الهدر المدرسي يتجاوز 90% بشيشاوة

«في مسالك وعرة ولمسافة تمتد لساعة أو أكثر، تتوجه فتيات دوار بوزركون بإقليم شيشاوة كل يوم في رحلة شاقة بحثا عن الماء". "بعض الفتيات المنقطعات عن الدراسة، أو لم يسبق لهن ولوج المدرسة اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 سنة أو 17، يتوجهن يوميا لجلب الماء الصالح للشرب من عين جبلية، تبعد عن دوار بوزركون بجماعة سيدي المختار بما يناهز ساعة من الزمن". هذا جزء من التقرير الذي قدمه القطب المحلي للفاعلين من أجل المساواة بين النساء بجهة مراكش آسفي، أخيرا، بالمدرسة العليا للسمعي البصري بمراكش. ونظم القطب، خلال نونبر الماضي، قافلة بدوار بوزركون، حيث رافق المشاركون خلالها الفتيات في رحلتهن اليومية لجلب الماء، ووقف على أهم المشاكل التي يعانيها سكان دوار بوزركون بسبب التأثيرات المناخية بالمنطقة. وبحسب التقرير، فإن الدوار الذي يبلغ عدد سكانه 7000 نسمة، لا يتوفر سوى على مدرسة واحدة بعيدة عن التلاميذ، إذ رغم وجود حافلة للنقل المدرسي، إلا أنها لا تكفي لأكثر من 60 تلميذا، يتم نقلهم من خلال رحلتين متتاليتين، علما أنها تقل التلاميذ من مسافة تبعد بساعة عن الدوار، ما يجعل الفوج الأول من الرحلة يغادر بيته ساعتين، أو أكثر قبل موعد الدراسة. وأضاف الفاعلون في القطب إن من نتائج هذه المشاكل ارتفاع نسبة الهدر المدرسي في أوساط التلاميذ، خاصة في صفوف الإناث بنسبة 100 في المائة، في حين تصل النسبة 11،03 في المائة لدى الذكور، وتصل هذه النسبة 67،74 في المائة، في الثانوي و الإعدادي. أمام هذا الوضع، لاحظ الفاعلون أثناء استجواب سكان الدوار أن المنطقة تعرف ارتفاعا في نسبة زواج القاصرات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 16 سنة و17. وقال الفاعلون إنهم وقفوا على مشاكل كثيرة يعانيها سكان الدوار، من بينها ارتفاع الوفيات المرتبطة بالتدخل الصحي بسبب بعد المسافة ووعورة التضاريس، ما يصعب وصول سيارات الإسعاف، ويهدد حياة السكان. ومع توالي فترات الجفاف الذي أضحى هيكليا بالمنطقة، تراجعت الأنشطة الفلاحية وبارت الأراضي الزراعية، كما أن غياب الربط بالماء الشروب وارتباط السكان بعين مصدرا وحيدا للماء بالدوار، وبعد هذه العين بما يناهز ساعة من الزمن، وحكر هذه العملية على الفتيات يزيد من معاناتهن وعزلهن عن المحيط المدرسي، ما يرفع من نسبة زواج القاصرات في أوساطهن. ويجد سكان الدوار صعوبة في الوصول إلى المناطق المجاورة بسبب غياب وسائل النقل العمومي، ما يجعل المنطقة شبه معزولة على طول السنة، وفي عزلة تامة في حالة سقوط الأمطار. واختتم الفاعلون اللقاء بتقديم شريط قصير صوره أحد طلبة المدرسة العليا للسمعي البصري، باعتبار أن المدرسة شريك أساسي في قطب المساواة، وهو الشريط الذي صور معاناة فتيات منقطعات عن الدراسة وهن يتكبدن مشقة رحلتهن اليومية لجلب الماء الصالح للشرب. شريط من 6 دقائق، اختتم بحلم لفتاة حرمت من الدراسة وأطلقت صرخة تمنت خلالها أن تحيا ابنتها حياة أفضل منها. رجاء خيرات (مراكش)

الهدر المدرسي يتجاوز 90% بشيشاوة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انطلاق ترقيم "أسطول" دراجات مراكش

غـرق طفليـن ببركـة بتاونـات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات