الثورة التكنولوجية "حلات العينين" والزوجات أكبر "الخاسرات" يحكى أن امرأة تبلغ من العمر 80 سنة توفي زوجها وظلت لمدة سنتين تمر أمام صورته بمنزلهما وتترحم على روحه. وفي أحد الأيام أخطأت في رقم القناة التي كانت تتابع عبرها أحد المسلسلات التركية لتكتشف فيلم "بورنو" وعندما تابعت عددا من اللقطات تنهدت ونظرت إلى صورة زوجها المتوفى وقالت "الله يرحمك آ الحاج كنتي غاكتخربق". هذه الحكاية، التي يتداولها الكثيرون هذه الأيام عبر تقنية "الواتساب"، تلخص بشكل كوميدي، علاقة الأزواج المغاربة خصوصا على السرير، إذ غالبا "تايكونو تايخربقوا" لأن الغالبية العظمى اكتشفت الجنس بشكل متأخر من خلال الأنترنت، أو أن الزوج يكون على دراية والزوجة لا علم لها بالأمر. حكاية أخرى، تعبر عن هذا الأمر بشكل سريالي، بطلها زوج لم ينطق يوما باسم زوجته، بل يكتفي فقط بالمناداة عليها ب "تعالي أ هاذيك" أو ب "بنت فلان"، وحين يرغب في مضاجعتها يقبض تلابيب جلبابه بين أسنانه دون قبل أو حديث أو حتى لمسة، وعند الانتهاء يقول "يخ"، وعند مقابلته لأصدقائه يعبر لهم عن الأمر "مللي تسالي ما تكرهش تلقا العدول حداك وطلقها...يخ". الكثير من الحكايات من مجتمعنا تعبر بشكل كبير عن العلاقة، التي من المفروض أن الرسول الكريم قال فيها "لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول"، قيل: وما الرسول يا رسول الله؟ قال: "القبلة والكلام"، لكن البعض لا يؤمن بذلك ويعتبر المرأة دابة يقضي بها وطره دون مقدمات ولا مداعبات. خلال سنوات الستينات والسبعينات لم يكن يحق للزوجات الحديث عن هذه المواضيع، أو ربما لم يكن يعرفن أن من حقهن الحديث عنه، وبأن لهن أيضا الحق في الاستمتاع وليس فقط إمتاع الأزواج، لكن الأمور تغيرت مع الثورة التكنولوجية وبدأن يتحدثن أيضا. اكتشفن عبر الأنترنت الجنس بكل أنواعه وطرق الاستمتاع الممكنة وبدأن بالخوض في هذه المواضيع لأنهن أدركن أنهن الخاسرات إذا لم يتحدثن وإذا لم يعلن عن رأيهن وكأنهن أصبحن مؤمنات أن السرير من حقهن أيضا وليس من حق الزوج وحده. أحمد نعيم