المحاباة أساءت للمجال الفني

عبد اللطيف الخمولي قال إن المسرح يمنح للممثل فرصة إصلاح أخطائه قال الممثل عبد اللطيف الخمولي إن الفنان المغربي يشتغل في الغالب دون أجندة محددة، تتيح له إمكانية الاشتغال المستمر في المجال الفني، وأضاف أحد مؤسسي تجربة «مسرح اليوم»، إلى جانب ثريا جبران وآخرين، أن الكثير من المخرجين ما زالوا يغلّبون منطق «بّاك صاحبي» وهو ما حكم على المشاهد تكرار الوجوه نفسها. كما تحدث بطل مسلسل «العين والمطفية» عن مسرح الطفل وأشياء أخرى تجدونها في هذا الحوار. < رغم اشتغالك في العديد من الأعمال الفنية خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه يخيل للمتتبع أن حضورك في هذه الأعمال متقطع؟ < فعلا تبدو هذه المسألة للكثيرين، وربما حتى إلي شخصيا، وهذا راجع إلى ظروف الاشتغال الفني ببلادنا، فهي غير خاضعة لمنطق مضبوط، كما أن الفنان المغربي، في الغالب، لا يتوفر على أجندة واضحة للاشتغال تجعل حضوره بارزا وتعكس طبيعة المجهود الذي يبذله خلال أداء مهامه. اشتغلت في الفترة الأخيرة في بعض الأعمال الفنية منها ما عرض خلال الموسم الرمضاني الماضي، مثل شريط «الشيفور» للمخرج حسن غنجة، ومنها أعمال أخرى تنتظر الظهور مثل مسلسل «نوارة» للمخرجة جميلة البرجي بنعيسى، التي سبق أن تعاملت معها في أعمال سابقة مثل مسلسل «أولادي» وآمنت بمواهبي وهو ما فتح الباب لي للاشتغال في أعمال تلفزيونية أخرى سترى النور قريبا. < إذن أين يكمن المشكل في قضية الاشتغال العرضي للفنانين المغاربة؟ < المشكل يتحدد في طرق اشتغال شركات تنفيذ الإنتاج وبعض المخرجين، فكل واحد له طريقته الخاصة في الاشتغال التي تعتمد على نوعية معينة من الممثلين، ما يحصر العديد من الأعمال الفنية في دائرة ضيقة، إذ لا يوجد لدينا «كاسيتنغ» بالمعنى الحقيقي للمفهوم، فمنطق «بّاك صاحبي» ما زال يحكم اختيارات بعض المخرجين الذين يفضلون ممثلين معينين بدعوى أنهم يرتاحون لهم، في الوقت الذي يجب عليهم أن يعرفوا أن العملية الإبداعية تقوم على المغامرة والتجريب، فالميدان الفني ليس ميدان الصدقة والمحاباة، بل كل واحد يجب أن يوضع في مكانه. < إذن هناك أزمة علاقة ما بين المخرجين والممثلين؟ < ربما وهذا ما يبدو لي من خلال واقع الاشتغال، فهناك مخرجون لا تهمهم الإمكانيات التي يتوفر عليها الممثلون، بل إن بعضهم لا يواكب الحركة الفنية ومستجداتها، ولا يشاهد حتى الأعمال المسرحية التي تعرض على مختلف القاعات، ليكون فكرة عن مستوى الأداء التمثيلي للفنانين، والنتيجة أننا ندور في حلقة مفرغة، ويعاني المشاهد تكرار الوجوه نفسها التي تحضر في مختلف الأعمال الفنية المعروضة أمامه. < على ذكر المسرح، الملاحظ أنك ما زالت مرتبطا بهذا الجنس الفني وتصر على مواصلة العطاء فيه؟ < أعتبر المسرح هو المتنفس الذي يسع الطاقات التي أشعر بنفسي راغبا في إبرازها، منه انطلقت، وما زلت أشتغل فيه ما دمت أجد النصوص الجيدة للاشتغال والبيئة الملائمة، فعن طريق المسرح يمكن للممثل أن يختبر قدراته على مواجهة الجمهور والتفاعل معه بشكل مباشر، كما أنه يتيح الإمكانية للفنان كي يصلح أخطاءه ويطور أداءه تدريجيا من عرض لآخر. < رغم هذا التألق في المسرح إلا أنه ما زلت لم تحصل على أدوار بطولية في التلفزيون والسينما؟ < هذه هي المسألة التي تؤرقني، فغالبية المخرجين الذين يشتغلون في المشهد الفني تربطني بهم علاقة طيبة، بعضهم نشأت معه وكبرت أمامهم، ويؤمنون بمواهبي، إلا أن هذا لم يشفع لي في الحصول على أدوار بحجم هذا التقدير الذي يكنه لي البعض كما يبدو ذلك ظاهريا، فكلما تابعت عملا تلفزيونيا أو سينمائيا أرى أن لي موقعا فيه، وهو ما يدفعني بدوري للتساؤل حول هذا الاستثناء. < ما هي المجالات الفنية الأخرى التي تطمح إلى الاشتغال عليها؟ < أولي في الفترة الأخيرة اهتماما خاصا لمسرح الطفل، فقد تبين لي أن هناك نقصا فظيعا في هذا الجانب في بلادنا، وأغلب ما يقدم في هذا المجال يندرج تحت إطار «التنشيط» ولا يمت في الغالب بصلة إلى «المسرح». فعن طريق الاشتغال على «مسرح الطفل» بالإمكان إعداد متفرج للسنوات المقبلة، لأنه لا يعقل أن نهمل هذه الحلقة المهمة في تلقي العملية الإبداعية ونتحدث بعد ذلك عن الأزمة. أجرى الحوار: عزيز المجدوب في سطور ـ من مواليد البيضاء. ـ تألق مسرحيا في العديد من التجارب منها «مسرح اليوم» و»أفروديت» و»مسرح الكاف» و»مسرح الشمس». ـ شارك في عدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية منها «حلاق درب الفقراء» و»خربوشة» ومسلسلات «العين والمطفية» و»دواير الزمان» و»الدار الكبيرة» و»ساعة في الجحيم» وغيرها. مواليد آسفي ـ خريج استوديو دوزيم 2011 ـ أصدر فيديو كليب «سعداتي بيك» ـ شارك في إحياء عدة حفلات فنية بدبي

المحاباة أساءت للمجال الفني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفكيك شبكة لتزوير السيارات بتارودانت

استنفار بـ "الواف" بعد الهزيمة ببني ملال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات