كدت أستسلم للكساد العام في 1948

أكوزال... سيرة ثري عصامي يعد مولاي مسعود أكوزال، واحدا من أوائل رجال الأعمال المغاربة، الذين طالما أثارت حكايات صعودهم وكفاحهم في بناء الصناعة الوطنية بعد الاستقلال، اهتمام أجيال، لذلك، لما بلغ من العمر عتيا، ارتأى أن ينشر سيرته، ليكون واحدا من بين قلة من رجالات المغرب الرواد الذين اقتنعوا بجدوى تقاسم تجربتهم مع الجميع. اختار مولاي مسعود أن ينخرط في لعبة الاسترجاع مع محمد نبزر، الصحافي في "المحرر" ثم "الاتحاد الاشتراكي"، ابتداء من 2010، لتثمر العملية في 2015، كتابا بعنوان "مولاي مسعود أكوزال... رجل من أعلام الجهادين".إعداد: امحمد خيي تعرف على تقنيات التعبئة العصرية لدى التاجر "شابلان" و"النسر" أول علامة تجارية في 1948 حلت موجة كساد بالمغرب كاد معها مولاي مسعود أكوزال أن يستسلم، إذ يقول: "تابعت تجارتي في زيت الزيتون بطريقة تقليدية في حي البرادعية، وفي عام 1948 حل كساد بالبلاد، واحترت لبعض الوقت في تحديد ما يمكنني أن أعمل، حتى أن بعض أقاربي تجرؤوا وقالوا لي: الأفضل لك أن تذهب إلى إداوكنيضيف، لديك بستان للفلاحة ولديك خدم، سنرسل إليك كل ما تحتاجه، تزوج وارع الأرض ووالدتك".لم يتقبل التاجر الشاب مولاي مسعود ذلك الكلام، بل انتابه غضب شديد، ورد على أقاربه بحدة قائلا: "اتركوني وشأني، لقد ابتعدت عن كل ما ترك والدي رحمه الله، ولا أتصرف إلا في ما يخصني، ولم أطلب منكم شيئا، فماذا تريدون مني؟".يعترف مولاي مسعود، أنه عاد فعلا إلى إداوكنيضيف بعد مدة، ليس من أجل التحول إلى الزراعة المعيشية، بل من أجل الزواج واستشارة والدته الحاجة "خليجة" التي كان شديد الارتباط بها، إذ يقول: " فحللت بإداوكنيضيف من أجل الزواج وإحضار والدتي إلى مكناس. فقد كان الابتعاد عنها يؤرقني، خاصة وأنه إلى جانب التعلق الشديد بها، كانت سندا قويا لي في حياتي بحكمتها وبعد نظرها"، وبفضل نصائحها ودعائها يزول غمه ويتجاوز الصعاب.إن الفكرة الأساسية التي استبدت أساسا بمولاي مسعود حينها هو كيفية الانتقال من التعبئة التقليدية لزيت الزيتون إلى العصرية لزيت المائدة، فيحكي قائلا: "كان هدفي الجديد وقتها الانتقال إلى تعبئة الزيت. كنت أعرف تاجرا بمكناس يدعى شابلان يبيع الزيت في الزجاجات، ولاحظت الإقبال الواضح عليه، فذهبت إليه لاستطلاع الأمر، استقبلني وقال لي أن أعود في الثانية عشرة زوالا لأرى ما أريد".عاد الفتى مسعود وكان سعيه معرفة كيف يغسلون الزجاجات وكيف يملؤونها، وبعد الاطلاع على طريقة الاشتغال "شرعت في توسيع نشاطي بحي الحمامصية في محل للبيع بالجملة مازال قائما إلى الآن، إذ اشتريت الآلات واعطيت قيمة مضافة لنشاطي، لتكون 1949 سنة الشروع في غسل الزجاجات وتعبئتها بزيت المائدة، فاخترت اسم "النسر" علامة تجارية، وكنت أشتري الزيت من فاس لدى شركة "لاسيوم فاس" ومن الدار البيضاء لدى "سيبو" و"كاليا"، و"زيوت صابون المغرب"، و"لوسيور" التي سأصير من المساهمين فيها مع بداية الستينات، وتوليت وكالتها بمكناس". انزلاق دابة كبور من بين ما يتذكره مولاي مسعود، أنه بعد التعبئة، توضع الزجاجات في صناديق خشبية وتوزع بواسطة عربات تجرها الدواب، وتبعا لحاجيات العمل، شرع يصنع السدادات والصناديق، وكان أن حدث ذات ليلة، أن انزلقت الدابة التي كان يسوقها "كبور"، (أول من اشتغل معه منذ بداياته إلى حين تقاعده في التسعينات سائقا لشاحنات مولاي مسعود)، في عقبة "كابولا" بحي حمرية، فضاع مجهود ليلة كاملة.بعد ذلك قرر مولاي مسعود شراء شاحنة سعتها ثلاثة أطنان، وصار يشتغل بها، وبدأ يوسع اليد العاملة، بتوظيف 12 امرأة و4 شباب، فكانت الانطلاقة الفعلية، غير أن التجارة والصناعة لم تشغله عن الهم الأساسي لكل المغاربة آنذاك: معركة التحرير والاستقلال، التي قرر المساهمة فيها بدعم تنظيمات المقاومة وجيش التحرير، وهو ما سيأتي ذكر تفاصيله في الحلقات اللاحقة.

كدت أستسلم للكساد العام في 1948

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رينار يبحث عن مباراة بأوربا

جزء من تاريخ الشاوية مهمل في "الكارتون"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات