90 كاميرا عالية الدقة لمحاربة الجريمة والمراقبة وتجهيزات متطورة للتبليغ والتدخل قبيل استضافة "كوب 22" بأسبوعين، افتتحت المديرية العامة للأمن الوطني، مساء أول أمس (الخميس) بولاية أمن مراكش، أكبر قاعة للقيادة والتنسيق، تتوفر على أحدث تقنيات تتبع تبليغات ونداءات المواطنين، مجهزة بحواسيب رقمية وشاشة كبيرة ترصد مختلف شوارع المدينة الحمراء والأماكن السياحية والحيوية، إضافة إلى أزيد من 30 مكتبا متراصا، مربوطا بحواسيب وهواتف ثابتة رقمية، مهمتها معالجة المعطيات والمعلومات التي يتوصل بها مركز القيادة والتنسيق مع الوحدات الأمنية المتنقلة لإجراء التدخلات في أوقات قياسية، حددها مسؤول أمني أثناء الافتتاح في مدة تتراوح بين 3 و8 دقائق. واستعرض سعيد علوة، والي أمن مراكش الذي كان مرفوقا بوالي الجهة وشخصيات تنتمي إلى مختلف الأجهزة الأمنية وممثلين عن المديرية العامة للأمن الوطني، تشكيلة الوحدات الأمنية المتنقلة عند بوابة ولاية الأمن، المشكلة من دراجين وسيارات نجدة جديدة ورجال الأمن المكلفين بالتدخل وفق توجيهات مركز القيادة سالف الذكر. وقدم الملازم خالد رفيق، رئيس قاعة القيادة والتنسيق، الشروحات حول مختلف التشكيلات التي تعمل في قاعة الخط 19 ، مبرزا الأدوار المنوطة بكل فئة، حسب التسلسل المنطقي لاستقبال المكالمة أو رصد المخالفة أو الجريمة بالشارع العام، بواسطة الكاميرات المثبتة في أهم الشوارع، وعند مداخل المدينة، وكذا بالمناطق السياحية، خصوصا ساحة جامع الفنا. وخصصت للغرض ذاته 90 كاميرا عالية الدقة مثبتة بمختلف المدارات والشوارع والأماكن الحساسة، إضافة إلى كاميرات أخرى، مثبتة بشكل حصري حول فضاء ساحة جامع الفنا، لما للموقع السياحي من جذب للسياح المحليين والأجانب. علاوة على ذلك وفرت المديرية العامة ست كاميرات ذات جودة ودقة عاليين، مهمتها رصد أرقام لوحات السيارات بشكل واضح، ونصبت في منافذ الدخول إلى المدينة والخروج منها. وفي ما يخص استقبال مكالمات المواطنين، أوضح سعيد علوة، والي الأمن أن المكالمات التي ترد على قاعة القيادة والتنسيق يتم تسجيلها في سجل خاص، كما يتم تدوين مختلف المعطيات الخاصة بتتبعها إلى حين تحرير نتيجة التدخل والجهة التي آل إليها، كما نبه إلى أن المكالمات الفضولية أو الاستفزازية التي ترد على القاعة تسجل بدورها ويحال الإجراء على النيابة العامة لاتخاذ المتعين في حق مرتكبي إزعاج المصالح الأمنية. ويوجد في استقبال المكالمات التي تصل إلى قاعة القيادة عبر 60 خطا مباشرا، طاقم شاب، يوفر مهارات خاصة ضمنها إتقان اللغات الأجنبية، إذ تم إحداث ثلاث فرق للتناوب تتقن الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وهي حاجة تستجيب للمعطيات الواقعية للموقع السياحي للمدينة الذي يؤمه الأجانب طيلة السنة. كما خضعت عناصر القاعة الأمنية لتكوين متخصص في تدبير النداءات الصادرة عن المواطنين والأجانب على حد سواء، إلى جانب تقنيين مختصين في المراقبة عبر نظام الكاميرات. وشيدت القاعة وفق تصميم هندسي يتيح مشاهدة جميع العاملين، وجمالية تضفي على المكان دينامية خاصة، إضافة إلى توفرها على مختلف التجهيزات الأخرى، التي توفر راحة العاملين. وتعد قاعة القيادة والتنسيق والوحدة المتنقلة لشرطة النجدة، التي أعطيت انطلاقتها أول أمس (الخميس)، الثانية من نوعها بعد نظيرتها بالرباط سلا، كما أنها تندرج في إطار مواصلة المديرية العامة للأمن الوطني تدعيم معايير الفعالية وتجويد الخدمات الأمنية لفائدة المواطن ضمانا لأمنه وسلامته ، وذلك عبر تحديث وعصرنة أساليب استقبال نداءات المواطنين ، وضمان السرعة والنجاعة في التدخلات. وبعد الانتهاء من تقديم الشروحات أعطيت الانطلاقة الرسمية للعمل الميداني، بانطلاق الدراجين وسيارات الأمن لتجوب شوارع المدينة وفقا لتويجهات قاعة القيادة والتنسيق. وتضمنت الوسائل التقنية والتكنولوجية الحديثة التي وظفت في قاعاة القيادة والتنسيق تحقيق السرعة والفعالية اللازمتين للاستجابة لطلبات المواطنين والرقي بخدمات "شرطة النجدة" ، عبر تقديم المساعدة والدعم اللازمين للأشخاص في حالة خطر بالشارع العام، كما أنها تشكل تطويرا للأداء الأمني وتجسيدا فعليّاً للردّ الفوري على المكالمات الهاتفية المستعجلة التي تستلزم تدخل رجال الأمن الوطني. المصطفى صفر (موفد الصباح إلى مراكش)