الصحراء في عهد الاستعمار … فرنسا تقر بمغربية الصحراء

الصحراء في عهد الاستعمار ... رؤية جديدة اختار المؤرخ المغربي جيلالي العدناني، زاوية جديدة، واتبع رؤية المؤرخ في كشف تفاصيل قضية تعود فصولها الأولى إلى سنوات بعيدة، فاختار العودة إلى بداية الاحتلال الفرنسي لشمال إفريقيا، وانطلق منها، ليخلص إلى حقائق جديدة أكدت مغربية الصحراء، في كتابه الجديد الذي حمل عنوان "الصحراء في عهد الاستعمار.. رؤية جديدة حول القضايا الترابية"، استنادا إلى بحوث علمية استقاها الأستاذ المختص في التاريخ الاجتماعي والديني من أرشيفات ووثائق رفعت عنها السرية من إكس أون بروفانس والأرشيف الدبلوماسي لنانت ولاكورنوف ومن مركز كولوبا بباماكو والأرشيفات الوطنية بداكار. إعداد: هجر المغلي تسمية "الصحراء الغربية"، التي تمتد من واد نون إلى منطقة أدرار، تعني في التسميات المعاصرة ذلك الفضاء الذي كان يسمى، خلال الفترة الاستعمارية "الصحراء الإسبانية"، التي كانت تشمل في ما مضى موريتانيا الحالية وأحيانا المناطق الصحراوية الممتدة من الجنوب المغاربي إلى غاية الحدود مع السودان، ما جعل الحدود الحالية للصحراء الغربية متغيرة وحدودها متأثرة بعدم الاستقرار الذي طغى على إحداثها. وفي السياق ذاته، ذكر العدناني، أن الحدود الحالية لهذه المنطقة تمت بطريقة سرية وتمت إعادة تصميمها وفقا للمعاهدات والاتفاقيات التي ربطت الفرنسيين والإسبان بغرض تقليص رقعة المقاومة التي كانت تنطلق من الأطلس المتوسط والكبير وتمتد إلى منطقة أدرار، مشيرا إلى أن الفرنسيين ندموا، بعد 1934 على تفويت جزء من الصحراء إلى إسبانيا، وفق الاتفاقيات التي تكثفت بين البلدين بعد ذلك التاريخ. وفي محاولة منه للإجابة على سؤال "كيف تم خلق الصحراء الغربية؟"، انطلق العدناني بالتساؤل "كيف يمكن عدم الربط بين مشكل الصحراء الذي تحدثه اليوم الجزائر وبين واقع أن معظم أراضي الصحراء موضوع الخلاف كانت محتلة من قبل الجزائر المحتلة؟"، ليعترف بعدها أن "الحقيقة هي أكثر تعقيدا مما يبدو من خلال هذه الملاحظة"، ذلك أن الصحراء الغربية هي نتاج تقدم عسكري منظم للقوات الفرنسية في الشمال وفي الشرق التي كان يطلق عليها اسم "الجزائريين" في الأدب الاستعماري، وبين قوات فرنسا في الجنوب التي كان يقودها حاكم إفريقيا الغربية الفرنسية، علما أنه، وفقا لوزير المستعمرات آنذاك، دومينيك دوميرج، كان لقائد المناطق الجنوبية بالجزائر دور محدود في هذه العملية. وإذا ما تمت المقارنة بين الصحراء الإيطالية والإسبانية والفرنسية، تفوقت الصحراء الغربية في مجال الجغرافية السياسية، ذلك أن فكرة الصحراء الغربية كانت مدعومة من الجنرال ليوطي حتى قبل انعقاد مؤتمر الجغرافيين سنة 1930 بمقر جامعة محمد الخامس الحالي، غير أن مفهوم الصحراء الغربية، كان في المقابل غائبا في المؤلفات التي تعرضت لمقاومة القبائل المغربية، فبالنسبة إلى السلطات الفرنسية التي استقرت سواء في الرباط أو في دكار، كانت المقاومة وهوية القبائل المقاومة مغربية. "وعليه ألا يجعل واقع أن هذه المقاومة المغربية، التي شملت مناطق أكادير وتيزنيت وعقا وبلغت هجماتها حدود النيجر، تعكس هوية هذا الفضاء والمناطق"، يتساءل المؤرخ المغربي الذي أكد أن كل الوثائق والأرشيف الفرنسي تدل على مغربية تلك المناطق، قبل أن يتم تقسيم القبائل بعد إخضاعها، إلى قبائل مغربية التي تشمل، حسب المستعمر، قبائل تكنة وولاد بوسبع والعروسيين، والايزرجيين، وأخرى سودانية، ثم أخيرا قبائل الصحراء الإسبانية، علما أن قبائل الركيبات وولاد دليم، تم تصنيفها في الآن ذاته، قبائل مغربية، وموريتانية، وحتى سوادنية بالنسبة إلى قبائل الركيبات. واستنادا إلى التقسيم الجديد، كان فرنسيو الجزائر يرون في الصحراء الغربية جزءا من الصحراء الجزائرية في مقابل الصحراء المغربية، التي كانت تشمل مناطق بشار وتندوف وتافيلالت.

الصحراء في عهد الاستعمار … فرنسا تقر بمغربية الصحراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

زويل... رحيل عبقري الكيمياء

اشتـغـلت حـمـالا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات