اشتـغـلت حـمـالا

لعلو... مسارحارس استثنائي يروي عبد اللطيف لعلو ، الحارس السابق للمنتخب الوطني، تفاصيل عن حياته ومعاناته خلال الطفولة، إذ اضطر للإقامة في الخيرية باع العصافير لشراء لوازم الدراسة < هل يمكنك أن تحكي لنا عن الكيفية التي تم بها اكتشافك؟ < شاركت رفقة فريقي الصف في دوري الأحياء لأقل من 14 سنة "الشاطئ"، وكان من الدوريات التي تنظم بطريقة احترافية، وتشارك فيه جميع الأحياء بسلا، وخضنا فيه المباراة النهائية أمام فريق سيدي موغيت، وكان يشرف علينا المدرب عبد الهادي لغنيمي رحمه الله، وتم اختياري أفضل حارس وأهديت لي صورة الحارس العملاق ياشين، وكانت بمثابة أجمل هدية تلقيتها في بداية مساري الرياضي، وهي صورة بالأبيض والأسود، يظهر فيها أنه يصد إحدى الكرات في كأس العالم 1966، ويقول لي على شكل عبارة مكتوبة على الصورة إذا واصلت في هذا المنوال سيكون لك شأن كبير في كرة القدم. وبتلك الصورة وقعت للجمعية الرياضية السلاوية. < هل تدرجت في جميع فئات الفريق السلاوي؟ < نعم لعبت لجميع فئات الفريق، ولعبنا بطولة الغرب وبطولة المغرب لفئة الصغار، وتمكنا في السنة الأولى من تحقيق اللقب وكان ذلك سنة 1968، ثم في موسم 70/69 لعبت مع الفتيان والشباب، رغم صغر سني. < ما مصير دراستك في تلك الفترة؟ < تعرفت في هذه المرحلة على إخوان ولاعبين كبار تربيت معهم، لكن بالموازاة مع الكرة تمكنت من الحصول على شهادة "البروفي" بميزة جيدة، والتوجيه بعد ذلك للدراسة في إحدى المؤسسات التعليمية بالرباط، وكان تعليمي ينصب على دراسة العلوم الرياضية. < ألم تمنعك والدتك من الكرة بسبب الدراسة؟ < أعتقد أن الفترة التي قضيتها بالخيرية مكنتني من تكوين شخصيتي، والتي مكنتني بفضل الناس الذين أشرفوا على تكويني من تحمل مسؤوليتي دون أن أثير مشاكل لوالدتي. وبعد رجوعي إلى المنزل بسبب إلحاح أفراد عائلتي من أعمامي وعماتي على التكفل بدراستي وأسرتي رفقة إخوتي، لرفضهم أن أعيش في الخيرية بحكم أنني أحد حفدة الحاج محمد لعلو، لم يكن هناك مجال للاعتراض، لأنني كنت أعرف ما ينتظرني في الحياة. < كيف كنت توفق بين الدراسة والكرة؟ < هناك شيء مهم يجب أن تعرفه، أنني كنت أساعد والدتي في تحمل عبء ومشقة الحياة، إذ كنت في ستينات القرن الماضي رفقة أصدقائي أشتغل في السوق في حمل صناديق الخضر والفواكه لتوفير درهم أو درهمين لأعطيها لوالدتي لأشتري بها الكتب أثناء الدراسة، وكنت كذلك أشتغل في الضيعات المنتشرة بضواحي سلا، و أصطاد العصافير وأبيعها لتوفير بعض المال، وهذه الأمور تعلمتها في الخيرية. كما كنت أحصل على بعض المال من كرة القدم وكنت أوفر بعضه لأشتري الثياب والكتب للدراسة. < متى التحقت بفريق الكبار؟ < التحاقي بالكبار كان في سن17، وكان ذلك عن طريق الصدفة. < ماذا تقصد بالصدفة؟ < قبل انطلاق موسم 1971/1970 بحوالي أسبوع أضرب جميع حراس الفريق السلاوي الذي كان يمارس بالقسم الوطني الثاني، وكان يرغب في المنافسة على الصعود إلى القسم الأول، وكان آنذاك في هذا المركز حراس من المستوى العالي، وإمكانية التحاقي بالفريق الأول مستحيلة مع وجودهم، ويتعلق الأمر ببندحمان والوزاني والتباتي وحفيظ حجي، الذي كان الحارس الرسمي وكان يكبرني بسنتين، والجمهور السلاوي يلقبه بسيب مايير نسبة للحارس الألماني الشهير، إلا أنهم أضربوا ورفضوا التدرب والاستعداد مع الفريق، غير أن عبد المجيد بلحسن، وهو أحد أعضاء المكتب بالجمعية السلاوية، قال لهم إنه يعرف من سينقذ الفريق من هذا الوضع، بحكم تتبعه لفئة الشباب التي كنت أمارس ضمنها، ولم يصدقه المكتب عندما قال لهم إنه يوجد بالفريق، إلى أن أخبرهم أن لعلو بإمكانه أن يكون الحارس البديل ذاك الموسم. < كيف كان التحاقك؟ < كان هناك مشكل أساسي لألتحق بفئة الكبار وسني لم يتجاوز 18 سنة، إذ كان على الفريق أن يستخلص لي رخصة تدعى ب"رخصة القوة" من جامعة الكرة، والتي تؤكد قدرتي البدنية على حمل قميص الكبار، ولا يمكن استخلاصها إلا بعد التوصل بشهادتين طبيتين من طبيبين مختلفين يؤكدان قدرتي على اللعب للكبار، وحصلت عليها. صلاح الدين محسن والاشتغال في العديد من المجالات قبل أن يلتحق بالفريق السلاوي لتفتح له أبواب المنتخب ومعها أبواب الشهرة...

اشتـغـلت حـمـالا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصحراء في عهد الاستعمار ... فرنسا تقر بمغربية الصحراء

الصـــنــعـــة

مقالات ذات صلة