جماعة أولاد فارس في حداد بعد فاجعة الثلاثاء الأسود

ست ضحايا من عائلة واحدة خمسة منهم أموات في حادث سير مروع ضواحي البروج صمت مطبق، وسكون رهيب خيم على جماعة أولاد فارس بإقليم سطات، صباح الأربعاء الماضي. المحلات التجارية مغلقة، ولا صوت يعلو على العويل والبكاء على فراق خمس من شباب المنطقة. تحول دوار «معيزية» بجماعة أولاد فارس في لحظات إلى ساحة بكاء هستيري بعد وصول نبأ الفاجعة، حادثة سير أودت بحياة خمسة من الشباب الطيبين. دوار "معيزية" في حداد بالكاد استطاعت "الصباح" اختراق الحشود الكبيرة التي حجت من مختلف دواوير الجماعة ومن بلدية البروج لتقديم واجب العزاء لعائلات الضحايا. الجميع هنا قضى ليلة بيضاء تحت سماء ملبدة بغيوم أكتوبر. أخبرنا بعض الأهالي بأن أكثر من مائة شخص غادروا ليلا صوب المستشفى الإقليمي الحسن الثاني ولم يعودوا بعد، وفي الغالب لن يحضروا إلا وجثامين أحبائهم على ظهورهم. لا يكسر صمت القبور الذي تحول إليه دوار «معيزية» غير رنات الهواتف التي لا تنتهي، ومكالمات أغلبها من خارج أرض الوطن تستفسر عن المصاب، بعد أن انتقل خبر الحادثة دقائق بعد حدوثها كالنار في الهشيم داخل المواقع الاجتماعية. ويبدو بأن جميع من التقتهم "الصباح" لم يستفيقوا بعد من هول الصدمة. بعضهم انزوى لمراجعة آخر ما دون الضحايا على صفحاتهم بالمواقع الاجتماعية، وآخرون انخرطوا في سجال لرسم سيناريو الحادث، فيما أغلبهم كان يبكي بحرقة فراق أصدقاء كان برفقتهم إلى وقت قريب. خمسة جثامين على باب المستشفى مكالمة هاتفية، جعلت مدير المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بسطات، يعلن حالة طوارئ بمرافق المستشفى. في البداية لم يكن عدد الضحايا مضبوطا. المؤكد أن شخصين على الأقل في وضع حرج في الطريق الى المستشفى، والبقية فارقوا الحياة، جموع من المواطنين تقاطرت على المستشفى حتى قبل وصول سيارات الإسعاف. ومع وصول السيارة الأولى والتي تحمل الناجي الوحيد، غصت بوابة قسم المستعجلات بعائلات الضحايا منهم من انتقل من جماعة أولاد فارس ومنهم من يستقر بمدينة سطات. وبعد معاينة الضحية قرر الطبيب المداوم إدخاله غرفة العناية المركزة بسبب خطورة حالته الصحية، ومع وصول سيارة الإسعاف الثانية سرعان ما تبدد الأمل الذي كان يحمله الأهالي، مع تأكد وفاة الضحية في الطريق إلى المستشفى، وبعدها وصلت جثامين أربع ضحايا آخرين ليستقر عدد الموتى في خمسة، والسادس في وضع حرج بقسم العناية المركزة. عطب بعجلة السيارة تسبب في انقلابها في محاولة لإعادة تركيب شريط الحادثة أفادت مصادر من عين المكان بأن ستة أشخاص تجمع بينهم قرابة عائلية، كانوا يقلّون سيارة خاصة من مدينة البروج عائدين إلى منازلهم بجماعة أولاد فارس الحلّة، ليلة الثلاثاء الماضي، إلا أن السيارة انقلبت بإحدى القناطر، بسبب عطب تقني في إحدى العجلات، حيث توفي ثلاثة أشخاص على الفور في مكان الحادث، في حين توفي شخص رابع بعد نقله إلى المستشفى المحلي بالبروج، ليتم توجيه اثنين آخرين إلى المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بسطات، إلا أن أحدهما فارق الحياة في الطريق إلى المشفى المذكور، في الوقت الذي مازال فيه الشخص السادس يتلقى العلاجات الضرورية بمستشفى سطات. الحادث عناصر الدرك الملكي بالبروج، وممثلي السلطات المحلية، والوقاية المدنية، وسيارات الإسعاف التابعة للجماعات القروية القريبة، حيث جرى توجيه المصاب والضحايا في بداية الأمر نحو المستشفى المحلي بالبروج، ومنه إلى المركز الاستشفائي الحسن الثاني بسطات. موكب جنائزي مهيب في توديع أولاد الدوار المكان مسجد أولاد فارس. عقارب الساعة تجاوزت منتصف اليوم بقليل، تحت شمس حارقة تجمع المئات من المواطنين في انتظار وصول جثامين الضحايا. ومع وصول خمس سيارات لنقل الموتى إلى باحة المسجد وعلى متنها 5 صناديق خشبية لرفات الضحايا، ارتفعت دقات القلوب وسالت الدموع بغزارة من عيون الأقارب والأصدقاء. «عبد الفتاح الحميلي» فاعل جمعوي بمدينة البروج، تحدث لـ "الصباح" على أن الحادث شكل صدمة للجميع هنا، خصوصا وأن الضحايا يتمتعون باحترام وتقدير وحب الجميع. لم يخف «الحميلي» تقززه من وضعية المستشفى المحلي للبروج والذي كان من المفترض أن يلعب دورا في مثل هذه الحوادث، عبر توفير الإسعافات الأولية، خصوصا وأن اثنين من الضحايا وصلا لمستشفى البروج أحياء، وتوفيا عند محاولة نقلهما لسطات (70 كيلومترا عن البروج)، واعتبر المتحدث ذاته بأنه لا راد لقضاء الله، لكن المواطنين يأملون أن يتم نفض تراب الإهمال عن المؤسسة الاستشفائية الوحيدة بعاصمة قبائل بني مسكين، حتى تقوم بمهامها ولا تتحول إلى ملحقة لإعادة توجيه المرضى وضحايا الحوادث إلى مستشفيات سطات والبيضاء. انطلق موكب جنائزي مهيب من مسجد «أولاد فارس» في اتجاه مقبرة «البراهمة» ما جعل دواوير جماعة أولاد فارس خالية تماما، فالجميع نساء ورجالا أطفالا وشيوخا حرصوا على إلقاء نظرة الوداع على شبابهم الذين غادروا على حين غرة إلى دار البقاء. وقبل أن نقفل عائدين، أخبرنا بأن سائق السيارة الذي توفي في الحادث لم يمض على زواجه أكثر من عشرة أيام، وبأن فرحة رفاقه به لم تدم طويلا بعد أن غادروا جميعا. هشام الأزهري (سطات)

جماعة أولاد فارس في حداد بعد فاجعة الثلاثاء الأسود

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال مفترس جسد طفلة

اعتقال موظف بتطوان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات