3 آلاف سائح جزائري زاروا أكادير في النصف الأول من السنة الجارية وإشادات بمستوى التطور سجلت مصالح المراقبة بالنقط الحدودية ارتفاعا في عدد الجزائريين الوافدين على المغرب، الذين يختارون المغرب وجهة لقضاء عطلهم. وأفادت معطيات المهنيين السياحيين بأكادير، عاصمة السياحة بجهة سوس، أن المدينة استقبلت، منذ يناير الماضي ما لا يقل عن 3 آلاف سائح جزائري، ما يمثل زيادة بنسبة 40 %، مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية. ويطالب المهنيون السياحيون بالمنطقة السلطات المغربية بضرورة فتح حوار مع مراكز القرار الجزائرية من أجل فتح خط جوي مباشر بين الجزائر العاصمة وأكادير. ويثير إقبال السياح الجزائريين حرجا للسلطات الجزائرية التي لا تخفي قلقها من اختيار الوجهة المغربية رغم القيود التي تفرضها وقرارها الأحادي بإغلاق الحدود مع الرباط، إذ رفضت الجزائر العديد من الإشارات التي بعثها المغرب من أجل إعادة الحدود بين البلدين. وتحاول السلطات الجزائرية التمويه على هذا الإقبال المتزايد لمواطنيها على المغرب، من خلال التكتم على المعطيات المتعلقة بمواطنيها الذين يزورون المغرب، رغم أن المسؤولين عن القطاع السياحي بالجزائر يقرون بتفضيل الوجهات الأجنبية على المواقع السياحية الجزائرية. لكن الهيآت المكلفة بتدبير القطاع السياحي الجزائري تركز أكثر على تونس باعتبارها الوجهة المفضلة للجزائريين وتتجاهل الوفود العديدة التي تحل بالمغرب، عبر وسائل النقل الجوية التي أصبحت الوسيلة المفضلة للفئات المتوسطة بالجزائر من أجل زيارة المغرب. وأرجعت السلطات السياحية الجزائرية تفضيل الجزائريين لوجهات أجنبية على المدن السياحية الجزائرية إلى ارتفاع الأسعار التي تفرضها المؤسسات الفندقية والمطاعم وغياب ثقافة سياحية لدى الفاعلين في القطاع، ما يجعل العديد من الأسر الجزائرية، خاصة المتوسطة الدخل منها، تفضل اختيار وجهات أجنبية مثل المغرب، التي توفر ظروف إقامة بجودة عالية وأسعار أقل من المستوى الذي تسوق به الخدمات السياحية داخل الجزائر. ويعتبر السياح الجزائريون من ضمن الوفود السياحية التي تنفق أكثر خلال مقامها بالمغرب، إذ أن نسبة كبيرة منهم تختاره، من أجل التسوق واقتناء منتوجات العلامات التجارية الدولية بأسعار لا يمكن الحصول عليها في بلادهم. وتعمل الجارة الشرقية على حث مواطنيها على زيارة الوجهات السياحية الداخلية أو على الأقل عدم التوجه نحو المغرب، خاصة أن عددا منهم يأخذون مقاطع فيديو أو صورا لعدد من المنجزات بالمغرب وينشرونها على صفحاتهم بشبكات التواصل الاجتماعي مشيرين في تعليقات حولها إلى الفرق الكبير بين مستوى التطور الذي وصل إليه المغرب رغم عدم توفره على نفط أو غاز طبيعي، مقارنة ببلدهم الجزائر، ما يخلف حرجا بالنسبة إلى السلطات الجزائرية. ويلعب البعد الاقتصادي والتجاري دورا أساسيا في تشبث السلطات الجزائرية بالاستمرار في إغلاق حدودها مع الرباط. عبد الواحد كنفاوي