نفت قيادة حزب الأصالة والمعاصرة، تورط حزبها في التدخل لدى السلطات لفتح دور القرآن التي يسهر على تدبيرها بمراكش السلفي عبد الرحمان المغراوي، صاحب فتوى إباحة تزويج طفلات الـ 9 سنوات. وقال خالد أدنون، الناطق الرسمي باسم حزب "الأصالة والمعاصرة" في معرض أجوبته على أسئلة" الصباح" إن حزبه لاعلاقة له بالعمل الدعوي إذ كان سباقا إلى المطالبة بفصله عن العمل السياسي، بل إن حزبه " التراكتور" يرفض حتى استعمال العمل الجمعوي في مجال التنافس السياسي. وأكد أدنون أن حزبه ملتزم بما تتضمنه القوانين الجاري بها العمل وضد استغلال الدين وتوظيفه في السياسة، ويبرئ نفسه مما جرى لأنه حزب سياسي وليس سلطة تغلق أو تفتح مقار الجمعيات مثل دور القرآن بمراكش أو في أي مكان آخر. وفي ما يخص تصريحات وتعليقات السلفي حماد القباج، عضو العدالة والتنمية، الممنوع من الترشح لأن تصريحاته تدعو للكراهية ضد اليهود المغاربة، قال أدنون إن القباج اختار توجها سياسيا وحزبا منافسا للأصالة والمعاصرة، وعليه أن يلتزم بضوابط وأخلاق العمل السياسي وأن يكف عن الزج باسم "البام" في كل شاردة وواردة وأينما حل وارتحل، مضيفا أن حزبه له خاصية الاستماع إلى ترافع كل الجمعيات النشيطة في المجتمع ولا يتلقى أي مساعدة من أحد، لأنه يرفض بالقطع الزج بالدين في السياسة، لأن لكل فضاء طريقته في الاشتغال. وأثار فتح السلطات لدور قرآن السلفي المغراوي استياء المجتمع برمته، لأنه أصدر فتوى خطيرة تسمح بجواز تزويج بنت الـ 9 سنوات، ما اعتبر اعتداء جنسيا على الأطفال لا يستسيغه أي عاقل، وذلك انطلاقا من حديث نبوي ضعيف أو محرف، إذ رفعت العديد من الجمعيات الحقوقية والمدنية دعاو قضائية ضد المغراوي الذي ينشر فكرا سلفيا لا يؤمن بدور المؤسسات الدستورية. وحسب مصادر "الصباح" ستنظم منظمات حقوقية وجمعيات مدنية مسيرة احتجاجية بالرباط ومراكش والبيضاء، بعد انتهاء الانتخابات، للتنديد بالمغراوي وبمن سمح له بفتح دور تعلم الأطفال سلوكات بها غلو في الدين، معتبرين أن استغلال الانتخابات بهذه الطريقة الفجة لضرب "شي بشي" يعطي نتائج عكسية للأهداف المسطرة لها ويشجع على التطرف. أحمد الأرقام