لم يتقبل كثير من مرتادي شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الثلاثاء الماضي، ما حدث خلال الجلسة البرلمانية الخاصة بالتصويت الشكلي لتزكية أعضاء المحكمة الدستورية الذين تم التوافق عليهم مسبقا، سيما اللحظة التي صوت فيها العدالة والتنمية على مرشح غريمه الأصالة والمعاصرة، ورد رفاق إلياس العماري بالمثل.وفي هذا الصدد، انتشرت رسوم و"هاشتاغات" في شبكة التواصل الاجتماعي حول "تحالف البام وبيجيدي"، مرفوقة بانتقادات لاذعة للحزبين، حول تصويتهما على بعضهما البعض، وللبرلمان برمته، سيما لما حضر النواب بكثافة على غير عادتهم في باقي جلسات التصويت على القانون.وانبرى بعض الذين لم يتقبلوا المشهد يبثون تدوينات من قبيل "التحكم يصوت على الظلام والظلام يتحالف مع التحكم، فعلى من تضحكون"، في إشارة إلى الألقاب والمصطلحات المستعملة في المعارك الكلامية للحزبين.وفيما سجل بعض النشطاء الفيسبوكيين أن التفسير الوحيد لحضور البرلمانيين بكثافة إلى الجلسة هو أن الأمر يتعلق بتوزيع مناصب جديدة على الأحزاب ممثلة في مقاعد المحكمة الدستورية، قالوا إن تبادل التصويت بين الأغلبية والمعارضة على مرشحيهم لمناصب المحكمة الدستورية لا يستساغ ويظهر الأحزاب وكأنها منخرطة في تمثيلية جماعية رديئة الإخراج.ولم تتوقف الانتقادات عن حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، بل امتدت أيضا إلى أحزاب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني للأحرار، التي تقاسمت في ما بينها المقاعد بمباركة باقي الأحزاب، ووصف الفيسبوكيون العملية بلعبة "عطيني نعطيك".وأحال مرتادون آخرون على التجربة الإسبانية، التي تشهد أزمة سياسية منذ أشهر وفشل متواصل في تشكيل الحكومة، بسبب تقارب أصوات الأحزاب، وتشبث كل واحد بمبادئه ومرجعيته، عكس المغرب، حيث تشكل تحالفات غير منسجمة، تحت تبرير "مصلحة الوطن"، ما جعل الفيسبوكيين يتساءلون هل ضاعت مصلحة الوطن في إسبانيا لرفض الأحزاب نسج تحالفات هجينة.يشار إلى أن جلسة التصويت على المرشحين لعضوية المحكمة الدستورية من قبل البرلمان، شهدت في مجلس النواب انتخاب المحامي محمد بنعبد الصادق عن حزب العدالة والتنمية، وعبد العزيز الحافظي عن التجمع الوطني للأحرار، ومحمد المريني عن حزب الاتحاد الاشتراكي، وفي مجلس المستشارين أفرزت النتائج فوز نذير المومني، مرشح حزب الأصالة والمعاصرة، والحركي محمد الجواهري، والمحامي الاستقلالي محمد الأنصاري.امحمد خيي