائق معدودات من حضور عناصر الشرطة. ضربت الشرطة حزاما أمنيا على الموقع، تسهيلا لمأمورية عناصر الشرطة العلمية والتقنية، وزملائهم في الشرطة القضائية الذين عاينوا الجثة وأخذوا صورا لها قبل نقلها إلى قسم المستعجلات بالمستشفى متعدد التخصصات بالمدينة، موازاة مع البحث الذي فتحته لفك لغز وفاة الضحية حديث الزواج من فتاة اختارها شريكة لحياته. بدت آثار العنف بأنحاء مختلفة من جسم الهالك، الخياط المعروف وسط أبناء حيه بكرمه وحسن تعامله وطيبوبته، سيما في رأسه، ما أوحى للمحققين من أول نظرة بفرضية سقوطه ضحية جريمة قتل لم يجدوا صعوبة في اكتشاف هوية منفذها عن سبق إصرار، قبل التخلص من الجثة بعيدا عن مسرح الجريمة، في خطوة فاشلة لإخفاء معالمها. في أقل من 10 ساعات على اكتشاف الجثة، فكت الشرطة لغز مقتل صاحبها، باكتشاف الفاعل وإعادة تمثيل الجريمة في مشهد كاد يتطور إلى ما لا تحمد عقباه، بعدما أسمع جيران الخياط المقتول، عبارات السب والشتم والوعيد والتهديد، للقاتلة التي لم تكن إلا الزوجة التي طالما أمل الضحية ببناء عش زوجي دافئ ومريح معها. لم تصمد مقاومة أرملة الضحية التي تزوجته قبل شهرين من تصفيته، عن سبق إصرار، طويلا أمام أسئلة ضابط الشرطة المكلف بالبحث في الجريمة. لقد انهارت واعترفت تلقائيا بارتكابها الجريمة بتواطؤ ومشاركة عشيقها السابق الذي غادر السجن حديثا ليعكر عليها صفو زواجها، أملا في معاودة الارتماء في حضنه. كان الزوج منهكا، بسبب طول ساعات العمل بمحله، قبل أن يخلد إلى النوم مبكرا، ما استغلته الزوجة لتنفيذ ما اتفقت عليه مع عشيقها الذي ساعدها في وضع الجثة بالمرحاض إلى أن دقت الساعة معلنة انتصاف الليل، لما تسللا تحت جنح الظلام وحملا الجثة إلى خارج الشقة بعد تشويه ملامحها بسكين وتغطية الرأس بوشاح وقبعة. وجهت الزوجة، ابنة السعيدية بالشرق، والبالغة من العمر 32 سنة، 7 ضربات متتالية بواسطة حجر كبير إلى الضحية، سيما في رأسه، سقط إثرها صريعا أمام عينيها بغرفة نومهما، قبل أن تستنجد بالعشيق لمساعدتها في حمل الجثة والتخلص منها فوق سطح الفرن التقليدي الطيني، المجاور لمحل سكناها وزوجها المرحوم. بعد التخلص من الجثة، عاد العشيقان إلى مسرح الجريمة وكأن شيئا لم يقع، ليشرعا في تنظيف المنزل وغسل الفراش من دم الضحية المتناثر في الغرفة بشكل حولها إلى ما يشبه لوحة تشكيلية رسمتها حركاتها لحظة احتضاره. لقد حاولا بكل الوسائل إخفاء معالم الجريمة وطمسها، دون أن يدريا أن الروح "عزيزة عند الله". لم تكن الزوجة راضية عن زواجها من الخياط، بل قبلت به زوجا بعدما أجبرها شقيقها على ذلك، وشاركته الفراش مرغمة خوفا من أي رد فعل عنيف وغير مستحب لأفراد أسرتها، قبل أن يعود العشيق، ذو السوابق المتعددة، للظهور مجددا في حياتها بعد مغادرته السجن. قبل الحادث، حاولت الزوجة استدراج زوجها إلى السعيدية، إعدادا لقتله بمشاركة العشيق. لكنه رفض مرافقتها متعللا بضغط العمل، وكأنه أحس بنواياها، قبل أن تخطط لتصفيته بعقر داره، بعدما اتصلت بعشيقها الذي استقبلته بأزرو، وفي ذهنهما خطة محبوكة لقتل الزوج، والعودة إليه. أوقفت الشرطة الزوجة الخادعة وعشيقها الذي عاد إلى مسقط رأسه بالسعيدية، قبل إحالتهما على الوكيل العام باستئنافية مكناس، الذي أحالهما على قاضي التحقيق ليشرع في محاكمتهما أمام غرفة الجنايات التي أدانت الزوجة بـ 30 سنة سجنا نافذا، مقابل 5 سنوات للعشيق المساهم في الجريمة النكراء. حميد الأبيض (فاس)

قتلت زوجها بمساعدة عشيقها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المشي مفيد لمرضى الضغط الدموي

طقس الأربعاء .. حرارة في الجنوب وأمطار في الشمال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات