تفعيل الخط 19 بسلا… وصفة مناسبة للجرائم

ارتفاع عدد الموقوفين وربط الخدمة بسيارات النجدة في الشارع العام إنجاز: عبدالحليم لعريبي هي خدمة جديدة لم يمر على تفعيلها سوى ثلاثة أشهر ونصف بسلا والرباط، ومن المنتظر أن يتم الشروع في العمل بها بتمارة ومراكش، في انتظار تعميمها على الصعيد الوطني. وتتمثل هذه الخدمة في إحداث وحدات بالشارع العام وربطها بالخط 19 بواسطة سيارات متنقلة للنجدة جرى توزيعها على جميع الأحياء. وأظهرت إحصائيات رسمية ارتفاع عدد الموقوفين منذ تجريب الوصفة الجديدة، التي تروم بالأساس إلى اختصار الحيز الزمني في الوصول إلى مكان الجريمة، وبضرورة بقاء الضحايا أو الفضوليين مع الخط أثناء المكالمة من أجل تحديد أوصاف المتورطين، والوصول بسرعة. المكان مقر المنطقة الأمنية الإقليمية بسلا، حيث كانت الساعة تشير إلى الساعة السابعة مساء أراد عبد الحليم بن رشيد رئيس الهيأة الحضرية بالمدينة، إجراء اختبار مفاجئ من هاتفه المحمول للوحدة المتنقلة الجديدة لسيارات النجدة التي جرى تفعيلها قبل ثلاثة أشهر ونصف ربط المسؤول الأمني الاتصال بالمكلفة بالخط 19، وأشعرها بوجود سرقة بمحيط ثانوية ابن الخطيب بشارع محمد الخامس، وأن اللص يرتدي قبعة سوداء اللون.انتظر رئيس الهيأة الحضرية المدة الزمنية للوصول إلى مكان الجريمة الوهمي، وبجانبه الكومندار عبد الحق عبو رئيس الوحدة المتنقلة لسيارات النجدة، وكانت المدة الزمنية الفاصلة بين الإشعار ووصول فرق الدراجين تؤازرهم سيارة النجدة ست دقائق و38 ثانية.هذه الوصفة الجديدة التي تحدث عنها عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس أسرة الأمن الوطني في كلمته بمقر المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة في 16 ماي الماضي، بدأت تعطي ثمارها بقوله «لقد مكنت هذه التجربة التي تم إطلاقها كورش ريادي بالرباط وسلا من تحسين أداء مصالح الأمن وتقليص الحيز الزمني بين تلقي المكالمة على الخط 19 والاستجابة الفعلية لمضمونها على أرض الواقع، وسيشرع العمل بها بتمارة ومراكش في القريب المنظور، وذلك في أفق تعميمها على الصعيد الوطني» حسب الكلمة التي تلاها نيابة عن المدير العام الوالي عبد اللطيف الشادلي مدير المعهد الملكي للشرطة.وفي الوقت الذي وصلت فيه عناصر الدورية إلى محيط الثانوية التأهيلية ابن الخطيب، تلقى العميد الممتاز عادل لبادري رئيس الشرطة القضائية مكالمة هاتفية من أحد العناصر تفيد بالاشتباه في شخص حديث الخروج من السجن، وبحوزته قطع من الشيرا يسعى إلى إعادة ترويجها، وأصدرت تعليمات بوضع الموقوف رهن الحراسة، فكانت مبادرة اختبار رئيس الهيأة الحضرية للوحدة الجديدة مثمرة من حيث الحيز الزمني وكذا في سقوط مروج المخدرات.وأشار رئيس الهيأة الحضرية إلى أن كل منطقة «سيكتور» جرى تعزيزها بفرق للدراجين تؤازرها سيارات للنجدة، إذ كلما تلقى الخط 19 مكالمة هاتفية إلا ويسارع الدراجون إلى التوجه بسرعة إلى مكان وقوع الفعل الجرمي، ويبقى الاتصال مع الضحية أو الفضولي مستمرا على الخط قصد تحديد أوصاف الجانحين حتى يسهل الوصول إليهم بسرعة، وتحضر سيارة النجدة فورا للمساعدة قصد نقل المشتبه فيه حتى لا يتم السماح للمنحرفين بالتجمهر أو تحرير الموقوف وعرقلة عمل تدخل عناصر الأمن. تفعيل الخط 19 ... نجاعة في التدخلتهدف المقاربة الجديدة التي أعلن عنها من أجل تفعيل الخط الأخضر 19 «لتكريس الظهور الوقائي والنجاعة في التدخل بسرعة» يقول ابن رشيد. وفي الوقت الذي كان يتحدث فيه المسؤول الأمني عن ارتفاع نسب الإحصائيات، تقاطرت مكالمات هاتفية بوقوع حوادث.هرع الكومندار عبو إلى زنقة السماعلة بحي الانبعاث بعد إشعار بتعرض امرأة للسرقة، وأثناء وصوله وجد أربعة عناصر من الدراجين تخترق أزقة ضيقة بحثا عن اللصوص، وتؤازرها سيارة للنجدة. وساعد زوج الضحية رجال الأمن في تعقب المتورطين، قبل أن يظهر أحد المخبرين وهو من أبناء المنطقة، وأوضح لعناصر التدخل أن اللصوص يتحدرون من وادي الذهب التابع لنفوذ مفوضية العيايدة، وأنهم قاموا بتنفيذ سرقة أخرى، الاثنين الماضي، فكان رد الكومندار فورا على المتجمهرين بأن يربطوا الاتصال بالخط 19 كلما شاهدوا اللصوص بالحي، قصد تسهيل الإيقاع بالمتورطين في أقرب وقت. وفي الوقت الذي كانت فيه العناصر الأمنية تمشط دروب حي الانبعاث، تلقى الكومندار ذاته إخبارية عبر جهاز «تلكي ولكي» بإيقاف شخصين نشب بينهما خلاف على الطريق الساحلي بحي سيدي موسى ما تسبب في عرقلة حركة السير. وأثناء وصوله اكتشف أن الدراجين أوقفوا المشتبه فيهما، وفتحوا الطريق العمومي في وجه المرور، وتبين أن سائق سيارة أجرة أراد الوقوف بمحطة غير بعيدة عن ضريح سيدي موسى، لكن سائقا آخر منعه من ذلك، بحجة أن سيارته تحمل ترقيما للنقل القروي بالسهول، وأصدرت تعليمات بإحالتهما على الدائرة الأمنية قصد الاستماع إليهما في الموضوع.وبعد ربع ساعة من الحادث سجلت مكالمة أخرى من الضابط الحسيني تفيد بمحاصرة شخصين على متن دراجة نارية مشكوك في مصدرها بمحيط شاطئ سلا، وأثناء وصول الكومندار، أظهرت الأبحاث الأولية أن الموقوفين تحت حالة التخدير، وأثناء استفسارهما عن وثائق الناقلة، تبين أنها غير كاملة وأن التأمين أصبح غير صالح منذ يناير من السنة الجارية، وكان سائق الدراجة يتناقض في كلامه بين الفينة والأخرى، وأصدرت أوامر بإحالة الموقوفين على الدائرة الأمنية قصد مواصلة الأبحاث معهما في الموضوع. تعميم التجربة على مفوضيات سلاثلاثة أشهر ونصف هي المدة التي جربت فيها المديرية العامة للأمن الوطني إعادة تفعيل الخط 19 وجعله مرتبطا بوحدات سيارات النجدة بالشارع العام، وتزامن العمل بالخدمة الجديدة مع تدشين مفوضية سلا الجديدة، وبعد هذه المدة أظهرت إحصائيات رسمية ارتفاع عدد الموقوفين.ويقول رئيس الهيأة الحضرية إن مفوضية سلا الجديدة جرى تزويدها بثلاث فرق من الوحدات المتنقلة لشرطة النجدة، واستفادت سلا الجديدة من وحدة متنقلة، كما استفاد حي قرية أولاد موسى بدوره الخاضع لنفوذ المفوضية من وحدة، فيما تكلفت الوحدة الثالثة بالمدار الخارجي الذي يضم الجامعة الدولية «تكنوبوليس» شرق المدينة، كما زودت مفوضية العيايدة بدورها بثلاث وحدات متنقلة. إقبال كثيف على الخط 19فور انطلاق تفعيل الخط 19، ازداد الإقبال بشكل كثيف على هذه الخدمة منذ الأسبوع الأخير من فبراير الماضي، وحسب إحصائيات رسمية وصلت المكالمات الهاتفية في أبريل 30 ألف مكالمة، ضمنها 1000 مكالمة إيجابية، وفي ماي ارتفعت الحصيلة إلى 31 ألف مكالمة ضمنها 700 اتصال إيجابي. وساعدت تدخلات فرق النجدة الجديدة من إيقاف العديد من المتورطين سواء في حالة تلبس بارتكاب أفعال جرمية أو محاولات السرقات، ويوضح ابن رشيد أن القضايا العادية تحال على الدوائر الأمنية القريبة من أمكنة الجرائم، فيما تحال القضايا الكبيرة والمعقدة على الفرق الجنائية المختصة بالمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالمدينة قصد استكمال الأبحاث التمهيدية. 2155 تدخلا ميدانيابلغ عدد التدخلات من قبل الوحدات المتنقلة لسيارات النجدة، من إيقاف 2155 شخصا من 22 فبراير إلى 31 ماي الماضي. ووصل عدد التدخلات في الأسبوع الأخير من فبراير إلى 182 تدخلا، فيما بلغ في مارس 733 تدخلا، أما أبريل فارتفع إلى 757 تدخلا. وفي ماي الماضي انخفضت التدخلات إلى 483، بعدما تراجعت نسبيا حالات السرقات وإحداث الضوضاء في الشارع العام، بعد إحالة العدد الإجمالي على مختلف الدوائر الأمنية والفرق الجنائية المختصة، وأدين غالبيتهم بالحبس النافذ. وعلى سبيل المثال، بلغ عدد الموقوفين بإحداث الضوضاء والسكر العلني إلى 460 شخصا، وحمل السلاح بدون مبرر إلى 125 حالة، وحالات التخدير إلى 143 حالة.

تفعيل الخط 19 بسلا… وصفة مناسبة للجرائم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال عدل عمره 80 سنة

المريني يستعد لتصوير ״الحنش״

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات