مختبر الأمن يدين الدرك في ملف وفاة طفل

وضع مختبر الشرطة التقنية والعلمية للأمن الوطني بالبيضاء، الجمعة الماضي، حدا للغموض المتعلق بالمتسبب في وفاة طفل بني تدجيت بإقليم فكيك، والتي فجرت احتقانا اجتماعيا ورفض أسرته تسلم الجثة منذ 40 يوما، بتأكيد الشكوك حول أن مسؤولة إدارية بالمستشفى المحلي هي التي صدمته بسيارتها، وفرت من موقع الحادث، غير أن قصورا من جانب الدرك الملكي بالمنطقة أثناء إجراء المعاينة، عقد الأمر وأدى إلى انفجار الوضع. فرغم أن بعض الشهود والأسرة، وجهوا الاتهام منذ اليوم الأول، إلى سيارة الموظفة، باعتبار أنها السيارة الوحيدة التي ولجت المنطقة النائية والهادئة، إلا أن الدرك الملكي لم يقم بحجزها، إلا بعد مرور 72 ساعة، خضعت خلالها السيارة لإصلاحات وعملية تنظيف، لكن أمام ضغط الجمعيات الحقوقية والسكان، دخل مختبر الأمن الوطني على الخط، فانتهت خبرته إلى رصد خيوط نسيج، تبين أنها تعود إلى ملابس الطفل، وظلت عالقة بالهيكل رغم عملية التنظيف. وفي الوقت الذي مازالت فيه الموظفة المتهمة، طليقة إلى غاية أول أمس (الأحد)، أي بعد 48 ساعة من ظهور تقرير المختبر العلمي للأمن الوطني، حسب علي بلغود، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تسلمت الأسرة والفعاليات المساندة لها، أخيرا، جثة الطفل من أجل دفنها، أمس (الاثنين)، مع تنظيم ذكرى أربعينية له. وطيلة 40 يوما بعد مقتل الطفل، الذي لا يتجاوز عمره سنتين ونصف سنة بإقليم فكيك، شهدت المنطقة أزمة اجتماعية، إذ توازيا مع رفض أسرته تسلم جثمانه لدفنه، دشن المتعاطفون معها من السكان وهيآت المجتمع المدني، خطوات تصعيدية، منها وقفات احتجاجية شملت قطع حركة السير في طريق عمومية وتنفيذ اعتصامات ووقفات احتجاجية. وانطلقت فصول القضية، وفق ما استقته «الصباح» من معلومات لدى علي بلغود، الناشط الحقوقي، في 31 يناير الماضي، عندما عثر بدوار السبائك في جماعة بني تدجيت بإقليم فكيك، على الطفل «منصف سلامة»، جثة مضرجة في الدماء، نقلت إلى مستشفى الفارابي بوجدة لإجراء التشريح الطبي، ثم أودعت في مستودع الأموات بتالسينت منذ ذلك الحين لرفض الأسرة تسلمها، ما لم يظهر الجاني. واكتنف الغموض الحادث وأسباب الوفاة، باعتبار أن الضحية لم يكن معه غير ابن عمه الذي لا يتجاوز عمره ثلاث سنوات، فأكد للمحققين أن قريبه تعرض للصدم بسيارة بقوله «داح داح، عان عان»، ثم توجه إلى سيارة للسلطة وقال إنها تشبهها، فسانده في ذلك شهود، قالوا إنهم فعلا عاينوا سيارة سوداء رباعية الدفع هي الوحيدة التي حلت خلال ذلك اليوم بالدوار النائي. وعرف التحقيق تعقيدات أسفرت عن احتقان اجتماعي، إذ احتجت الأسرة ومساندوها على الاكتفاء بحجز السيارة المشتبه فيها ووثائقها دون اعتقال سائقتها، كما رفضت تسلم الجثة لدفنها، رغم استعانة السلطات برجال دين في المنطقة لإقناعها بأن «إكرام الميت دفنه»، وهو الامتناع الراجع إلى عدم تمكن الأسرة من الحصول على نسخة تقرير التشريح الطبي. امحمد خيي

مختبر الأمن يدين الدرك في ملف وفاة طفل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاستماع إلى متورطين في السطو على عقار

معطيات خطيرة في ملف المباركي

مقالات ذات صلة