التوجيه والاستشارة… منقذا التلاميذ

صعوبات ضاغطة تحول دون تحقيق ميولاتهم الشخصية وأهدافهم خلال الاستعدادات لإجراء امتحانات الباكلوريا، تقفز تخوفات كثيرة، بعضها يتعلق بما بعد الحصول على الشهادة، والمسار الدراسي للتلميذ. تلك التخوفات قد يقلل حدتها مفتشو التوجيه التربوي، إذ أن دخولهم على الخط، يكون له دور كبير في تحديد مستقبل التلميذ، وتوضيح الصورة. وفي هذا الصدد، قال عبد اللطيف شعيب، مفتش التوجيه التربوي، إن مشاكل كثيرة تحول دون توجيه التلاميذ بالشكل المطلوب. وأوضح شعيب في اتصال هاتفي أجرته معه "الصباح"، أنه من بين تلك المشاكل، الاكتظاظ الذي تعرفه المدارس، علما أن التوجيه يهم التلاميذ وآباءهم وأيضا مسؤولي المؤسسة التعليمية، مشيرا إلى أن أغلب المؤسسات لا تتوفر على أماكن خاصة لتنظيم حصص للتوجيه. ومن بين المشاكل أيضا، يقول شعيب، إشكالية توضيح الواقع للتلميذ، إذ يجد مفتشو التوجيه صعوبة في ذلك، إلى جانب تأخر وصول مذكرات التعليم العالي " فغالبا ما تصل قبل أسابيع من انتهاء الموسم الدراسي، الأمر الذي يحول دون إعطاء التلاميذ الفرصة من أجل اختيار ما يناسب طموحاته".من جانبه، يعتبر امبارك نهاري، مفتش التوجيه التربوي متقاعد، أن المتتبعين والمهتمين بمنظومة التربية والتكوين، يجمعون على أن التوجيه التربوي يعد قاطرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وعملية تربوية وإدارية وتقنية تسعى إلى مساعدة التلاميذ على بلورة مشاريعهم الشخصية والقيام باختيارات حرة وواعية مدرسية أو مهنية حتى يتمكنوا من تحقيق الأهداف التي يرسمونها لأنفسهم من أجل الاندماج في الحياة العملية، مؤهلين وقادرين على مواجهة متطلبات الحياة اليومية.وأوضح امبارك، في مقال تحت عنوان "اختيارات التوجيه المدرسي والمهني والجامعي بين طموحات التلاميذ والطلبة وإكراهات الواقع"، إنه خلال كل سنة دراسية تنظم عمليات الإعلام المدرسي والمهني والجامعي، التي تشرف عليها أطر التوجيه التربوي بالمناطق التربوية وقطاعات الاستشارة والمساعدة على التوجيه، مشيرا إلى أن العملية تهدف إلى تزويد المتعلمين بمعلومات حول الشعب والمسالك الدراسية والتخصصات المهنية بسلك التعليم الثانوي والدراسات الجامعية، وذلك اعتمادا على الدعائم والوثائق الإعلامية المتوفرة، من كتيبات ومطويات وملصقات. وتحدث مفتش التوجيه في مقاله عن المشكل الذي قد يقع فيه التلاميذ، إذ أنهم على حد تعبيره، في غمرة البذل والاجتهاد لإتمام المقررات واستيعاب الدروس والتمرينات استعدادا لاختبارات المراقبة المستمرة والامتحانات الإشهادية، تصل الدعائم الإعلامية إلى المؤسسات الثانوية متأخرة، وذلك حوالي أوائل أبريل من السنة الدراسية، مؤكدا أنه في هذه الظروف الضاغطة لا يتوفر التلاميذ على متسع من الوقت للاستفادة بما فيه الكفاية من عمليات الإعلام المدرسي والمهني والجامعي. وحسب ما جاء في المقال ذاته فإنه انطلاقا من أنه من حق كل فرد/تلميذ أو طالب…، أي يطمح ويبني مشروعه المدرسي والمهني، ويرى مستقبله بعيون وردية، يتم تسجيل عدة تصريحات لدى التلاميذ تترجم طموحاتهم يعبرون، من خلالها، عن رغباتهم الجامحة في متابعة نوع من الدراسة يمكنهم من تحقيق الأهداف التي يرسمونها لأنفسهم في جميع المجالات الحياتية الاجتماعية والثقافية وغيرها، وفق ميولاتهم وقدراتهم الفكرية.وأوضح المتحدث ذاته أن تلك الطموحات قد تصطدم بعقبات وصعوبات ملموسة وإكراهات واقعية من كل الأشكال والأنواع تتمثل عموما في الانتقائية الشديدة المطبقة على ولوج عدة تخصصات دراسية وتكوينية سواء عند الالتحاق بالتعليم الثانوي التأهيلي أو خلاله أو عند الالتحاق بالمؤسسات الجامعية ومؤسسات تكوين الأطر أو عند الالتحاق بالتكوين المهني في جميع مستوياته. إيمان رضيف

التوجيه والاستشارة… منقذا التلاميذ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأكاديمية الأمريكية... "مدرسة القرن 21"

ملف اختلالات إعاشة الحج أمام القضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات