صفحات من تاريخ الوداد أسس نادي الوداد الرياضي عن طريق رجل نذر نفسه للنادي وللرياضة، رجل خرج من المدينة القديمة بالبيضاء وسافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته قبل أن يعود ويقرر رفع الظلم عن المغاربة الذين كانوا ممنوعين من ولوج النوادي البيضاوية بسبب قوانين فرنسا. هو الحاج محمد بن جلون، الأب الروحي والرئيس المؤسس للوداد الرياضي.سنحاول في حلقات أن ننبش في تاريخ هذه الشخصية والكشف عن الكثير من أسرارها، من خلال لقاءات مع نجله شاكر وزيارة إلى منزل العائلة بالمدينة القديمة....إعداد: أحمد نعيم في غمرة المحاولات التي كان يبذلها المؤسسون للوداد للحصول على الترخيص من السلطات الفرنسية، وفي اجتماعات تأسيس النادي، طرح مشكل الاسم الذي سيطلق على النادي الجديد.يقول شاكر بنجلون، نجل الحاج محمد أنه رغم الاهتمام الكبير الذي كان يوليه كل المقاومين المجتمعين في منزلنا لمسألة الحصول على الترخيص فإن الاسم ظل دائما يشكل بعض اللبس، لكن الوحيد الذي كان دائما لا يولي اهتماما لهذا الأمر هو والدي الذي كان يقول أن كل شيء بأوانه".بعد آخر اجتماع والذي دعا إليه الحاج محمد بن جلون، يقول شاكر، حضر أحد الأشخاص (يقول شاكر إنه لما يتذكر اسمه جيدا رغم أن حاول في الكثير من المرات السؤال عنه) متأخر إلى الاجتماع وعندما سألوه عن الأمر أخبرهم أنه كان فيلما سينمائيا جديدا لأم كلثوم اسمه "وداد" وتزامن مع هذا الجواب إنطلاق زغرودة من أحد البيوت المجاورة لمكان الإجتماعتتفاءل بها المجتمعون، ليتقرر الإعلان عن الاسم "الوداد".وحسب شاكر فإن والده أبدى بنجلون تأييده لاختيار هذا الاسم رغم أن البعض أبدى تحفظات كثيرة حوله ليتقرر عقد اجتماع ثان في منزل الحاج محمد بن جلون قرب مسجد "ولد الحمراء" ليتم التصويت بالإجماع على المقترح.تمت الموافقة على الاسم بعد عقد الاجتماع الذي سمي بالجمعية العمومية، وكان اختيار اسم الوداد الرياضي اسما للنادي بدون إدراج كلمة البيضاوي لأن النادي يمثل جميع المغاربة وليس فقط سكان الدار البيضاء.وحسب شاكر بنجلون فإن الجميع بات يبحث عن السينما التي تعرض فيلم "وداد" لأم كلثوم لمشاهدته والاستماع إلى أغانيها، وكانت في تلك الفترة سينما "مدينة" وسط المدينة القديمة قرب جامع الشلوح هي التي تعرضه وكانت تعرف ازدحاما شديدا بعد اختيار اسمها لهذا النادي الكبير.والفيلم من إنتاج 1935، هو أول أفلام أم كلثوم وأخرجه المخرج الألماني فريتز كرامب، فيما تكلف بكتابته شاعر الشباب أحمد رامي.