فاتنات بصمن التاريخ

كاترين الثانية... أو كاترين العظمى هن نساء استطعن، بجمالهن وذكائهن، أن يحفرهن أسماءهن على مدى قرون، امتزج لديهن الذكاء بالجمال، فتولد الدهاء الذي قاد إلى حل مشاكل كبرى. وأضحين بذلك في ذاكرة التاريخ التي تزخر بقصصهن ومهاراتهن في الحكم والسيادة. هي الأميرة أوغستافر دريكا التي ولدت في 1729 في بروسيا (ألمانيا)، وترعرعت فيها إلى أن بلغت الثانية عشرة من عمرها حيث خطبت لابن أخ الإمبراطورة الروسية إليزابيث والتي عينت ابن أخيها بطرس خطيب الأميرة أوغستافر دريكا وليا للعهد وزوجتهما في روسيا وأقامت لذلك حفلا كبيرا استمر عده أيام. وعندما ماتت الإمبراطورة إليزابيث أصبح زوج الأميرة أوغستافر بطرس إمبراطورا على روسيا ولقب ببطرس الثالث وكان ضعيف الشخصية وينحصر اهتمامه في إشباع رغباته التي تسيطر عليه، خاصة النساء والخمر، ما شجعها على الاستقلال بشخصيتها عن زوجها فأطلقت على نفسها اسم الإمبراطورة كاترين الثانية واعتنقت المذهب الأرثوذكسي وتعلمت الروسية للتقرب من الشعب الروسي. وتمادت كاترين الثانية في طريق الاستقلال عن زوجها الإمبراطور بطرس الثالث مستغلة نفوذها في صفوف الجيش خاصة في سان بترسبورغ ومستغلة في ذلك جمالها وعلاقاتها المشبوهة مع قاده الجيش، فقد أشيع آنذاك أنها كانت عشيقة قائد حامية المدينة دون علم زوجها الغارق هو الآخر في ملذاته، تاركا الأمور على الغارب والشعب الروسي يعاني ويلات تسلط الجيش والإقطاع. تعرض الإمبراطور بطرس الثالث لعده محاولات اغتيال نجا منها بأعجوبة وكانت أصابع الاتهام تشير إلى زوجته كاترين الثانية التي عرف عنها طموحها الكبير للسيطرة على العرش، لكنها كانت في كل مرة تنفي الاتهامات والمحاولات التي كادت تطيح بالإمبراطور. وإثر هذه المحاولات لاغتيال بطرس الثالث اشتد النزاع بينه وبين زوجته وبين أنصاره وزوجته، وبدا خلاف الإمبراطور معها يظهر علنا وصار كل منهما يحيك المؤامرات ضد الآخر، إذ حاول بطرس الثالث الزج بزوجته في السجن إلا أنه تلقى بعض التهديدات من قادة الجيش الذين كانت تربطهم علاقات غرامية مع كاترين وكانت تستضيفهم في قصرها، ما اضطره للعدول عن إقالتها أو تطليقها أو زجها في السجن، أو حتى تجريدها من أي منصب، أو مسؤولية ولجأ إلى حياكة المؤامرات ضدها إلا أن شعبيتها التي كانت تتمتع بها في أوساط القادة العسكريين، خاصة في سان بترسبورغ جعلها تسرع إلى هذه المدينة لتضع التاج الإمبراطوري على رأسها مدعية أمام حامي المدينة أن الإمبراطور حاول قتلها وطلبت من عشاقها حمايتها فصدقوها وأمروا جنودهم بقسم الولاء لها . وفيما كانت كاترين تغتصب عرش روسيا وتحظى بولاء قادة الجيش، كان الإمبراطور بطرس الثالث زوجها في غفلة عن كل ما يحدث، غارقا في ملذاته، ولما علم بالأمر وقعت الأنباء عليه كالصاعقة فأفقدته صوابه وأدرك أنه إن لم يبادر إلى تمتين أسس عرشه، فإن السقوط أصبح وشيكا. وهكذا استلمت كاترين الثانية العرش الروسي بدون إراقة قطرة دم واحدة، ولكن ما إن كاد يستقر بها الحال في الحكم حتى بدا شبح الإمبراطور بطرس الثالث يطاردها عبر أنصاره المنتشرين في صفوف الجيش وكذلك الشعب الذين ساءهم ما حل بإمبراطورهم، لذلك قررت كاترين قتله فأرسلت لهذه المهمة جنرالين من ضباطها وهم اورلوف وباراتنسكي، حيث قاما بخنقه ولما وصل الخبر أسماع الإمبراطورة اخفت النبأ بادئ الأمر وفي اليوم التالي جمعت رجال الدولة ومستشاريها وأعلنت موت زوجها متظاهرة بالحزن عليه، وقالت لهم إن سبب وفاته نوبة مرض شديدة ألمت به بعد معاناته بسبب المرض منذ زمن بعيد . لم يصدق الشعب هذه الأكذوبة، خاصة أن الإمبراطور لم يكن يعاني أي مرض خطير، بل كانت صحته جيدة بشهادة أطبائه، ما أحدث بلبلة في صفوف الشعب سرعان ما انتقلت إلى صفوف الجيش، وعندما اشتمت الإمبراطورة رائحة التمرد، أمرت ضباطها المواليين لها بإجراء حمله تطهير في صفوف الجيش أدت إلى اختفاء الآلاف من الجنود والضباط المعروفين بولائهم للإمبراطور السابق، حيث كان مصيرهم، إما القتل، أو السجن، أو التسريح، إلى جانب ذلك قامت بحملة إرهاب في صفوف الشعب، إذ لم يعد احد يجرؤ على الكلام أو مخالفة أوامر الإمبراطورة. كريمة مصلي

فاتنات بصمن التاريخ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تأشيرة ألبانيا تؤرق الوفد المرافق للمنتخب

"بيجيدي"...أنا أو الطوفان!

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات