الصناعة لإنقاذ قطاع الحوامض

تراجع تصدير الحوامض أغرق السوق الداخلية والفلاحون الصغار هم الضحايا عرف الموسم الفلاحي 2016/2017 عدة تقلبات إيجابية وسلبية بجهة سوس ماسة، إن على مستوى منسوب إنتاج الحوامض وعوامل ارتفاعه، أو على صعيد ضعف تسويق المنتوج وطنيا ودوليا. «الصباح» التقت عبد الرزاق المويسات، رئيس التعاونية الفلاحية مبروكة ومن مؤسسي التجمع المهني»أبفيل»، لتسليط الأضواء على قطاع الحوامض، ورهاناته ، في ظل عدم مواكبة الدولة في مجال التجهيزات الأساسية للنقل واللوجيستيك والبنيات التحتية لميناء أكادير، لمواجهة الزيادة في الإنتاج بعد تنفيذ المخطط الأخضر. سوس لم يعد لها "مونوبول" الحوامض أوضح عبد الرزاق المويسات، رئيس تعاونية مبروكة بأن منطقة سوس لم يعد لها «مونوبول» الحوامض، لأنها لا تنتج أغلبية الحوامض المصدرة أو المسوقة داخليا. وقال المويسات أحد مؤسسي التجمع المهني»أبفيل» إن كل الجهات أصبحت اليوم تنتج الحوامض، خاصة بعد تشجيع ودعم الدولة المقدم في تجهيزات القطاع وفي الغرس والسقي بالتنقيط، فبعدما كانت سوس، تتصدر الإنتاج الوطني بـ 70 في المائة، أصبحت لا تمثل سوى 60 في المائة من الصادرات. أما على مستوى الإنتاج والاستهلاك داخل المغرب، فلم تعد المنطقة تشكل سوى 50 %، إذ أصبحت بني ملال تنتج حوالي 250 ألف طن، إضافة إلى مراكش تانسيفت وبركان، والغرب الذي فقد بريقه، بعد أن أصبحت ضيعات «صوديا» تحت التدبير والتسيير السيئ، إثر مغادرة المعمّيرن للمنطقة. ونبه المويسات إلى أن سوق الاتحاد الأوربي أصبح الآن محتكرا من قبل إسبانيا، إذ لا تستقبل غير 20 % من الحوامض المغربية، في حين أصبحت السوق الروسية تستقبل 50 %، و30 في المائة ما بين كندا والولايات المتحدة وأنجلترا وأسواق الشرق الأوسط. وشدد المويسات على أن هذه الأسواق أصبح فيها عرض كبير، بما فيها روسيا التي أضحت تركيا تشكل منافسة قويا للمغرب، بعد أن تضاعف إنتاجها، وبحكم قربها من البحر الأسود ومصاريفها الأقل للنقل. أما كندا وأمريكا، فهي أسواق ثبت المغرب فيها أقدامه بعرضه المميز، رغم المنافسة. وأبرز رئيس التعاونية بأن المخطط الأخضر أعطى نتائج إيجابية في الزيادة في الإنتاج، لكن لم يواكبه عمل مواز لإيجاد أسواق جديدة أو توسيع الأسواق التقليدية، محذرا من المشكل المرتبط بالحوامض، والذي يخص المنتجين الصغار الذين لم يستفيدوا من دعم الدولة، لأنهم لم يتكتلوا في مجموعات مهنية. المنتجون الصغار ضحايا الشتات قال المويسات إن المنتجين الكبار كانوا يصدرون ما بين %70 و80 من منتوجهم إلى الخارج، لتبقى السوق الداخلية شبه مخصصة للمنتجين الصغار لتسويق حوامضهم، محذرا من القضاء عليهم، أمام تراجع الصادرات إلى النصف، وإغراق السوق بالحوامض. ولم يستبعد عضو «أبفيل» القاضاء على المنتجين الصغار، إذا لم تلتفت إليهم الوزارة، مشيرا إلى أن الموسم الحالي سيكون سنة انقراضهم، علما بأن أغلبيتهم أفلس في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع كلفة الماء والمواد الفلاحية كالأسمدة والمبيدات والآليات. واعترف المويسات بالنتائج الإيجابية للمخطط المغرب الأخضر في قطاع الزيتون والزيادة الإنتاج في جميع السلاسل الإنتاجية، لكن مع الأسف وزارة التجارة الخارجية والمسؤولين عن التسويق، والمقاولات لم تقم بتحسين تدبير التسويق في الخارج، واستكشاف أسواق جديدة. واستغرب لعدم تكتل الفلاحين الصغار والمتوسطين رغم قانون تشجيع التجميع الذي يعطي منحة 1500 للهكتار للمجمع الذي يتمكن تجميع إنتاج فلاحين صغار، وينظمهم ويسوق منتوجهم، مؤكدا أن المشكل في كيفية انتظامهم في تعاونيات كبرى تسمح بتسويق منتوجهم وضمان استمرار نشاطهم. وأكد المويسات أن مشكل الحوامض هذا الموسم يتمثل في وفرة الإنتاج، موضحا أن الإنتاج الذي لم يكتمل بعد تجاوز مليون و600 ألف طن، ستصدر منه 40 % إلى الخارج، فيما سيوج الباقي إلى السوق الداخلية التي لا تتحمل الوفرة في العرض في وقت وجيز، مقترحا المرور إلى الصناعة التحويلية التي كانت وراء تطوير القطاع في الدول المتقدمة كفرنسا. وأوضح أن الفلاحة تقف على ثلاثة أعمدة، هي السوق الداخلي والتصدير والتحويل، وإذا غاب أحد هذه الأعمدة تحصل كثرة في العرض، ومن تم تراجع الأثمان، والمغرب لا يبالي بركيزة التحويل التي تحدث التوازن في العرض والطلب. كما لا تتوفر 99 من أسواق الجملة على أدوات التبريد، ما يعرض الخضروات والفواكه إلى الإتلاف، مشيرا إلى بأن التساقطات المطرية والرياح، تسببت هذه السنة في ضياع 25% من منتوج الحوامض. محمد إبراهمي (أكادير)

الصناعة لإنقاذ قطاع الحوامض

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تنميـة سلسلـة اللـوز... الثانية بعد الزيتون

ناسا تحذر من كويكب يمر قرب الأرض اليوم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات