مسؤول أمني فرنسي عراب مافيا مغربية

فضيحة المدير السابق للمكتب المركزي لمكافحة المخدرات تهز فرنسا مازالت الصدمة والترقب بفرنسا والمغرب، إلى حدود أمس (الثلاثاء)، سيدي الموقف من فضيحة اكتشاف أن نائب الرئيس الحالي للمكتب المركزي لمكافحة الإرهاب بالأمن الوطني الفرنسي، هو العراب والراعي، حينما كان مديرا للمكتب المركزي لمكافحة المخدرات، لأنشطة ثالث أكبر شبكة بأوربا، والأولى بفرنسا، متخصصة في تهريب الحشيش من المغرب. ويأتي الصمت الرسمي، رغم أن الفضيحة، فجرت جدلا مازال متواصلا في محور المغرب وإسبانيا وفرنسا، بالنظر إلى أنها باتت تسائل الإستراتيجية الفرنسية في مجالات مكافحة الإرهاب والمخدرات والتهريب الدولي، برمتها، بسبب أن المسؤول الأمني المتورط، هو نجم الشرطة الفرنسية في تلك المجالات، وكثيرا ما ظهر في أنشطة رسمية إلى جانب رئيس الجمهورية، والوزير الأول، ووزراء الداخلية والدفاع.وتعود تفاصيل القضية، إلى الأحد الماضي، حينما نشرت صحيفة «ليبراسيون» المقربة من اليسار الفرنسي، تحقيقا صحافيا استندت فيه على معطيات حصرية وشهادة «مخبر» مقرب من فرانسوا تييري، مدير المكتب المركزي لمكافحة التهريب والمخدرات بفرنسا، في الفترة بين 2010 و2015، تبرز أنه عراب شبكة تهريب للحشيش من المغرب، والحامي الرسمي لزعيمها سفيان الهابلي، بارون من أصل مغربي ويعد سيد المجال حاليا بفرنسا.وحسب إفادات «ليبراسيون»، فالمسؤول الأمني الشهير بفرنسا، الموجود على رأس مكتب يضم 180 رجل شرطة متخصصا ويمثل بصفته مديرية الأمن الفرنسي لدى الشرطة الدولية «أنتربول»، لم يتردد في إبرام صفقة مثيرة مع البارون سفيان الهابلي، مكنته من احتكار سوق الحشيش، وأثمرت للمسؤول الأمني الإعجاب والرضا، حتى من أعلى هرم الدولة، عندما لم يتردد رئيس الجمهورية من التنقل رسميا لتهنئته وحضور عملية عرض أطنان من محجوزات المخدرات على وسائل الإعلام.وتنص الصفقة على أن يلعب البارون سفيان الهابلي، دور «مخبر» عن أنشطة شبكات تهريب الحشيش من المغرب إلى فرنسا، ويخبر مدير المكتب المركزي لمكافحة المخدرات بمسارات عمليات التسليم ومواعيدها، حتى يتسنى له مداهمتها في إطار الخطة المتعارف عليها في أدبيات الأمن بـ»عمليات التسليم المراقبة»، وفي المقابل، يضمن مدير المكتب المركزي لمكافحة المخدرات التستر على أنشطة الشبكة التي يتزعمها، ما مكنها من أن تكون الآن الأكبر بفرنسا والثالثة بأوربا بأكملها.وكانت آخر عملية تفكيك ناجحة في إطار الصفقة بين المحارب الرسمي الأول للمخدرات بفرنسا، والبارون «سفيان الهابلي»، وفق المعطيات التي كشفها الإعلام الفرنسي في اليومين الماضيين، عملية حجز سبعة أطنان من الحشيش في ثلاث شاحنات خلال أكتوبر الماضي وسط باريس، وبسبب الحجم غير المسبوق للكمية، لم يتردد فرانسوا هولاند، رئيس الجمهورية، في التنقل شخصيا لحضور عرض المحجوزات في اليوم الموالي، بحضور وسائل الإعلام.ولعل ما يجعل الفضيحة محرجة للدولة الفرنسية وتسائل أداء أجهزتها الأمنية، وفق ما أوردته التقارير الإعلامية، ليس فقط أن وزراء الداخلية المتعاقبين منذ 2010، ذهبوا ضحية عمليات التفكيك «المخدومة» لمسؤول المكتب المركزي ونوهوا بجهوده أكثر من مرة، بل أيضا، تأكيد «ستيفان في»، «المخبر» والشاهد على لقاءات المسؤول الأمني والبارون، أن المعلومات التي أدلى بها لصحيفة «ليبراسيون» حصلت عليها أيضا المفتشية العامة بالإدارة العامة للأمن الوطني.وبينما كشفت معطيات «ستيفان في»، التي أوردتها «ليبراسيون»، معلومات وتفاصيل دقيقة عن الحماية التي يوفرها فرانسوا تييري، المدير السابق لمكتب مكافحة المخدرات، ومنها أن «سفيان الهاملي» ظل يعيش حرا طليقا بشقة فسيحة مساحتها 300 متر مربع وتضم مسبحا وسط باريس، قبل سقوط إمبراطوريته في الصيف الماضي (يوليوز 2015).ولأن إعفاء فرانسوا تييري، من رئاسة مكتب مكافحة المخدرات وتنقيله إلى مكتب مكافحة الإرهاب، جاء أياما بعد التحقيق مع البارون المغربي، باتت المديرية العامة للأمن الفرنسي موضع شكوك بموجب المعطيات الجديدة، سيما بروز فرضية التواطؤ وطي قضية تورط المسؤول الأمني عقب اكتشافها من خلال تنقيله، كما يرقب أن تلقي الفضيحة، بظلالها حتى على المكتب المركزي لمكافحة الإرهاب بفرنسا، حيث صار الراعي الأول لتهريب الحشيش من المغرب، الرجل الثاني في مكافحة الإرهاب بفرنسا.امحمد خيي

مسؤول أمني فرنسي عراب مافيا مغربية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بيبول: زوجة عبدالعليم تعتذر

"الثقافية" تحتفي برواد الأغنية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات