تساقط “أوراق بنما” يعري حجم الفساد الدولي

تسريب 11 مليون وثيقة تتضمن أسرار رؤساء دول وحكومات وموظفين سامين ومشاهير سقطت «أوراق بنما" مثل الصاعقة على رؤوس العديد من قادة الدول ورؤساء الحكومة والمسؤولين السياسيين ومشاهير كرة القدم وشخصيات بارزة. يتعلق الأمر بأكبر عملية تهريب وثائق سرية حول شركات في المناطق الحرة والفراديس الجبائية عبر العالم. أحد عشر مليونا و500 ألف وثيقة سربت من المكتب البنمي " موساك فونسيكا"، المتخصص في توطين الشركات في المناطق الحرة. خضعت هذه الوثائق للدراسة والتحليل من قبل اليومية الفرنسية "لوموند" و 106 وسائل إعلام شريكة أخرى عبر العالم، وتعبأ للمهمة 370 صحافيا بفرنسا والهند وألمانيا وسويسرا وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل واليابان. تطلب الأمر سنة من البحث والتقصي والتأكد من الوثائق المسربةالتي ستثبت التحقيقات القضائيةمدى صحتها. اعتبرت قضية "أوراق بنما" أكبر عملية تسريبات لوثائق سرية في العالم، إذ تجاوز عدد ما تم تسريبه من وثائق على موقع ويكيليكس بحوالي 1500 مرة.وكشفت هذه الوثائق تعاملات غير شفافة وشركات وهمية تعود ملكيتها إلى قادة دول ورؤساء حكومات أو أقاربهم وأصدقائهم. وأشارت يومية "لوموند"، التي نسقت بين مختلف هيآت التحرير المكلفة بدراسة الوثائق وبشراكة مع الاتحاد الدولي لصحافيي التحقيقات (ICIJ) بواشنطن، إلى أن اللائحة تضم 12 رئيس دولة، من ضمنهم خمسة ما يزالون يمارسون مهامهم، و128 قائدا سياسيا وموظفا ساميا ، إضافة إلى 29 شخصية مصنفة ضمن 500 شخصية الأغنى في العالم. وتتضمن اللائحة أيضا بعض مشاهير كرة القدم مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي، واللاعب الفرنسي السابق ميشيل بلاتيني و جوزيف بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي يوجد. وأكدت شبكة الصحافيين التي تكفلت بتحليل ودراسة الوثائق أن وجود أشخاص ضمن اللائحة لا يعني أنهم متورطون في أعمال غير قانونية، بل يمكن أن يكونوا بالفعل أسسوا شركات لأغراض تجارية أو اقتصادية وليست لهم أي علاقة بتبييض الأموال أو التهرب الضريبي أو بالأموال القذرة المتأتية من المخدرات والرشوة. 12 رئيس دولة ضمن اللائحة كشفت الوثائق المسربة ارتباط 12 رئيس دولة بـ"أوراق بنما"، ضمنهم خمسة رؤساء ما يزالون يمارسون مهامهم، ويتعلق الأمر بموريسيو ماكري، رئيس الأرجنتين الحالي، الذي كان عضوا في المجلس المديري لشركة حرة مسجلة بالباهاماس، وأوضحت يومية "لاناسيون" الأرجنتينية أن الرئيس لم يكن مساهما في رأسمال الشرك، كما يوجد ضمن لائحة القادة أيضا، "سيكموندور لوغسون"، الوزير الأول الإسلندي، الذي اتهم بإخفاء ملايين الدولارات في الجزر العذراء البريطانية "إيل فييرج"، ولم يقدم أي توضيحات بهذا الشأن للصحافيين، إذ رفض الإجابة عن أسئلتهم حول الموضوع، وذلك خلال لقاء مع التلفزيون السويدي. وهناك، أيضا، الرئيس الأوكراني "بيترو بوروشينكو"، الذي يعتبر أكبر مصنع للحلويات بالبلد، ومساهم بنسبة 100 في المائة في شركة أنشئت بالجزر العذراء البريطانية، إضافة إلى سلمان آل سعود، العاهل السعودي الحالي، الذي أشارت الوثائق المسربة إلى علاقته بشركة في الجزر العذراء البريطانية، أيضا، التي وظفت من أجل الحصول على قروض عقارية لشراء إقامات فاخرة بلندن، ولم يعقب المعني بهذه التسريبات حول حقيقة الوثائق المسربة. ومن بين القادة الذين ذكرت أسماؤهم في قضية "أوراق بنما"، الرئيس الحالي، لدول الإمارات العربية المتحدة، الذي تشير الوثائق إلى أنه على ارتباط بحوالي 30 شركة أنشئت بدورها من قبل مكتب "موساك فونسيكا" في الجزر البريطانية العذراء، التي اقتنى من خلالها عقارات بلندن.وتتضمن اللائحة، أيضا، سبعة رؤساء دول سابقين، ويتعلق الأمر بـ "بيدزينا إيفانشفيلي"، الوزير الأول السابق لجورجيا، وإياد علاوي، الوزير الأول العراقي السابق، وعلي أبو الراغب، الوزير الأول الأردني السابق، وحمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق، ووزيره الأول حامد بن جاسم آل ثاني، وأحمد علي الميغراني، رئيس السودان السابق. بالموازاة مع ذلك، توجد في "أوراق بنما" أسماء مقربين وأقرباء رؤساء دولة، من ضمنهم الإخوة "أركادي" و"بوريس روتينمبرغ"، الأصدقاء المقربون من الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين، الذين استثمروا في شركات حرة، من خلال المكتب البنامي. وتضم اللائحة، أيضا، مقربين من شي جين بينغ، الرئيس الصيني الحالي، إذ تشير "أوراق بنما" إلى أن دينغ جياغي، صهر الرئيس الصيني، الذي يمتلك شركتين وهميتين في الجزر العذراء البريطانية، وتم تعليق نشاطهما بعد أن انتخب شي جين بينغ رئسا للصين. وتشير الوثائق أيضا، إلى أبناء مسؤولين صينيين سابقين يتعاملون بدورهم مع مكتب" موساك فونسيكا". كما يوجد ضمن الوثائق المسربة اسم رامي مخلوف، ابن خال، الرئيس السوري الحالي.وكان والد الوزير الأول البريطاني، يملك، قيد حياته، صندوقا استثماريا كان يستخدم من أجل التهرب الضريبي، كما تتضمن اللائحة علاء مبارك ابن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، الذي كان يملك شركة حرة مسجلة في الجزر العذراء البريطانية، التي كانت تشرف على تدبيرها المؤسسة المالية السويسرية "كريدي سويس". وهناك العديد من أقرباء رؤساء أفارقة سابقين ومسؤولين دوليين يتوفرون على حسابات أو شركات في مناطق حرة توجد أسماؤهم ضمن الوثائق المسربة من المكتب البنمي، مثل ابن الأمين العام الأممي السابق كوفي عنان، الذي أسس شركة حرة عن طريق المكتب ذاته، استعملت من أجل اقتناء شقة بالعاصمة البريطانية لندن بقيمة 500 ألف دولار. وزير الصناعة والمعادن الجزائري أصبح عبد السلام بوشوارب، وزير الصناعة والمعادن، المالك الوحيد لشركة بانامية "رويال أريفال كور"، التي تأسست في أبريل 2015، ويملك من خلالها حسابا بنكيا في المؤسسة المالية السويسرية NBAD Private Bank، وأشرف على تدبير هذه الشركة بواسطة شركة موطنة باللوكسومبرغ (Compagnie d’Etude et de Conseil)، وتشير الرسائل المتبادلة بين مكتب "موساك فونسيكا"، إلى أن نشاطات "رويال أريفال كور" تغطي المبادلات التجارية، والعقود التجارية، والأشغال العمومية، والنقل السككي والبحري بتركيا والمملكة المتحدة والبريطانية والجزائر. تداعيات التسريبات يتوقع أن تكون لهذه التسريبات تداعيات خطيرة، بالنظر إلى وزن الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في الوثائق المسربة من المكتب البنمي. وبالفعل، أشارت معطيات صحافية إلى أن رئيس الوزراء الإيسلندي قدم استقالته، في حين وعد فرانسوا هولاند، الرئيس الفرنسي، بفتح تحقيق حول الفرنسيين الذين وردت أسماؤهم في الوثائق المسربة، من أجل التأكد من مدى سلامة ذمتهم تجاه الإدارة الضريبية وقانونية نشاطاتهم المالية. وينتظر أن يلي الكشف عن الوثائق فتح تحقيقات في عدد من البلدان المعنية، خاصة أن الوثائق تتضمن أسماء موظفين سامين ومسؤولين سياسيين.من جهته، اعترف مكتب "موساك فونسيكا" بالوثائق التي تم تسريبها، وذلك من خلال عدد من "الإيميلات" التي بعثها إلى زبنائه يخبرهم بالتسريبات، كما خرج إلى العلن ليندد، رسميا، بالعملية، التي اعتبرها "جريمة" و"هجوما" يستهدف بنما. واعتبر رامون فونسيكا، رئيس المكتب، أن الخصوصية هي حق أساسي من حقوق الإنسان، مضيفا أن كل شخص لديه الخصوصية سواء أكان ملكا أو متسولا. وتعتبر "بنما" من الدول الأقل تعاونا مع القرارات الدولية التي تسعى إلى ضمان المزيد من الشفافية في التعاملات المالية، إذ لا تتعاون مع التحقيقات بشأن العمليات المالية والشركات الموطنة بها، واستفادت من الوضع كثيرا، إذ مع تشديد القوانين الدولية في ما يتعلق بسرية الحسابات البنكية تم تحويل العديد من الشركات إلى "بنما". ميسي وبلاتيني متهمان بالتهرب الضريبي كشفت وثائق بنما المسربة عن وجود اسم اسطورة كرة القدم الأرجنتينى ليونيل ميسى، فى الوثائق على خلفية اتهامه هو ووالده من قِبَل حكومة إسبانيا بالتهرب الضريبي عبر شركات فى أوروغواي.وتظهر الوثائق المسربة إن نجم إفسي برشلونة الإسباني ووالده يمتلكان شركة في بنما تحت اسم «ميغا ستار» وكان الطرف الوسيط لهذه الشركة هو «موساك فونسيكا» للخدمات القانونية، وهي التي كشفت عن الوثائق في يونيو 2013، بعد يوم واحد فقط من رفع دعوى من المدعي العام الإسباني ضد ميسي ووالده بتهمة الاحتيال الضريبي.وأكدت الوثائق المسربة تورط أكثر من 20 شخصية رياضية فى فضائح مالية عابرة للقارات، مشيرة إلى تورط شخصيات فى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في عمليات التهريب الضريبي وغسيل الأموال. ومن الشخصيات الرياضية المذكورة فى «وثائق بنما»، إضافة إلى رئيس الاتحاد الأوربي لكرة القدم، والنجم ليونيل ميسي، جيروم فالكه، المسؤول السابق في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»ورجلا الأعمال الأرجنتينيان أوغو وماريانو جينكيس واللذان تورطا في قضية فساد "فيفا" عام 2015، إضافة إلى عضوي لجنة الأخلاقيات خوان بيدرو داميانى وأوجينيو فيغيريدو. «فيفا» يفتح تحقيقا قالت لجنة القيم التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إنها فتحت تحقيقا أوليا مع أحد أعضائها، بعد تقارير إعلامية أفادت أنه تم الكشف عن احتمال وجود خرق لميثاق أخلاقياتها من خلال تسريبات ضخمة لوثائق من ملفات مؤسسة موساك فونسيكا القانونية. وأضاف بلاغ، أن هانز يواكيم إيكرت، رئيس الغرفة القضائية، بات على علم أخيرا بالعلاقة التي تربط بين دامياني وفيغيريدو الرئيس السابق لاتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم.وجاء بيان اللجنة بعد تقارير إعلامية أفادت أنه تم الكشف عن احتمال وجود صلات مشبوهة من خلال وثائق احتوت تسريبات ضخمة للبيانات من ملفات مؤسسة موساك فونسيكا القانونية.وأضاف البيان أن إيكرت أبلغ كورنيل بوربلي رئيس غرفة التحقيقات بلجنة القيم «الذي قام على الفور بفتح تحقيق أولي لمراجعة المزاعم محل التساؤل." وتابع «الدكتور بوربلي ينظر حاليا في المزاعم الواردة من أجل تحديد ما إذا كان هناك أي انتهاك لميثاق أخلاقيات الفيفا وسيحدد أي إجراءات إضافية وجب اتخاذها." الوثائق تطيح برئيس وزراء إيسلندا قدم سيغموندور غونلاوغسون، رئيس وزراء إيسلندا، استقالته، صباح أمس (الاثنين)، بعد ساعات من نشر اسمه في وثائق بنما ضمن عشرات المسؤولين حول العالم، والتي تُشير إلى تهريب مليارات الدولارات في ملاذات آمنة من الضرائب.كما انسحب غونلاوغسون، من مقابلة تلفزيونية كان يجريها بعد ساعات من نشر الوثائق، بعد سؤاله عن تورطه في عمليات غير معلنة، وفي إخفاء استثمارات بملايين الدولارات.وكشفت وثائق بنما، تورط رئيس الوزراء الأيسلندي في عمليات غير معلنة في بنوك البلاد التي أنقذتها إيسلندا، وتورطه في إخفاء استثمارات بملايين الدولارات في بنوك بلاده خلف ستار شركة أجنبية سرية. وتوضح وثائق مسربة أن رئيس وزراء إيسلندا وزوجته اشتريا شركة فى الخارج اسمها «وينتريس» عام 2007، وقالت شركة «موساك فونسيكا» البنمية للخدمات القانونية ناشرة التسريبات، التي تعد إحدى أكثر الشركات التى تحيط أعمالها بالسرية، إنها تلتزم بالبروتوكولات الدولية لضمان أن الشركات التى تضمها لا تستخدم فى التهرب الضريبي وغسيل الأموال وتمويل الإرهاب، أو أي غرض غير قانوني.وأضافت الشركة أنها حريصة فى عملها وتأسف على إساءة استخدام خدماتها، موضّحة إن الشركات التى تدار فى الخارج موجودة فى كل مكان وتستخدم لأغراض قانونية متعددة. إعداد: عبد الواحد كنفاوي وأحمد نعيم

تساقط “أوراق بنما” يعري حجم الفساد الدولي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حجي والمتوكل نجما يوم الرياضة بوزان

أب يعتدي جنسيا على ابنيه

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات