موت جديد لبوليساريو

الحسيني: الخبير الاستراتيجي قال إن لا تغيير في مواقف الجبهة ما بعد عبد العزيز توقع تاج الدين الحسيني، الخبير الإستراتيجي، ألا يقع أي تغيير في الأفق بخصوص مرحلة ما بعد وفاة العزيز المراكشي الذي كان يرأس جمهورية وهمية. وقال الحسيني لـ"الصباح"، إن"التنظيمات الشمولية المتحكم فيها عن بعد، لا تطرأ عليها تغييرات، إذ تحافظ على خطها ومسارها السياسي، والجمهورية الوهمية واحدة من هذه التنظيمات التي لا تخضع بعد وفاة الزعيم لأي تغيير”. وزاد الخبير الاستراتيجي في تصريحاته “المؤكد للعالم أن سلطة القرار غير موجودة داخل ما يسمى بجبهة بوليساريو، ومن سابع المستحيلات انتظار حدوث تغييرات على المواقف أو الخط السياسي لها، لأن من يمسك بمفاتيح القرارات هم حكام الجزائر الذين يمارسون تحكما عسكريا”. وأوضح “مهما توسعت هوة خلافات الأجنحة المتصارعة داخل جمهورية الوهم، ومهما كان الاسم الذي سيخلف عبد العزيز، فإن الوافد الجديد سيخضع، في نهاية المطاف، لإرادة حكام الجزائر ولمخابراتها وأجهزتها العسكرية”. وتوقع المتحدث نفسه أن “تحدث المزيد من الاضطرابات داخل المخيمات في مرحلة ما بعد عبد العزيز، لكنها ستواجه بالنار والحديد من طرف المخابرات الجزائرية التي تتحكم في كل كبيرة وصغيرة داخل مخيمات العار بتندوف”. ومضى يقول “لن يحصل تغيير كبير، وهناك حركة انطلقت منذ عدة سنوات، وهي حركة تعارض استمرار القيادة في اتجاهاتها الحالية، وقد تزداد قوتها أكثر بعد وفاة عبد العزيز المراكشي، سيما بعد بروز خلافات وانقسامات، وحدوث صراعات حول من يخلف المراكشي الذي ظل رهينة في يد حكام الجزائر". وأضاف الحسيني أن التغيرات الحقيقية يمكن أن تكون فقط في خلال تسجيل أي تطور معين في النظام الجزائري في الجوهر، وليس فقط في الشكل، وأن التحول الوحيد المسجل لحدود الساعة، هو تعيين ما يسمى رئيس المجلس الوطني للجبهة، رئيسا مؤقتا لمدة 40 يوما، خلفا للمراكشي، على أن يتم اختيار رئيس جديد يكون من صنع حكام الجزائر، ومتحكما فيه، كما هي العادة، وبالتالي لا يمكن انتظار أي تغيير في مرحلة ما بعد المراكشي. ويتوقع الحسيني أن ترتفع وتيرة التيارات المعارضة لتوجهات قيادة بوليساريو في المستقبل القريب، سيما بعد ظهور انقسامات داخل أقطاب الجبهة، وبحث كل طرف على تموقع جديد. وتوقع المحلل الإستراتيجي أن ينعكس هذا الصراع بقوة على الأوضاع الكارثية في فضاء مخيمات العار والذل، وحتى على القدرة التفاوضية لبوليساريو. وأضاف "حتى إذا رغبت الجبهة بحاكمها الجديد الدخول في مسلسل المفاوضات بخصوص مقترح الحكم الذاني، فإنها لن تستطيع إلى ذلك سبيلا، لسبب بسيط، أن القرار ليس بيدها، بل يوجد بيد حكام الجزائر". ويرث قادة بوليساريو الجدد تركة كبيرة من المشاكل الداخلية، أبرزها الوضع الهش في تندوف، والوضع الإنساني المقلق على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية. عبد الله الكوزي اسليمي: الصراع سيكون كبيرا حول الخلافة قال عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، في تصريح ل" الصباح" رغم أن جبهة بوليساريو تنظيم شمولي ومغلق، فإن وفاة زعيمها محمد عبد العزيز بعد أربعين سنة من قيادة الجبهة، ستكون لها تأثيرات كبيرة على الجبهة لأنها تأتي في سياق لم يفرز فيه المؤتمر الرابع عشر الأخير مؤشرات القائد الجديد الذي سيخلف محمد عبد العزيز المريض منذ سنتين.وأكد اسليمي أن بعض المعلومات الأمنية تشير إلى أن اجتماع نهاية مارس الماضي مع الجزائر قد اختار إبراهيم غالي، لقيادة الجبهة في المرحلة المقبلة، لكن هذا الاختيار قد يثير نزاعات وسط قيادات الجبهة خاصة مع محمد لمين ولد البوهالي، قائد الدفاع السابق، كما أن موت عبدالعزيز يأتي في سياق صعب داخل المخيمات ترتفع فيه حدة الاحتجاجات وتظهر فيه معارضات ترفض استمرار الجيل القديم من القيادة، يضاف إلى ذلك مناخ إقليمي مضطرب يجعل المخيمات عرضة لمزيد من الاختراقات. ويرى سليمي أن الاختراق الإرهابي لجماعة البوليساريو سيتواصل والذي انطلق مع جماعة أبو الوليد الصحراوي التي بايعت التنظيم الإرهابي "داعش" منذ سنة، والتي تنتظر هذه الفرصة لمزيد من التمدد داخل المخيمات، عبر تعبئة موارد بشرية قتالية لاستعمالها في المنطقة العازلة بين موريتانيا والمغرب ،لكن أكبر المخاطر التي ستعرفها المرحلة المقبلة، يضيف اسليمي، هي المواجهات التي ستقع بين سكان المخيمات المحتجين والجيش الجزائري الموجود في المنطقة الثالثة بتندوف وكلوم بشار الذي شرع في إغلاق كل الممرات نحو المخيمات منذ إعلان موت محمد عبد العزيز .ومهما كان شكل القيادة المقبلة فإنها ستجد أمامها خيارات صعبة في تدبير العلاقات مع الجزائر والأمم المتحدة والصراعات مع المغرب بعد قرار مجلس الأمن رقم 2285.أحمد الأرقام مصطفى سلمى: الجزائر من يختار زعماء الجبهة أكد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، أن وفاة محمد عبد العزيز، زعيم بوليساريو، سيكون له تأثير على المرحلة المقبلة، بالنظر إلى المكانة التي كان يحتكرها الراحل في أجهزة الجبهة، موضحا أن هذا التأثير ستحدده الأيام المقبلة. وقال المسؤول السباق في بوليساريو، والمبعد حاليا إلى موريتانيا، بعد منعه من العودة إلى المخيمات، في حوار مع إحدى الجرائد الالكترونية، إن الأسماء الأقرب إلى خلافة عبد العزيز، تتمثل وزير الدفاع السابق، ولد البوهالي وولد البلال، وزير الدفاع الحالي في حكومة جمهورية الوهم وابراهيم غالي، وكلها من الحرس القديم، ما يعني أن الجبهة ستواصل السير على الطريق التي كرسها عبد العزيز طيلة فترة زعامته.واستبعد ولد سلمى، أي انشقاق في صفوف الجبهة في الوقت الحالي، ما دامت فوق التراب الجزائري، موضحا أنه إذا كان هناك أي انشقاق، فسيكون محدودا وخارج المخيمات. وأكد ولد سلمى أن الجزائر سيكون لها دور من خلف الستار، عبر زعماء الجبهة الذين سيعملون على التوافق على شخصية إجماع قبل الوصول للمؤتمر اﻻستثنائي، المقرر عقده بعد 60 يوما من وفاة عبد العزيز.وأوضح ولد سلمى الذي كان يشغل منصب "المفتش العام لشرطة بوليساريو"، قبل اعتقاله بتهمة التخابر مع المغرب وترحيله إلى موريتانيا، أن المرحلة الانتقالية قد تطول إلى لسنوات، في انتظار أن يتحكم الرئيس المقبل في مجريات الأمور ويصنع تحالفاته. وتوقع ولد سلمى أن يطرأ تغيير خلال المؤتمر الذي ستعقده جبهة في 2019، وقد يكون راديكاليا أكثر من المتوقع، وقد يصل الأمر إلى حد العودة مجددا إلى حمل السلاح ضد المغرب، في حال عدم اتخاذ الجزائر لقرار يمنع هذا التوجه.ب . ب

موت جديد لبوليساريو

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بداية الانهيار

خديجة حمدي ... جزائرية تطلب الزعامة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات