تسونامي يقتل

نجاة خمسة أشخاص من الموت وخسائر في الأشرطة الساحلية بالبيضاء وسلا والرباط شهدت العديد من الأشرطة الساحلية بالمغرب، خاصة بين البيضاء وسلا، حالة مد كبيرة حملت معها أمواجا تجاوز علوها خمسة أمتار، ما تسبب في مقتل امرأة بالهرهورة وإصابة خمسة أشخاص، من بينهم سياح أجانب، بجروح متفاوتة، بالإضافة إلى تسجيل العديد من الخسائر وانقطاع الطرق وهلع في صفوف بعض السكان القاطنين على مقربة من الشريط الساحلي. الأمواج عصفت بالصخيرات وسلا مصرع سبعينية بتمارة وخسائر فادحة بكورنيش سلا جراء المد البحري العالي بعد أربعة أيام مرت على فيضانات الخميس الأسود، التي عرت ضعف البنيات التحتية بالعدوتين، الرباط وسلا، وفرضت الحصار على سكانها، عاش الأخيرون، أول أمس (الثلاثاء) حلقة جديدة من مسلسل الرعب، بعد أن غمرت، هذه المرة، أمواج البحر، منازل العديد منهم وألحقت خسائر بمحلاتهم التجارية وخربت الطرقات، لتنتهي حصيلة الخسائر بوفاة امرأة تجاوزت السبع وسبعين من عمرها، جذبتها قوة المد البحري بشاطئ "فالدور" بالهرهورة، قبل أن تلفظها أمواج البحر وتلفظ أنفاسها الأخيرة بمستشفى ابن سينا بالعاصمة. الهرهورة.. البحر يلفظ امرأة لم يكن يلوح في الأفق ما يوحي بأن عشية يوم ربيعي مشمس، ستحول مدينة الهرهورة الهادئة، المحاذية لعاصمة البلاد، إلى مدينة حزينة، أو أن جولة عادية على الشاطئ ستنقلب إلى مأساة، بعدما أدى غضب البحر بها إلى جذب ستة مواطنين، بينهم فرنسيان وكندي، وثلاث نساء، ضمنهن امرأة عجوز، شاءت الصدف أن يمروا عشية أول أمس (الثلاثاء)، بمحاذاة الشاطئ، قبل أن تباغتهم الأمواج وتسحبهم إلى الداخل. فحسب شهود عيان، جذب البحر ستة مواطنين، إلى الداخل، سارع بضعة شباب كانوا مارين قرب شاطئ "فالدور"، إلى إنقاذهم، قبل أن تصل عناصر الوقاية المدنية، التي تمكنت من إخراجهم، "المرأة العجوز كانت للأسف آخر من يخرج، دخلات لداخل، والبحر هو للي لاحها، ولكن كانت عايشة"، يوضح أحد السكان الذي تابع أن المواطنين الستة تم نقلهم على وجه السرعة على متن سيارة الإسعاف، صوب مستشفى ابن سينا. ساعات بعد ذلك،أعلنت السلطات المحلية لعمالة الصخيرات- تمارة، أن المرأة العجوز لفظت أنفاسها الأخيرة فور نقلها إلى المستشفى، فيما ظل الأفراد الخمسة يتلقون العلاجات الضرورية. سلا... عودة الدمار "ماعرفنا شنو وقع، حتى لقينا الما هاجم علينا"، يحكي شاب يعمل بأحد المحلات التجارية المختصة في تقديم وجبات السمك، المصطفة مقابل ساحل سلا، مضيفا أنه، على الأقل في المرة الماضية، كنا نتوقع ذلك "كان الجو ماطرا والرياح قوية، كنا ننتظر كارثة جديدة، سيما أن الحي اعتاد على "غضب" البحر في السنوات الأخيرة، دابا ما فهمنا والو، الشمس فالسما والما غادي يغرقنا". فحوالي الثالثة من زوال أول أمس (الثلاثاء)، فوجئ سكان حي سيدي موسى بأمواج عاتية، تجاوزت الحاجز الإسمنتي الذي لم تمر بضعة أسابيع على إعادة تدعيمه، بعد أن أتلفه مد بحري قوي شهدته المدينة بداية فبراير الماضي، كان بدوره خلف خسائر جسيمة، لم تسثن ملاعب القرب والطريق والرصيف. قوة الموج، رغم أنها لم تكن بمستوى المرة الماضية، إلا أنها كانت كافية لبث الهلع في نفوس السكان، الذين هرع بعضهم إلى منازلهم، يحاولون التقليل من خطر فيضانات وشيكة، سيما أنها دقت أبواب منازلهم، مرتين خلال الشهر ذاته. "لولا ألطاف الله، لفقدنا رجلا، مر بالصدفة من الطريق يجر دابته، ولولا أنه تخلى عنها في آخر لحظة لوجد نفسه في قاع البحر"، تحكي إحدى سكان الحي، الذي غمرت مياه البحر أزقته، واقتحمت الشريط الأول من المنازل والمحلات التجارية، فيما اقتلعت مياه الموج أجزاء من الرصيف وألقت بأوحال وأحجار على قارعة الطريق واقتلعت بعضا من النخيل المغروس على جنبات الطريق، ما أثار ارتباكا في حركة السير، عجل بتدخل آليات الجماعة وريضال التي سارعت إلى تنقية الطريق، إلى ساعات متأخرة من المساء، قبل أن تستأنف العمل صباح أمس (الأربعاء) لإزاحة ما لفظه البحر في الليل. الرباط... أمواج قوية تباغت "الصيادة" رغم أن قوة الموج لم يكن لها التأثيــر ذاته بساحل الرباط، سيما في مقطعه القريب من مقبرة الشهداء والمستشفى العسكــــــري السابق، المعروف لدى سكان العاصمة ب"ماريفي"، مقارنة مع ما حدث بسلا، إلا أنها كانت كافية لإخــراج سكان الأحياء المجاورة. "للتيقــن من قــوة الموج، يكفي فقط معرفة أن البحر كان سيجر معه سيارة من نوع ميرسيديس، كانت مركونة، على الشط، بجانب سيارات أخرى، أصحابها ألفوا ممارسة هواية الصيد بالقصبة"، يحكي أحد أبناء حي المحيط، الذي عصفت الأمواج العاتية بجنبات منه، فيما انهمك شباب بالتقــاط الصور، غير مبالين بقوة الموج، التي باغتت بعضهم، وكادت تجرهم إلى داخل البحر. هجر المغلي صخور تغزو الشوارع بالبيضاء الساعة تشير إلى الخامسة عصرا. تجمع بشري ب"كارتي كوبا" المقابل لمسجد الحسن الثاني. السلطات المحلية حاضرة بقوة رفقة عناصر من المصالح الأمنية والقوات المساعدة ورجال الوقاية المدنية. كلها مؤشرات تثير فضول المارة من الراجلين وسائقي السيارات، فالجميع يتطلع لمعرفة سبب هذا الاستنفار قبل أن يتلقوا جوابا واحدا ووحيدا "ميني تسونامي" ضرب الشاطئ الساحلي بكورنيش البيضاء. ومن خلال معاينة "الصباح" للوضع بالمنطقة، كشف السكان المجاورون لمسجد الحسن الثاني أول أمس (الثلاثاء) أن الأمواج العاتية التي ضربت سواحل البيضاء، على مستوى مسجد الحسن الثاني، بشكل عنيف، انطلقت ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال، قبل أن تتضاعف قوتها ما بين الرابعة والخامسة عصرا. وأشار سكان "كارتي كوبا" إلى أن قوة الأمواج وما صاحبها من مياه محملة بالصخر، جعلتهم يصابون بالذعر، وهو ما تطلب منهم الإسراع في الخروج من منازلهم، حتى لا تتطور الأمور إلى الأسوأ. وخرج السكان لمعاينة الوضع بحيهم كما حج إلى المنطقة عدد كبير من مواطني البيضاء بعد سماعهم للخبر، إذ لا حديث عصر أول أمس (الثلاثاء) إلا عن الأمواج العاتية التي ضربت شواطئ عدد من المدن الساحلية المطلة على المحيط الأطلسي. وغمرت مياه البحر الشوارع وجنبات مسجد الحسن الثاني وكذا المنشآت القريبة من الكورنيش الممتد على شاطئ عين الذئاب، وهو اليوم الاستثنائي الذي عاشته المدينة، حين فاق علو الأمواج بها خمسة أمتار حسب السلطات المحلية. وشوهدت الأمواج العاتية تعلو جنبات المسجد، وتقاذفت قطع كبيرة الحجم وأخرى صغيرة من الحجارة على الطريق الساحلي، إذ غمرت مياه المحيط الهائج الشوارع والأزقة المحاذية، في واقعة أطلق عليها السكان "ميني تسونامي". وسارعت مصالح الوقاية المدنية والأمن إلى مكان الواقعة، وحاصرت المناطق المقابلة للشاطئ بحواجز حديدية، ومنعت العموم من الاقتراب من الحواجز الإسمنتية، بينما باشر عمال النظافة أشغال تنظيف الشارع الرئيسي بكورنيش البيضاء من الحجارة المتناثرة لإفساح الطريق أمام مستعمليها. وامتدت حالات علو الأمواج وهيجانها إلى جنبات مسجد الحسن الثاني والشارع الرئيسي المؤدي إلى مارينا البيضاء كما تجاوزت الحواجز الإسمنتية والحديدية التي وضعتها السلطات لتأمين المنطقة، وهو ما تسبب في نشر الذعر وسط الناس وسكان العمارات المقابلة للشريط الساحلي الأطلسي بالمنطقة الذين فروا، بعدما تطايرت عليهم الأمواج، كما توقفت حركة المرور مؤقتا، بعد أن جرفت الأمواج القوية كتلا متفاوتة الأحجام من الحجارة إلى وسط الطريق، قبل أن تتمكن السلطات من فسح المجال للمساهمة في انسياب حركة السير. وامتدت الأمواج إلى كورنيش عيد الذئاب، إذ أكد أحد الحراس الخاصين، أن أصحاب المقاهي ومسابح شاطئ عين الذئاب فوجئوا بعلو الموج إلى ما يقارب خمسة أمتار، وهو ما جعل المياه تغمر المسابح والفضاءات المخصصة للزبناء، ما استدعى إخلاء المكان تحسبا لأي طارئ يمكن أن يهدد سلامة المواطنين. محمد بها

تسونامي يقتل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

توقيف 3 أشخاص بالبيضاء للاتجار في الأقراص المهلوسة

سكان فاس عزل أمام الانهيارات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات