أسلحة حراس السجن… القنبلة الموقوتة

حرك حادث انتحار موظف بالسجن المحلي أوطيطة 2 بسيدي قاسم، الثلاثاء الماضي، برصاصة من سلاحه الوظيفي بعد أن وجهها صوب رأسه ليسقط أرضا أمام ذهول زملائه والسجناء، المندوبية العامة للسجون التي أوفد مندوبها العام لجنة بحث من المديرية لتعميق البحث ومعرفة ما إذا كان الأمر يتعلق فعلا، كما تقول إدارة السجن بما أسمته «معاناته بسبب مشاكل شخصية واجتماعية ومادية حسب إفادات بعض الموظفين المقربين منه»، على اعتبار أن الحادث يأتي أياما قليلة بعد محاولة انتحار موظف آخر بسجن الجديدة. الحادث المأساوي أثار غضب عدد من موظفي السجون الذين عبروا عبر النقابة الوطنية للأطر المشتركة بالمندوبية العامة لإدارة السجون، على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي عن قلقها الشديد بخصوص درجة الاحتقان غير المسبوق التي أصبح يعيشها موظفو السجون جراء التمييز وبعض الإجراءات التعسفية والأخطار المحدقة بهم والاعتداءات المتكررة في حقهم، ناهيك عن التهميش الكبير من قبل الحكومة بصفة عامة، ومندوبية السجون بصفة خاصة، وأشارت إلى أنه يمكن أن يتقبل العقل السليم، أن حادث محاولة الانتحار بسجن الجديدة، يليه مباشرة حادث انتحار بسجن سيدي قاسم في أقل من أسبوع يكونان بمحض الصدفة أو لأسباب شخصية فقط. فالشخص الذي ينتحر أو يفكر فيه، يكون نتيجة تراكمات وضغوطات بالجملة، علما أن موظف السجن يقضي وقتا كبيرا من حياته داخل المؤسسة السجنية، وغالبا ما يكون ذلك على حساب الحياة الشخصية خارج الأسوار، اللهم إذا كان الانتحار ومحاولته نتيجة اضطرابات نفسية للموظف، وفي الحالتين تتحمل مندوبية السجون المسؤولية في ذلك، لأن جميع الموظفين العاملين بالمندوبية العامة يخضعون لمباريات انتقائية وتداريب وفحوصات طبية قبل ولوج الفضاء السجني، هذا الأخير يكون مرتعا للاكتئاب والأخطار والأمراض النفسية والعضوية نظرا لبيئته المنغلقة. ودعت مندوبية السجون إلى التفكير مليا في هذه الأحداث المتتالية وتحليلها بعمق، وفتح قنوات التواصل مع الموظفين بالشكل المطلوب الإدارية منها قبل النقابية، والاستماع إليهم ومواكبتهم نفسيا والدفاع عن مصالحهم وحقوقهم، والاعتماد على حكامة جيدة في الترقيات خصوصا منها الاستثنائية وإعادة النظر في سياسة التنقيلات، كما تدعو أيضا جمعية التكافل الاجتماعي لفائدة موظفي السجون إلى العمل على وضع تصور عام حول الوضعية الاجتماعية للموظفين وتسهيل الاستفادة من قروض الاستهلاك التي تظل شروطها تعجيزية نظرا لمبلغ الاقتطاع الشهري الذي يبقى مرتفعا مقارنة مع بعض الرواتب الهزيلة للدرجات المرتبة في السلالم الدنيا، وهو المطلب الذي استجاب له المندوب العام الذي قام بزيارات مفاجئة لعدد من السجون، كان آخرها سجون الجهة الشرقية، وذلك على غرار الزيارات التي قام بها، أخيرا، لمؤسسات بجهة طنجة تطوان الحسيمة، وجهة سوس ماسة، وجهة كلميم واد نون. وتأتي هذه الزيارات من قبل المندوب العام من أجل الوقوف على ظروف اعتقال السجناء، وكذا الاستماع إلى الموظفين وتلقي شكاواهم بهدف إيجاد حلول عملية فورية لمشاكلهم المهنية والأسرية والاجتماعية، وذلك في إطار سياسة القرب التي تبناها المندوب العام. كريمة مصلي

أسلحة حراس السجن… القنبلة الموقوتة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أسعد في الموسم الثاني من "10 في المائة"

"كومندو" من الدرك يعتقل عسكريا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات