التغيرات المناخية تهدد 750 مليون شخص بالمجاعة

انسجمت مضامين تقرير منظمة الأغذية والزراعة العالمية "فاو"، حول حالة الأغذية والزراعة خلال السنة الجارية، مع أهداف ومساعي قمة المناخ العالمية "كوب 22"، المرتقب تنظيمها نونبر المقبل في مراكش، إذ دق تقرير المنظمة الأممية ناقوس الخطر حول مخاطر التغير المناخي على الأمن الغذائي في العالم، خصوصا في القارة الإفريقية، معتبرا أن هذه المخاطر تزيد حدتها، من خلال تنامي الطلب على الأغذية والمنتوجات الفلاحية، بسبب النمو السكاني وارتفاع المداخيل في معظم البلدان النامية. وربط التقرير، الذي حمل عنوان "تغير المناخ والزراعة والأمن الغذائي"، تلبية الطلب على الأغذية في أفق 2050، بضرورة رفع الإنتاج العالمي السنوي من المحاصيل والثروة الحيوانية بزائد 60 %، مقارنة مع حجم الإنتاج المسجل في 2006، محذرا من أن تأثيرات تغير المناخ، ستؤثر مباشرة في حياة ثلثي السكان الأكثر فقرا في العالم، الذين يعتمدون على الفلاحة في سبل عيشهم اليومية، يتعلق الأمر بحوالي 750 مليون شخص، أغلبهم من سكان البوادي، ويواجهون تهديدات في أمنهم الغذائي. ويعاني الإنتاج الفلاحي، حسب التقرير الأممي، من الآثار السلبية لارتفاع درجات الحرارة، والتغير في مستويات التساقطات وتواترها، وكذا تزايد وتيرة الجفاف والفيضانات، بما يعقد جهود الفلاحة وتربية المواشي، وكذا تدبير الغابات واستغلال الصيد البحري، فيما شدد الباحثون على تركز آثار ما أسموه "الصدمة" في أربعة منتوجات فلاحية، يتعلق الأمر بالحبوب الخشنة والبذور الزيتية والقمح والأرز، التي تمثل 70 % من إجمالي المساحات المزروعة عبر العالم. ووفق التقرير، الذي تتوفر "الصباح" على نسخة منه، كشفت دراسة أجراها البنك الدولي خلال السنة الماضية، عن مجموعة سيناريوهات، الأول يتسم بأثر عال لتغير المناخ ونمو سريع للسكان، وكذا ركود للاقتصاد، سيساهم في عيش 122 مليون شخص إضافي في فقر مدقع في أفق 2030. أما الثاني، فيتوقع معاناة أقل بنسبة 3 % لسكان العالم من الفقر المدقع، ليستقر عددهم عند 16 مليون شخص فقط، في ظل مستوى آثار تغير المناخ نفسه، لكن مع إمكانية الاستفادة من الخدمات الأساسية، وتراجع أوجه انعدام المساواة، فيما يهم السيناريو الأسوأ، ارتفاعا متوقعا في عدد الفقراء بالقارة السمراء إلى 43 مليون شخص، وجنوب آسيا إلى 62 مليون شخص، إذ يفاقم انخفاض المداخيل الفلاحية نمو مستوى الفقر بسبب تغير المناخ. وحذرت "فاو" من تأثير انخفاض الإنتاج الفلاحي على المستوى الوطني، بسبب تغير المناخ، في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأعلاف، بما يؤثر سلبا على الوضع الاجتماعي والاقتصادي لجميع السكان وأمنهم الغذائي، علما أن مستوى خطورة الآثار يزيد في البلدان، التي تصرف فيها الأسر جزءا مهما من ميزانيتها على تمويل اقتناء المنتوجات الغذائية، فيما تقترن هذه الآثار بتداعيات على الاقتصاد الكلي، باعتبار أن الفلاحة تساهم بحصة مهمة في الناتج الداخلي الخام، وكذلك في سوق الشغل.وتضمن التقرير خمس رسائل رئيسية إلى البلدان الأعضاء في منظمة الزراعة والأغذية العالمية، بما فيها المغرب، تهم تحذيرا من تعرض ملايين الأشخاص لخطر الجوع والفقر، في حال عدم اتخاذ إجراءات طارئة بشأن تأثير تغير المناخ على الزراعة والأمن الغذائي، كذا اختلاف الآثار على المنتوجات الفلاحية وسبل العيش، باختلاف البلدان، إذ تصبح كارثية في بعض المناطق. أما الرسالة الثالثة، فترتبط بتقليص المخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية، من خلال تحديد الارتفاع في درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية، فوق المستويات المسجلة قبل الثورة الصناعية، فيما ركزت الرسالة الموالية، على ضرورة إجراء تحولات عميقة في الزراعة والنظم الغذائية، من مرحلة ما قبل الإنتاج إلى الاستهلاك، لغاية رفع حجم المنافع المشتركة للتكيف مع التغير المناخي، بينما شددت الرسالة الأخيرة، على أهمية مجالات الفلاحة المختلفة،في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الخاصة بها، دون إغفال ارتباط ضمان الأمن الغذائي بالقدرة على التكيف. ب . ع

التغيرات المناخية تهدد 750 مليون شخص بالمجاعة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

430 مليون درهم لإنقاذ "الولجة"

الجامعة تزيد من متاعب الرجاء وتوقف لاعبين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات