لم يتردد إلياس العماري، أمين عام الأصالة والمعاصرة، في وصف جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، التي يرأس مجلسها، بالمثل المغربي القائل "آلمزوق من برا آش اخبارك من الداخل"، كاشفا النقاب عن مضامين تقرير أعده الاتحاد الأوربي لفائدة وزارة الداخلية، تخلص إلى أن 53 بالمائة من اقتصاد الجهة الشمالية قائم على تجارة المخدرات بجميع أنواعها.وانتقد العماري في لقاء عقده بالمعهد العلمي لجامعة محمد الخامس بالرباط، مساء أول أمس (الثلاثاء)، وضعية الجهة المذكورة، مؤكدا أن المشاكل القائمة تؤرقه، ويعي جيدا التحديات التي تنتظره لذلك سيتشبث بمقترح حزبه بتقنين الكيف للاستعمال الطبي.وكشف العماري عن اللغز الذي يحير المواطنين والسياسيين والنقابيين والصحافيين والمثقفين، حول علاقته المفترضة مع كبار موظفي الدولة، مؤكدا أن المطبعة فتحت له باب التعرف على مختلف الحركات السياسية، لأنه ساهم في طباعة الكتب الممنوعة والمرخصة التي كان يوزعها في تلك الفترة، وبذلك شكل شبكة من العلاقات التي يقال عنها متشعبة، "لقد تعرفت على مختلف التعبيرات المجتمعية، من محكومين وحكام ومثقفين وعموم الشعب والسياسيين والحركات السياسية والثقافية والمجتمعية".وحاول أمين عام الأصالة والمعاصرة أن يبدد "الغموض" الذي يحيط بشخصيته، خاصة في ما يتعلق بنفوذه وعلاقاته مع دوائر القرار، قائلا "على مدى عقود، حين ينجح أبناء الشعب وأبناء الفقراء، يعتبر الناس ذلك مسألة غريبة، لأن رجالات معينين في الدولة احتكروا مجالات الرقي الاجتماعي، والغموض الذي يحيط بشخصيات معينة هو من مخلفات هذه الثقافة التي بدأنا نتجاوزها".وفي ما يتعلق بالتعليم العالي، قال العماري إن مجلس جهة طنجة- تطوان- الحسيمة خصص 6 ملايير و200 مليون سنتيم لتطويره، مشيرا إلى أن الظروف التي يشتغل فيها الأساتذة ويدرس فيها الطلاب حاليا لا تساعد على التحصيل العلمي، مضيفا أنه وقف شخصيا على تناوب سبعة طلاب على مقعد واحد، مشيرا إلى أن لا أحد من فرق المعارضة صوت ضد مقترحه لدعم التعليم العالي، بل حاز الإجماع.وقال العماري إنه لو كان يفكر بمنطق حزبي ضيق لاستعمل 6 ملايير في الانتخابات المقبلة لتحقيق فوز مريح، مضيفا أنه إذا فاز بهذه الطريقة، فإنه سيكون أجهز على التعليم بمنطقة الشمال، مؤكدا أنه وضع مخططا لبناء مدينة جامعية بكلفة 250 مليارا.وبسط العماري وجهة نظره حول وضعية المهاجرين "غير الشرعيين" المتمركزين في الجهة الشمالية، والذين يقدر عددهم بثلاثين ألف مهاجر، مؤكدا أن ظروفهم الاجتماعية صعبة، لأن البطالة متفشية في صفوفهم، ويأكلون الفتات، فيما قلة منهم استفادت من العمل في المشاريع الإنمائية في المنطقة، معبرا عن إيمانه بشعار الأكراد الذي أراد تنزيله على المغرب بـ "الحكم الذاتي للصحراويين والديمقراطية للبلاد".وانتقد تحالف العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية، قائلا "ممكن تحويل رمز الحزب من "الجرار" إلى الكتاب، إذا لم يحرقه "المصباح"، رمز"بيجيدي".أحمد الأرقام