شفيقي: التربية الإسلامية دُرست دون أهداف

مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية حذر من تدريس مقررات أساسية للمادة غير مرخص بها قال فؤاد شفيقي، مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، إن إصلاح مادة التربية الإسلامية، مكن من تجاوز عدد من السلبيات، مؤكدا، في حوار مع «الصباح»، أن التربية الإسلامية أصبحت بعد الإصلاح مادة مثل باقي المواد الدراسية لديها أهداف، وتعريف مرجعي وموجه لصياغة باقي مكونات المنهاج. وحذر شفيقي مؤسسات التعليم الخصوصي من تدريس برنامج آخر غير المصادق عليه من قبل الوزارة. < في البداية، نود معرفة مآل مقررات التربية الاسلامية، سيما ما صاحب ذلك من زوبعة وتأخر في إخراجها إلى حيز الوجود؟ < اسمحوا لي التأكيد على أنه مباشرة بعد عقد مجلس وزاري، وإصدار بلاغ للديوان الملكي للانكباب على اصلاح برامج التربية الدينية، عقدت وزارة التربية الوطنية اجتماعات مكثفة مع وزارة الأوقاف والشؤون السلامية، وانتهت بتشكيل لجنة مشتركة تضم علماء وباحثين و مفتشين تربويين. وكان من مهام هذه اللجنة الانكباب على بلورة تصور يستجيب للمطلب المعبر عنه في المجلس الوزاري للنهوض بالتربية الدينية. ولا أخفيكم أنه كثر القيل والقال على تسمية المادة، لكن بلاغ الديوان الملكي كان واضحا، ويتحدث عن التربية الدينية، ما جعل الوزارة تتبنى مفهوم التربية الدينية لأنه يضم مادة التربية الإسلامية التي تدرس بمؤسسات التعليم العمومي والعلوم الشرعية التي تدرس بالتعليم الأصيل، بالإضافة إلى العلوم الدينية بالتعليم العتيق، وعليه جاءت تسمية التربية الدينية كي تكون شاملة لما يدرس بالمدارس الابتدائية والثانويات الاعدادية والتأهيلية ومدارس التعليم الأصيل والتعليم الديني بالتعليم العتيق. < كم استغرق عمل اللجنة، وماهي المستجدات التي جاءت بها؟ < اشتغلت اللجنة حوالي خمسة أشهر لإعداد المنهاج التربوي، بالإضافة الى أربعة أشهر لفرق تأليف الكتب المدرسية. وانطلق الاشتغال في البداية على صياغة تعريف عملي لمادة التربية الإسلامية، إذ كانت مادة غير معرفة، وأصبحت اليوم بعد الاصلاح مادة مثل باقي المواد الدراسية لديها أهداف، وتعريف أضحى مرجعا موجها لصياغة باقي مكونات المنهاج من مفردات البرنامج الدراسي حيال المستويات والأسلاك، وطرق التدريس والتعلم، وطرق التقويم، بالإضافة لما تعرفه عملية تكوين المدرسين من تغييرات في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين. < تداولت مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات تتحدث عن تغيير جذري في المواد في غياب تواصل الوزارة باستثناء بلاغها حول غلاف الكتاب المدرسي؟ < هذه قراءات سطحية لأن منهاج التربية الاسلامية تم بناؤه من جديد بناء على مداخل ومنظومة قيم، إذ كان برنامجا مفككا إلى وحدات، منها وحدة العقيدة ووحدة القرآن ووحدة العقائد والعبادات ووحدة الآداب الاسلامية ووحدة الحديث والسيرة ، وهي دروس مستقلة غالبا ما يغيب الرابط فيما بينها. اليوم هذا المنهاج لم يعد كما كان، أي لم يعد عبارة عن دروس، وأصبحت له محاور، وكل محور يضم خمسة مداخل يجب احترامها وتطبيقها لتمثل كل محتويات المحور منذ السنة الأولى ابتدائي الى السنة النهائية في التعليم الثانوي التأهيلي. < هل هناك تغيير جذري في السور والآيات التي كانت تدرس سابقا؟ < السور القرآنية التي كانت تدرس سابقا مازالت تدرس حاليا باستثناءات قليلة، ويمكن أن أقول لقراء «الصباح» إن السور التي تدرس في البرنامج الجديد أكثر من السور التي كانت تدرس سابقا، لكن اليوم السور لها وظيفة بالنسبة الى المحاور التي يتم التطرق اليها. وتدرس المداخل الخمسة (التزكية والاقتضاء والقسط والحكمة،...) بجميع المستويات التعليمية وطيلة المسار الدراسي للتلميذ، لأنها مداخل مهيكلة للبرنامج الدراسي. < يعرف التعليم الخصوصي فوضى في المقررات، ماذا عن مراقبة الوزارة لها؟ < ما أسميته بفوضى المقررات والكتب، إن كان المقصود منه اختيار مؤسسات التعليم الخاص لمقررات تكميلية، فإن الأمر يعد ضمن ما يسمح به الجانب القانوني الخاص بهذه المؤسسات، مع ضرورة التقيد بالنظم التي تؤطر هذه العملية، لكن للأسف هناك تجاوزات تتعلق بعدم عرض هذه الكتب المكملة على المصالح التربوية المختصة بالأكاديميات الجهوية من أجل الإذن بالاستعمال. والقانون يمكن له جعل المؤسسات التي لا تطبق المنهاج الوطني في دائرة الخارج عن القانون وتعريضها لعقوبات تصل إلى الاغلاق. وبخصوص مادة التربية الاسلامية أحذر بشكل صارم كل مؤسسة تعليمية بالقطاع الخاص تدرس برنامجا آخر غير البرنامج المصادق عليه من لدن الوزارة، ولا يمكن لنا مراقبة جميع ما يجري داخل مؤسسات التعليم الخصوصي، لكن تبقى الأسر المغربية عينا من عيون وزارة التربية الوطنية داخل المؤسسة التعليمية من أجل تتبع جميع الرسائل والخطابات التعليمية التي قد تتنافى مع هوية الإنسان المغربي. < تحدث الوزير عن التدريس باللغة الانجليزية، أين وصل المشروع؟ < أعتقد أن السيد الوزير تحدث عن تدريس الإنجليزية وليس التدريس بالإنجليزية. على أي توجد إلى حدود اليوم مؤسستان مرخصتان بتدريس البرنامج المغربي باللغة الانجليزية بالتعليم الخصوصي، واحدة بالرباط، وهناك مجموعة مدارس بالبيضاء منحت الوزارة ترخيصا لها شريطة تطبيق المنهاج المغربي مع تدعيم اللغة الانجليزية والتدريس بها في أسلاك التعليم الثانوي. وتبعا للتصور سالف الذكر، فإن الوزارة لم يكن لديها اعتراض على هذه المشاريع التربوية لأنها تضمن احتراما للهوية ومنظومة القيم والبرامج الدراسية المغربية. < الترخيص المبدئي لمجموعة مدارس بالبيضاء لا يعتبر بالضرورة نهائيا أليس كذلك؟ < منح الترخيص النهائي يبقى رهين بموافقة الأكاديمية بالبيضاء، لأن الموافقة على فتح مؤسسات للتعليم الخصوصي يبقى من اختصاصها، ويبقى الشرط الأساسي للحصول على الترخيص النهائي، بالإضافة لكل ما يتعلق بالبنايات والموارد البشرية، أن تتقدم المؤسسة سالفة الذكر بمشروع متكامل للأكاديمية وتتم الموافقة عليه. وأؤكد لكم أن المؤسسة الموجودة بالبيضاء تطبق البرنامج المغربي، ووضع مسؤولوها نماذج من الكتب المدرسية المؤلفة باللغة الانجليزية انطلاقا من المنهاج المغربي في الرياضيات والعلوم الفيزيائية وعلوم الحياة والأرض، وقمنا بمراقبتها، وقدمنا بشأنها ملاحظات وجرى إصلاحها. ورجوعا الى المؤسسات التي لها نظام الباكلوريا باللغة الانجليزية فلا وجود لها على مستوى التعليم الابتدائي ، ولدينا فقط خمس مؤسسات للتعليم العمومي لمستوى الثانوي، وأول فوج يحصل على شهادة الباكلوريا خلال الموسم الدراسي الحالي. وأحيطكم علما أن امتحانات الباكلوريا ستكون الامتحانات نفسها التي يمتحن فيها تلاميذ باقي المؤسسات في حين تجري ترجمتها الى اللغة الانجليزية. < قياسا على ما قلتم ماهي طريقة امتحان نيل شهادة الدروس الابتدائية والاعدادية؟ < قلت لكم إنه ليست لدينا مؤسسات للتعليم العمومي بمستوى الابتدائي والإعدادي التي تدرس باللغة الانجليزية وفق البرنامج المغربي. الكرة في ملعب الأكاديمية < مشكل الازدواجية مطروح أساسا في مؤسسات التعليم الخصوصي؟ < يفترض في هذه المؤسسات الخصوصية المرخص لها بالتدريس باللغة الانجليزية أن يجتاز تلاميذها مستوى السادس ابتدائي باللغة العربية والسنة التاسعة اعدادي نفس الامتحان الإشهادي نفسه لمؤسسات التعليم العمومي، لسبب بسيط أن الترخيص الممنوح لهاتين المؤسستين بالنسبة لمستوى الابتدائي يؤكد على أن جميع المواد تدرس باللغة العربية وتدرس اللغة الانجليزية والفرنسية لغتين أجنبيتين، ويمكن في اطار التناوب اللغوي استعمال هذه اللغات على سبيل الاستئناس. وفي علمي أن الترخيص للمؤسسة الموجودة بالبيضاء للابتدائي يلزمها بتدريس مستوى السادس وباقي مستويات الابتدائي باللغة العربية، لكن المشكل مطروحا في المستوى الاعدادي حيث منح الترخيص قصد تدريس عدد من المواد باللغة الانجليزية، وبما أن الامتحان تنظمه وتسهر عليه الأكاديمية بالنسبة لمستوى السنة التاسعة اعدادي أحيلكم على أكاديمية البيضاء سطات التي ستدبر الأمر، كما هو الشأن بالنسبة لأكاديمية جهة الشرق التي تدبر الامتحانات الاقليمية والجهوية لبعض المواد باللغة الاسبانية لمؤسسة الطلبة المسلمين بمليلية التابعة لمؤسسة بني أنصار بالناظور، هم تلاميذ مغاربة يتابعون دراستهم منذ الابتدائي باللغة الاسبانية. أجرى الحوار: سليمان الزياني

شفيقي: التربية الإسلامية دُرست دون أهداف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الوزراء يصرفون حوالي 3 ملايير منحة نهاية الخدمة

التحقيق في محاولة انتحار الفنانة "جهاد"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات