اعترف إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بضعف حزبه وعدم قدرته في الوقت الراهن على مسايرة وتيرة الأحزاب الأخرى بالمنطقة الشمالية، خاصة بطنجة إذ يبقى دور مرشحيه ثانويا في أغلبية المجالس سواء الحضرية أو القروية.وذكر لشكر، الذي حل، الجمعة الماضي، ضيفا على بيت الصحافة بطنجة، أن حزبه بصدد إعادة البناء، وأنه يستعد لانطلاقة جديدة تؤسس لمرحلة يسودها الاستقرار والازدهار، مؤكدا في الوقت نفسه أن نجاح أي حزب لا يقاس بعدد مرشحيه واستمراره في التسيير والتدبير، مبررا كلامه بحزب العمال البريطاني، الذي يحظى بتاريخ عريق، إلا أنه، يقول لشكر، بدوره مر بفترات عرف خلالها تراجعا ملحوظا، نهض من بعدها واستطاع أن ينطلق من جديدة نحو الزعامة. وأوضح لشكر، وهو يرد على أسئلة الحاضرين، أن الاتحاد الاشتراكي، ومنذ الاستقلال، كان على رأس عدد من المؤسسات النقابية والثقافية والإعلامية والحقوقية، وقاد كذلك مرحلة التناوب، التي قام فيها عبد الرحمن اليوسفي بإنقاذ البلاد من السكتة القلبية، إلا أن الحزب، يوضح لشكر، لا يرتكز على الزعامة الشخصية التي لم تعد البلاد في حاجة إليها، بل يهدف إلى ترسيخ الزعامة الحقيقية للاتحاد الاشتراكي، والعمل على وضعه في المكانة التي يستحقها.وفي رده عن سؤال حول مقارنة حزبه بحزب العدالة والتنمية، ذكر لشكر أنه لا يمكن المقارنة بين حزب عريق له تاريخ طويل، وبين حزب لا يمكن أبدا أن يكون نموذجا للمغاربة، مشيرا إلى أن عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية ورئيس الحكومة الحالي، سبق له أن كان عضوا داخل الاتحاد الاشتراكي، وأنه كان زميلا له في الكلية. وعن الاستحقاقات المقبلة، قال لشكر إنها "مرحلة صعبة وعسيرة، سيما أن الأمور ساءت بين الأحزاب، إذ يجب الجلوس إلى الطاولة للتوافق حول القضايا الكبرى، حتى يتحمل الجميع المسؤولية خلال الفترة المتبقية، وتمر هذه الاستحقاقات في جو من النزاهة والشفافية ونبذ كل أشكال الغش". وفي ختام هذا اللقاء، الذي نظم تحت عنوان «الراهن المغربي والانتظارات السياسية في أفق الاستحقاقات الانتخابية التشريعية المقبلة»، تحدث عما تناولته بعض المنابر الإعلامية بخصوص قضية «ابتسام لشكر»، معتبرا ذلك تضليلا وتغليطا للرأي العام، لأن الأخيرة لا تربطه بها أي علاقة، لا من قريب ولا من بعيد، وأنه يختلف معها جذريا، وما يجمع بينهما هو تشابه الألقاب فقط.المختار الرمشي (طنجة)