قد يشعر الأطفال والرضع بآلام حادة في بطونهم، دون أن يقووا على إيصال حدتها لأقاربهم بالكلمات، طالقين العنان لصراخهم ودموعهم لتنوب عنهم. آلام قد لا يتحملها الكثير من الأطفال، وهو الأمر الذي يدفع عائلاتهم إلى نقلهم إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج. لكن قبل الوصول إلى تلك المرحلة، وحدوث ثقب في الزائدة الدودية، وهو الشيء الذي له مضاعفات كثيرة، يمكن أن تظهر أعراضا، تؤكد أن الطفل قد يعاني التهاب "المصرانة الزايدة"، وأن حالته الصحية تتطلب تدخلا علاجيا، والإغفال عنها، وعدم أخذها بعين الاعتبار قد يفاقمان المرض.ومن بين تلك الأعراض، والتي قد تظهر لدى الأطفال الذين تجاوزت أعمارهم ثلاث سنوات، حسب ما أكده شكيب الخطابي، اختصاصي في طب الأطفال، الإحساس بالآلام في الجهة اليمنى السفلى للبطن ، مع ارتفاع طفيف الحمى (ما بين 38.0 و38.4 درجة)، وفي بعض الأحيان التقيؤ والإصابة بالإسهال.وأوضح الخطابي، أن تشخيص التهاب الزائدة الدودية، الذي يعد من الأمراض المستعجلة، يتطلب دقة كبيرة، مشيرا إلى أنه من الضروري أن يكون الطفل هادئا حتى يتم التشخيص بشكل جيد. وأكد أنه بعد التشخيص السريري يمكن اللجوء إلى فحوصات أخرى للتأكد من المرض، وذلك بإجراء تحاليل لتحديد عدد الكريات البيضاء في دم الطفل، إذ أن ارتفاعها يؤكد الإصابة بالمرض، إلى جانب إخضاع الطفل للتصوير الإشعاعي لمنطقة البطن.وكشف المتحدث ذاته أنه من أجل تجنب أي لبس، من الضروري أن يظل الطفل تحت المراقبة الطبية، وأن يتم تشخيص حالته الصحية خلال مدد معينة للتأكد من المرض، قبل إخضاعه للعملية الجراحية.وبالنسبة إلى الرضع أقل من ثلاث سنوات، قال الخطابي، إن تشخيص المرض لديهم، أكثر صعوبة، وذلك لأن الأعراض لا تظهر بشكل واضح، مشيرا إلى أن التأخر في العلاج يمكن أن يكلف الطفل حياته.وتحدث اختصاصي في طب الأطفال عن بعض مضاعفات التأخر في علاج التهابات الزائدة الدودية، من بينها تعفن أغشية الأمعاء، وظهور "خراج" بالزائدة الدودية، وهو تجمع صديدي يتكون بالأنسجة، مشددا على ضرورة الخضوع لعمليات جراحة قبل فوات الأوان.إيمان رضيف