إقبال ملحوظ على محلات الملابس

أرباب الأسر يعتبرون اقتناء ملابس العيد فرض عين وأصحاب المحلات يجدون في المناسبة فرصة لرفع هامش ربحهم جرت العادة بالمغرب أن تعبئ الأسر إمكانياتها المالية وتتدبر أمورها من أجل تمكين أطفالها من ارتداء ملابس جديدة للاحتفال بعيد الفطر. ولم تشكل السنة الجارية الاستثناء رغم موجة الغلاء التي تشهدها مختلف المواد، وما شكل ذلك من أعباء إضافية على ميزانيات الأسر، التي ينتظرها أيضا الدخول المدرسي وتكاليفه المالية. لكن لم تحد كل هذه الإكراهات من عزيمة أرباب العائلات، إذ عرفت محلات بيع الملابس الجاهزة إقبالا ملحوظا وتعاني اكتظاظا، اضطر بعضها إلى إغلاق أبوابها في وجه مرتاديها، إلى حين انتهاء من بداخلها من التبضع، وذلك لأن هذه المحلات لا تستوعب العدد الهام من المتبضعين، كما يسعى أصحابها إلى ضبط الحركة وتفادي حدوث عمليات سرقة.وهناك محلات اشتهرت بعرض ملابس غالبا ما تكون موجهة إلى التصدير فيستقر بها المقام داخلها، إما لعيوب طفيفة بها أو لأنها تمثل فائضا عن طلبيات الجهات الخارجية. ويفضل معظم الناس التوجه إلى هذه المحلات، التي أصبحت منتشرة في كل مكان، وذلك لأنها تعرض منتوجات ذات جودة وبأسعار نسبيا في المتناول. ويؤكد، محمد العطوي، أحد مرتادي هذه المحلات أن الملابس التي يقتنيها منها تدوم أكثر من الملابس الأخرى، كما أن أسعارها في المتناول بالنظر إلى جودتها. ويتحسر، في الوقت نفسه على موجة الغلاء التي يعرفها المغرب خلال الشهور الأخيرة، لكنه لم يجد بدا من التوجه نحو متاجر الملابس بعين الشق لاقتناء ملابس لطفليه، وأكد أنه خصص 900 درهم لهذا الغرض، موضحا أنه رغم ضائقته المالية، تدبر المبلغ من أحد أقاربه، لأنه لا يمكن أن يترك طفليه دون ملابس جديدة في هذه المناسبة العزيزة على كل الأطفال، حتى يحرمهما من فرحة العيد.عكس محمد، أكد عبد الهادي الصنوري، مستأجر، أنه لم يتبق معه ما يقتني به ملابس لأطفاله الثلاثة، نظرا للتكاليف الإضافية التي تحملها خلال رمضان، لكنه لا ينوي حرمانهم من ملابس العيد، إذ قرر التوجه إلى صاحب أحد المحلات التجارية التي اعتاد التبضع منها من أجل تمكينه من ملابس، في انتظار أن يؤدي ثمنها على قسطين شهريين. من جهته، أكد إبراهيم الناجي، صاحب محل لبيع الألبسة، أن هناك مناسبات معدودة في السنة يعرف خلالها متجره إقبالا، خاصة خلال عيد الفطر وعيد الأضحى والدخول المدرسي، وأوضح أن أكثر من ثلثي مداخيله السنوية تحقق خلال هذه المناسبات. ولا يقتصر اقتناء الملابس الجديدة خلال هذه المناسبة على فئة دون غيرها، إذ أن كل الأسر تحتفل بمناسبة العيد حسب إمكانياتها، فهناك عروض مختلفة ومتنوعة تستجيب لكل فئة على حدة، وساهمت السلع الصينية، ذات الأسعار المنخفضة، في تسهيل الأمر على الأسر المعوزة أو محدودة الدخل.ويرتفع الإقبال على هذه المحلات مع اقتراب العيد، إذ يصبح من الصعب ولوجها بسبب الاكتظاظ خلال اليومين اللذين يسبقان العيد، وتظل أبوابها مفتوحة أمام الزبناء إلى غاية ساعات متأخرة من الليل. وتشتكي إيمان، مستخدمة بمحل للملابس، بتعابير وجه تنم عن إرهاق شديد، من سلوكات بعض الزبائن، إذ يطلبون معاينة أصناف متعددة من الملابس وفي نهاية الأمر يغادرون المحل دون أن يقتنوا أي شيء. وتضيف إيمان أنها تشتغل خلال هذه المناسبات أكثر من 14 ساعة في اليوم، مشيرة إلى أن عيد الفطر يعد من أفضل المناسبات التي تحقق فيها محلات الألبسة أعلى الأرباح. وأوضحت، في هذا السياق، أنه خلال الأيام العادية تكون أمام الزبون العديد من الخيارات بما فيها الامتناع عن الشراء، إذا لم يرقه السعر، في حين أنه خلال مناسبة عيد الفطر يكون مضطرا إلى الاقتناء لأنه لا يمكنه حرمان أطفاله من الملابس الجديدة ومن فرحة العيد على غرار باقي الأطفال. وأمام الحاجة الملحة للآباء، تفرض المحلات التجارية الأسعار التي تراها مناسبة لتغطية حالة الركود النسبي الذي تعرفه خلال فترات من السنة. وفي هذا الإطار، أبانت دراسة أنجزتها المؤسسة الفرنسية للموضة لفائدة الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة، أن المغاربة يخصصون ميزانية للألبسة والكسوة تصل في المتوسط إلى 1251 درهما. وأشارت الدراسة، التي تهدف من خلالها الجمعية إلى تحديد مميزات السوق الداخلي، إلى أن رقم معاملات هذا السوق يناهز 40 مليار درهم، ما يمثل إمكانيات هامة بالنسبة إلى الفاعلين في القطاع، علما أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن حجم السوق الداخلي لا يتعدى 18 مليار درهم. وأرجع المهنيون الفرق بين التقديرات الرسمية ومعطيات الدراسة إلى أن الجهات الرسمية لا تأخذ بعين الاعتبار القطاع غير المهيكل. ومن بين الحقائق التي وقفت عليها الدراسة أن 78 في المائة من قيمة المبيعات داخل السوق تمر عبر قنوات التوزيع التقليدية مثل الأسواق والمعارض والقيساريات، في حين أن حصة المحلات التابعة للمصانع لا تتعدى 14 في المائة، وما تزال حصة محلات «الفرانشيز» (المحلات التي تمثل الماركات العالمية بالمغرب)، ضعيفة، إذ لا تمثل مبيعاتها سوى 4 في المائة من الحجم الإجمالي للمبيعات بالسوق الداخلي. وتظل حصة المساحات التجارية الكبرى الأقل، إذ لا تتعدى 3 في المائة. ويعتبر المهنيون أن حصة محلات «الفرانشيز» في الحجم الإجمالي للمبيعات، التي تناهز مليارا و600 مليون درهم، تعد مهمة رغم ضعفها، إذ تشهد هذه المحلات إقبالا، خاصة من طرف فئات الشباب، يعكس تطورا في نمط الاستهلاك لدى المغاربة. وتوجد بالمغرب، حاليا حوالي 80 ماركة عامية ممثلة، تتمركز أساسا في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط ومراكش وطنجة... وينتظر أن يرتفع العدد خلال السنوات الأخيرة مع إنشاء مراكز التسوق الكبرى مثل «موروكو مول» بالدار البيضاء. عبد الواحد كنفاوي

إقبال ملحوظ على محلات الملابس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تدشين مشاريع لفك العزلة عن المنطقة الصناعية بوسكورة

أبناء المغرب المنسي في مخيم بشاطئ الهرهورة

مقالات ذات صلة