الصحراء في عهد الاستعمار… رؤية جديدة (3)

فروض الطاعة والولاء تطورت الاستكشافات الجغرافية الخاصة ب»المغرب الصحراوي» من خلال ثلاثة محاور إستراتيجية أساسية، تطرق إليها أبرز المستكشفين الأوربيين الذين شدوا الرحال إلى شمال إفريقيا بغية البحث عن مناطق جديدة، أو خالية خدمة لمصالح الدول التي ينتمون إليها الهادفة إلى إيجاد موطئ قدم يسير يضاعف مستعمراتها ومحمياتها. أول هذه المحاور، يقول المؤرخ المغربي المختص في التاريخ الاجتماعي والديني، يهم محور طنجة موكادور، الذي اتبعه أساسا أوغيست بوميي، ترجمان سابق بمدينة طنجة، وعاد إليه من جديد روبيرت أرنود، قبل أن يستقر في إفريقيا الغربية التي تحولت إلى مستعمرة فرنسية. ثاني المحاور التي وقف عليها المؤرخ المغربي أثناء إعداد مؤلفه، كان المحور، الذي ينطلق من وهران، باتجاه الغرب، مرورا بتبلبالة، وبعدها تيزنيت، ومنها إلى جنوب تمبكتو. هذا المحور يضيف عدناني، تمت إضافته إلى انطلاقات من المغرب الشرقي ومن الأطلس المتوسط المغربي. أما المحور الثالث، الذي كان المحور الأكثر خطورة، فكان ينطلق من طرابلس، مرورا عبر غدامس، «ذلك أن كل المستكشفين الذين سلكوا هذا المحور لقوا حتفهم مقتولين، وحدهم الذين اختاروا سلك الطريق الرابطة بين المغرب والسودان الغربي، من تمكنوا من عبور الصحراء، ذلك أنه راج أن المستكشف دوفيريي نصح أحد أصدقائه بالمرور عبر المغرب، باعتباره بلدا آمنا، بغية التمكن من عبور الصحراء». ضرورة المرور عبر المغرب للتمكن من عبور الصحراء، تعكس حقيقة مغربية الصحراء، التي وردت في العديد من وثائق الجمعيات الجغرافية، منذ نهاية ثمانينيات القرن 19. هذه الحقيقة تظهرها أيضا عمليات اعتقال تعرض لها المستكشفون الأجانب في الصحراء، اضطروا إثرها إلى التفاوض مع السلطات المخزنية للإفراج عنهم، كما وقع لكاتيلبار حين كان مكلفا باستكشاف الموارد المائية بالصحراء لصالح السلطات الإسبانية، فيما تمكن أوسكار لانز من القيام برحلته وبلوغ تيندوف وتمبكتو بفضل رسائل التوصية التي حصل عليها من عند السلطان مولاي الحسن، كانت موجهة بالأساس إلى قادة قبائل الأقاليم الصحراوية، مستفيدا بذلك من نظام الحماية التقليدي، ما جعل السلطات الفرنسية تطلب شهورا بعد ذلك، تدخل السلطان المغربي وبعثه رسائل توصية مماثلة، بالأقاليم الحدودية، قصد تمكين مستكشفيها الراغبين في دراسة إمكانية إحداث طريق للسكك الحديدية عابرة للصحراء. وخلص الأستاذ عدناني، بالتالي، ومن خلال مقارنته بين الاستكشافات الجغرافية المنطلقة من المغرب، أو من البلدان المغاربية الأخرى، إلى انعدام الأمن بالأخيرة، وتظهر في المقابل تأثير السلطة السلطانية على عامل الاستقرار بالمناطق الصحراوية، التي تقدم لها فروض الولاء في المقابل. «هذه المناطق نفسها، كانت السلطات الاستعمارية تصر على وصفها بمناطق معارضة للحكم السلطاني»، يضيف عدناني، الذي نبه إلى أن وصف هذه المناطق ب»المعارضة»، يبرهن أيضا على نوع من الروابط بينها وبين السلطة الحاكمة، وطريقة من طرق الإدارة الخاصة ب»الفوضى المنظمة». هجر المغلي

الصحراء في عهد الاستعمار… رؤية جديدة (3)

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فضيحة تزوير تهز سفارة خليجية

مربى "الهندية" مفيد للحمية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات