الاحتيال الرقمي…آخر الصيحات

شركات وهمية تحتال على زبناء الشبكة العنكبوتية وسوداني جمع 6 ملايير تطورت أساليب النصب، لتصل العالم الرقمي، باستدراج ضحايا يفضلون التعامل بواسطة بطاقات الائتمان، قبل أن يجدوا أنفسهم ضحايا لعمليات نصب، نفذها قراصنة، أفلحوا في الحصول على المعطيات الشخصية واستعمالها للحصول على المال.ولا تتوقف عمليات النصب عبر عمليات القرصنة أو بيع سلع وهمية عبر مواقع مقلدة أو صورية، بل تعدتها إلى خلق شركات للتسويق الشبكي، وإسالة لعاب الحالمين بالربح السريع ودون مجهودات، بتوظيف أموالهم وجلب زبناء جدد، للاستفادة من الترقي في هرم المسؤوليات المفترضة، التي تزيد من الأرباح.آخر صيحات عمليات النصب هذه تلك التي نفذها سوداني ووالدته، إذ أسقطا أزيد من 6000 مغربي في شرك النصب وجمعا 6 ملايير، قبل أن تختفي الأم بالفرار خارج أرض الوطن، فيما أوقف الابن وهو يحاول اللحاق بها.القضية بت فيها القضاء قبل أسبوعين، بإدانة المتهم المعتقل بخمس سنوات سجنا نافذا، وغرامة مالية لفائدة الخزينة العامة، إضافة إلى الحكم بإرجاع المبالغ إلى أصحابها.أسدل القضاء في مرحلته الابتدائية الستار على القضية، لكن الأسئلة نفسها تعود لتطرح، إذ ستتكرر الحالات المشابهة لعمليات النصب هذه وتجر ضحايا آخرين، تماما كطرق كثيرة من النصب، تتكرر فصولها وفي كل مرة تجر ضحايا بالعشرات. وهي اللحظة التي اهتزت فيها المحكمة وتعالت عبارات الرضى، أكثر من ذلك أن نسوة من بين الضحايا حضرن الجلسة، أطلقن زغاريد تعبيرا منهن عن الارتياح للحكم.المستهدفون في ملف السوداني وأمه، ينتمون إلى فئات مختلفة، ضمنهم ذوو مستويات ثقافية عالية، ورغم ذلك سقطوا في طمع الربح السريع.انطلقت عملية النصب بفتح المتهمة الهاربة وابنها المدان، فرعا لما أطلقا عليه "تي في إي إكسبريس"، شركة بريطانية متخصصة في السياحة والتسويق الشبكي للرحلات، بشارع ابن منير بالمعاريف، على مرأى من السلطات وشرعا في الاحتيال على الضحايا، إذ وعدا آلاف المغاربة بتحقيق أرباح سريعة، بطريقة ماكرة، بالإضافة إلى الاستفادة من خدمات سياحية في دول العالم.وكانت السودانية في البداية تعقد لقاءات في فنادق وفي مقر شركتها بالمعاريف بالبيضاء، لشرح طريقة الانخراط في برنامجها، كما تؤثث أهم المرافق العمومية بمستخدميها الذين يعترضون سبيل المارة، ويشرحون لهم طريقة الانخراط في الشركة، وتحقيق الربح.وتتجلى الحيلة الماكرة في دفع الزبون لجلب الآخرين، إذ كلما استقدم عشرة أفراد، تزداد نسبة أرباحه، ما دفع الضحايا إلى تقديم العروض المغرية نفسها لأفراد العائلة والجيران والأصدقاء، طمعا في المساهمة في الشركة من أجل تحقيق الربح، إذ أن الشركة تعمل بمنطق "اجلب أكثر عددا من الزبائن تربح أكثر".وبعد أن بلغ عدد الضحايا الذين قدموا مبالغ مالية بالملايين، 6000 ضحية، اختفت الأم وابنها السودانيان، فانطلقت الشكوك بعد إغلاق مقر الشركة، ووجد الضحايا أنفسهم في مواجهة بعضهم البعض.وتقاطرت شكايات عديدة، على النيابة العامة، مباشرة بعد اختفاء المشتبه فيهما، كل شكاية تحمل مبلغا ماليا وتتحدث عن طريقة النصب التي تعرض لها موقعها، ولم تنجل خيوط القضية إلا بعد محاصرة الضحايا لابن المتهمة بحي المعاريف لتتدخل الشرطة ويتم إيقافه.المصطفى صفر

الاحتيال الرقمي…آخر الصيحات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فرنسي ضحية مشعوذ بمكناس

تطور النصب... الاستثمار في الطمع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات