أطاح بلاعبين ورؤساء

قاد ثورات ضد مسؤولين وافتعل أزمات وكشف المستور أصبح موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، سلطة مراقبة ومحركة للرياضة الوطنية عامة، وكرة القدم خاصة في الفترة الأخيرة، إذ أطاح برؤساء وقلب موازين مكاتب مديرية من جهة، فيما كان له الدور في زعزعة استقرار أندية من جهة ثانية، لذا اصطلح عليه اسم "الجيش الأزرق". وأخذ موقع التواصل الاجتماعي صبغة خاصة في الأشهر الأخيرة، إذ أعلن عنه مسرحا لحروب خفية بين "الإلترات"، ثم ساحة ل"كشف الفساد"، بدأت تؤثر بشكل ملحوظ في مسار الأندية الوطنية، كما حدث للرجاء والوداد الرياضيين وأولمبيك خريبكة والمغرب الفاسي والجيش الملكي وغيرها. بالمقابل، يؤكد بعض الرؤساء والمسؤولين، أن "فيسبوك" مرتع خصب لأشخاص يريدون تحريك المؤامرات أو الإطاحة بالأشخاص لغرض في نفس يعقوب، إذ يفضل غالبية مرتاديه إثارة البلبلة على فتح نقاشات جادة في قضايا آنية. مسرح بلاغات "الإلترات" ساهم "فيسبوك" في تحريك ما بات يسمى "الإلترات"، التي زادت حدتها وكثافتها في الأشهر الأخيرة، إذ باتت تعتبر الموقع مسرحا لبلاغاتهم وتدخلاتها وإصدار قراراتها، خاصة بعد منعها من طرف السلطات أخيرا. ومن "فيسبوك"، أطاحت جماهير برؤساء فرق، كما حدث مع الرجاء الرياضي أخيرا، فيما ضغطت على فرق أخرى لإعادة الأمور إلى نصابها كما وقع في الجيش الملكي والمغرب الفاسي. ولم تتوقف "الإلترات" عند هذا الحد، بل استفادت من "فيسبوك" لتنظم وقفات احتجاجية وصل عدد المشاركين فيها إلى عشرات الآلاف في وقت قياسي، وآخر مثال ما حدث أمام مركب الوازيس التابع للرجاء الرياضي، عندما طالبت عشرات الآلاف من الجماهير برحيل سعيد حسبان الرئيس الحالي للفريق. وباتت جماهير الكرة، تعتبر "فيسبوك" ساحة لكشف المستور و"فضح الفساد"، كما جاء في بلاغات عديدة لها، لا بل اعتبر سلطة بحد ذاته داخل الفرق. رؤساء اشتكوا من قوته ولم يتردد رؤساء الفرق الوطنية، في ندوات لهم أو خرجات إعلامية، من إعلان تخوفهم من الزخم الذي لقي "فيسبوك"، إذ اعتبروا أنه ساحة حرة من أجل صناعة المعارضة أو المؤامرة، للوصول لهدف ما. في آخر خرجة إعلامية له، أكد حسبان، رئيس الرجاء، أن من يحرك "فيسبوك" هم أشخاص ضد مصلحة الفريق، ويريدون ترؤس الفريق من أجل خدمة مصالحهم. وأقر حسبان أن من بين هؤلاء، بعض الأشخاص يدلون بآرائهم في الصفحة الخاصة بالنادي، غير أن الأغلبية تريد إثارة الفوضى، بإثارة قضايا لا أساس لها من الصحة. ولم يكن حسبان الوحيد الذي أثار هذه القضية، بل اعتبر رؤساء فرق أخرى، "فيسبوك" مكانا لكل الأفعال، التي يمكن أن تعود على الفرق الوطنية بالنفع في بعض الأحيان، لكن غالبيتها تضر بها. كاشف المستور ولأنهم لا يتوفرون على منابر حقيقية توصل أصواتهم، فإن غالبية الجماهير، والتي يمكن أن يبلغ عددها الملايين، تجد في "فيسبوك" مرتعا لطرح وجهات نظرها وتوجيه الانتقادات واللوم. وبات موقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، كاشفا للمستور بامتياز، إذ يمكن أن تجد فيه ما لا يمكن أن تجده في الحياة العادية، إذ سربت فيه وثائق خاصة بالنوادي، ثم عقود لاعبين لا يمكن الاطلاع عليها، بل كشف جوانب كثيرة من حياة اللاعبين الخاصة. وأثيرت في الفترة الأخيرة فضائح بالجملة للاعبين ومسؤولين، كشف عنها "فيسبوك" فأثارت ضجة واسعة، اضطرت معها المكاتب المسيرة للفرق والجامعة الملكية لكرة القدم للتدخل. الضحايا يسقطون تباعا اتهم الموقع الأزرق الوداد بالاستعانة بالشعوذة من أجل الفوز بالألقاب، ثم ورط الرجاء في قضايا داخلية أطاحت بالمكتب المسير السابق، مثل حالة مركز التكوين المزرية، وقيمة الانتدابات الخيالية، وإضرابات اللاعبين المتكررة بسبب عدم توصلهم بمستحقاتهم، فيما رفع ضغط الجمهور على إدارة الجيش من أجل إحداث تغيير جذري، بعد توالي النتائج السلبية، وأسقط رؤساء للمغرب الفاسي بسبب سوء التسيير ... وغيرها من الأمثلة. ولم يجد "فيسبوك" عناء في الإطاحة بلاعبين في أوضاع صادمة، إذ اخترق حياتهم الشخصية، وأتى بصور فاضحة، كانت سببا في إثارة البلبلة داخل فرقهم. ولم يستثن الموقع الأزرق اللاعبين الدوليين، كما حدث أخيرا عندما راج شريط فيديو للاعبين معروفين يتعاطون للشيشة في أحد الشواطئ الوطنية، ما أثار ضجة داخل الجامعة، التي اضطرت إلى التدخل لمعاقبة الفاعلين، بل ذهب حد كشف راتب الناخب الوطني السابق إريك غريتس، والذي كان من أسباب رحيله عن المنتخب. العقيد درغام

أطاح بلاعبين ورؤساء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"غارديانات" الشواطئ... هي فوضى!

حارس من الهواة بـ "الكاك"

مقالات ذات صلة