“معالم في الطريق” دستور الشبيبة الإسلامية

الشـــادلــي... بقلب مفتوح كنا صفحة بيضاء حينما كنا نتلقف فكر سيد قطب خاصة مفاهيم الولاء والحاكمية كان أول ما ينصح به المنخرط في الشبيبة الإسلامية التوجه إلى حي الأحباس من أجل اقتناء كتاب السيد قطب، إذ مثل كتاب "معالم في الطريق" دستورا حركيا، وكنا نحفظه. وخلال اجتماع الخلية يشرع الأمير في تلاوة الكتاب فصلا بفصل، ويشرح مضامينه، من قبيل "جيل القرآن الفريد" "الاستعلاء على الإيمان"... وكنا نتلقف كل الأفكار التي تتم إثارتها، علما أننا كنا صفحة بيضاء، حينها، وكان أول شيء أخذناه في حياتنا الحركية والإسلامية فكر السيد قطب والمفاهيم الذي جاء بها، خاصة مفاهيم الولاء والحاكمية.ويفرض على كل شاب التوفر على "معالم في الطريق" والكتب الأخرى. وتتم مناقشة هذه الكتب، أحيانا، في المساجد ما بين العشاءين، إذا لم نتمكن من الاجتماع بالكهف (المصطلح الذي كان يطلق على مكان الاجتماع)، مثل المسجد المحمدي أو مسجد السنة، وكان أحد قياديي الشبيبة الإسلامية يختار شخصين أو ثلاثة من المصلين ويخرج كتاب السيد قطب "معالم في الطريق" من جيبه ويشرع في إطلاعهم على محتوياته ومضامينه مع شرح مراميه، وذلك بالقرب من إحدى سواري الجامع. ولم تكن تتجلى لنا، حينها، مفاهيم ومرامي أفكار السيد قطب، التي تتلخص في تغيير أنظمة الحكم والجهاد في سبيل الله لتكريس الحكم بما أنزل الله، ولم نكن نحط بكل هذه الأهداف، خلال تلك الفترة. وكان ينحصر أفقنا في الاطلاع وحفظ أفكار السيد قطب، وفي الواقع لم تتجل، بعد، مرامي الصراع مع النظام، بل كان ينحصر صراعنا مع التيار اليساري فقط.عبد الواحد كنفاوي محاربة النظام كنا نقرأ أفكار السيد قطب على المستوى الحركي المفاهيمي فقط، لكن لم نصل إلى التطبيق الواقعي لفكر السيد قطب كما حدث بمصر، حيث أنشئت خلايا وجماعات تتكلف بالاغتيالات، مثل محاولة اغتيال جمال عبد الناصر، وقتل السادات من قبل الضابط في الجيش المصري أحمد شوقي الإسلامبولي، وكل هذه الجماعات كانت تنهل من فكر السيد قطب. ولم نصل في المغرب إلى هذا المستوى، إذ أن صراع الشبيبة الإسلامية كان موجها إلى قوى اليسار، علما أن السيد قطب لم يكن يركز على التيارات اليسارية، بل كان فكره ينصب على بناء المجتمعات الإسلامية على أساس الحكم بما أنزل الله. وكان يعتبر أن أس المشاكل التي تعرفها المجتمعات الإسلامية هو تغييب شرع الله، بمعنى أنه كان يدعو إلى محاربة النظام، ولم يكن هذا الأمر مطروحا لدينا في الشبيبة الإسلامية، فلم يكن يتم التطرق إلى مواجهة النظام سواء من قبل عبد الكريم مطيع أو من ينوب عنه، فلم نكن نتحدث عن الملك أو الوزراء أو الجيش حينها، فكانت كل هذه الأمور مغيبة في اجتماعاتنا، إذ كان التركيز ينصب على مواجهة التيارات اليسارية والشيوعية. فكانت توزع علينا مناشير تتضمن سبا لليساريين، وتوزع علينا بعض السلاسل (سلاسل الدراجات النارية) والسكاكين، وأحيانا كنا نقصد الثانويات ونحن نحمل في محفظاتنا هذه الأشياء وبعض المنشورات التي سنوزعها.

“معالم في الطريق” دستور الشبيبة الإسلامية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خواطر ليريس

سينما "مدينة" وأم كلثوم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات