الستاتي يستأسد بسلا

رقص هيستيري وإغماءات في السهرة الشعبية التي افتتحها حجيب صنع النجم الشعبي عبد العزيز الستاتي الحدث، مساء أول أمس (الأربعاء)، خلال الليلة السادسة لمهرجان موازين، باستقطابه لأزيد من 250 ألف متفرج حجوا إلى منصة سلا للاستمتاع بالطبق الشعبي الذي كان مبرمجا والذي تقاسمه الستاتي وحجيب والعامري. كل الطرق المفضية إلى منصة سلا، من العدوتين، كانت ضاجة بجحافل الجمهور العاشق للإيقاعات والأنغام الشعبية، الذين اتخذوا كل الوسائل للوصول إلى وجهتهم. سيارات وحافلات و"ترام"، حتى القوارب كانت تقلهم في عتمة نهر أبي رقراق قادمة بهم من الرباط، لتضعهم على الضفة الأخرى التي كان جانب منها، جهة أشغال مشروع مارينا، غارقا في الظلام الدامس، لكنه لم يحل دون نزول العابرين به وإكمال سيرهم مشيا غير آبهين بما قد يعترض سبيلهم، المهم هو الوصول إلى مبتغاهم وحضور "سهرة الشعبي".إجراءات أمنية مشددة لتطويق حماس واندفاع الجماهير المتدفقة على منصة سلا، والحيلولة دون انفلاته. تجارات موسمية تنبت كالفطر على هامش مثل هاته المناسبات أبطالها الباعة المتجولون الذين أثثوا مختلف المداخل المؤدية إلى المنصة. وفئة من الجمهور فضلت التزود بما طاب لها من وسائل "الدوخة" لتعينهم على تحمل مفعول الإيقاعات الشعبية، وهي تحرك فيهم كل "عرق" ساكن.مهمة "تحريك السواكن" استهلها الفنان الشعبي حجيب بوصلة غنائية طاف فيها على مختلف "سرابات" و"براول" العيوط الشعبية المرساوية والحصباوية والملالية والحوزية، كما استحضر جزءا من تراث الراحلة فاطنة بنت الحسين، التي لا تكتمل سهرات حجيب إلا باستعادة روائعها من قبيل "مولاي عبد الله" وغيرها.ورغم مرور حجيب الخفيف الذي فضل فيه غناء مقاطع قصيرة من أغاني شعبية معروفة، إلا أنه فضل الانعطاف بجمهور منصة سلا نحو "الهيت الزعري" الذي تفاعل معه الجمهور بشكل هستيري خاصة أن أغلب الوافدين على المنصة يتحدرون من سلا والمناطق المجاورة التي أفرزت هذا النمط الشعبي.لحظة صعود الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي، قبيل منتصف الليل، كان الحضور في منصة سلا قد تضاعف بعدما تدفق عليهم جمهور السويسي الذي أنهى للتو سهرة الديدجي هاردويل، ليتركوا خلفهم عوالمه الموسيقية، وينخرطوا في دفء وحركية الضفة الشمالية لنهر أبي رقراق.اختار الستاتي تحية الجمهور على طريقته الخاصة، من خلال مداعبة "كمنجته" بطريقة بهلوانية، أثارت موجة من التصفيق والهتافات، قبل أن يدخل مباشرة في أغنية "الفيزا والباسبور" و"باي باي يا مونامور" قبل ان ينتقل "في صلب الموضوع" بأغنية "تعالي داي" المنتمية إلى تراث منطقة اولاد احريز بالشاوية، ليسبغ على الأمسية طابعا شعبيا من عمق "تامغرابيت".ولكي يبسط سيطرته على حركة الجمهور انتقل الستاتي إلى عوالمه الغنائية الأثيرة، وهي أغاني "الغابة" و"لكران" والتي اختبر فيها تجاوب الجمهور معه، والذي كان يردد معه بصوت واحد معظم مقاطعهما، خاصة في مقطعي "كية على كية" و"راح الليل وغربو نجومو"، ما جعل الستاتي يمسك رأسه نشوة وهو يرى التجاوب الكلي للجمهور.وقبل أن يختم الستاتي وصلته أصر على الدخول في ما أسماها "الأشواط الإضافية والبيلانتيات"، والتي لم تكن سوى أغنيتي "العلوة" و"مولاي الطاهر" اللتين جعلتا الجمهور ينخرط في موجة رقص جماعية أفضت بالعديد منهم إلى حالات إغماء، وتدخلت السلطات المختصة لاحتواء الوضع الذي كان منذورا للانفلات في أي لحظة، خوفا من تكرار سيناريو آخر إطلالة للستاتي، قبل سبع سنوات، على موازين والتي أدت إلى وفيات في أوساط الجمهور الحاضر بسبب التدافع والزحام.عزيز المجدوب

الستاتي يستأسد بسلا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السويسي رقصت على موسيقى هاردويل

الشعبي يعيد الدفء إلى موازين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات